للمرة الثانية وبنفس الشجاعة

مارى صادق: لو مقدرتش أتجوز وسام المسلم هادخل الدير

الجمعة، 26 ديسمبر 2008 02:36 م
مارى صادق: لو مقدرتش أتجوز وسام المسلم هادخل الدير مارى صادق
كتبت آية السعيد و شيماء عبد المنعم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلاً عن العدد الأسبوعى

«مارى» قرأت قصة «دينا»، وقررت أن تدافع عنها بطريقة مختلفة تماما، مارى قررت أن تحكى قصتها مع حب حياتها الوحيد الشاب المسلم «وسام»، لتخبر كل الناس أن «دينا» تراجعت فى الوقت المناسب عن الاستمرار فى علاقة الحب، لكن هناك الكثيرين لم يفعلوا، و«مارى» من هؤلاء، لأنها ترى أن الحب أكبر من أى شىء، ولأنها ترى أيضا أن حبها لا يسىء بأى شكل من الأشكال لأى دين أو عرف أو تقاليد أو للمجتمع، بل البعض هو الذى يسىء لها ولمن هم مثلها من الشباب، بهجومه العنيف والمتطرف على المشاعر السامية بين شخصين من ديانتين مختلفتين.

«مارى» ستروى قصة حبها، وعلى عكس «دينا» ترفض أن تنهى علاقتها بحبيبها، وتقول «الحب لو بقيود ميبقاش حب».«مارى رمسيس صادق» تقول لمن عارضوا دينا «أنا عشت اللى عاشته وحاسه بيها»، وتضيف: نعم أحببت وسام وأكملنا معا حتى الآن أربع سنوات، وكنت أعرف أنه مسلم وهو يعلم أنى مسيحية، ولا أنا أستطيع أن أغير دينى، ولا هو يستطيع أن يغير دينه، ثم لماذا يغير كل منا دينه؟!

ثم تجيب مارى عن السؤال: المجتمع ظاهريا يرفض، لكنه لا يملك القدرة واقعيا على رفض الحب، أو منعه، ولا أعتقد أن ربى ورب «دينا» و«وسام»، سوف يحاسبنا على حب طاهر يملأ قلوبنا، لأننا كلنا أبناؤه وعبيده.

بدأت قصة حب «مارى» و«وسام»، كما تقول: عندما طلبت منى صديقتى فى أحد الأيام، «تعالى اخرجى معايا أنا وصديقى عشان مش عايزة أقابله لوحدى»، وافقت وخرجنا، وكان اليوم «عادى جدا» حتى قابلنا صديقاً لهما بالصدفة، «وقف وسلم، وسرحت معرفش ليه، ومقدرتش أنزل عينى من عليه، وده مش لمجرد إنه أبيض وشعره أسود ناعم، وملامحه جميلة وصوته تحفة».

ولكن كما تقول مارى: «الموضوع أكبر من كده، فيه حاجة بتحصل جوه الواحد، مبيبقاش عارف هى إيه، بس بتبقى مسيطرة عليه، وتحرك كل شىء بداخله تجاه شىء واحد»، ولذلك قلت لنفسى «الإنسان ده لازم يقف أكتر من كده، مينفعش يمشى ويسبنى كده، عايزه أعرفه أكتر»، أريد أن أفهم ماذا حدث لى؟.

ظل هذا السؤال يؤرق «مارى»، كما أن صورة «وسام» لم تفارقها لحظة، فكانت كما تقول «بتعمد الكلام عنه مع صديقتى وألف وأدور عشان نجيب سيرته»، ولأن الفتيات «بيحسوا ببعض» سألتنى وبشكل مباشر: «هو عجبك بسرعة كده دانتى مفيش حد بيعجبك»، وأجبتها: «الفكرة مش إنه عاجبنى وبس الفكرة إن فيه حاجة حصلتلى مش قادرة أفهمها وحاسة إن الرد هيكون عنده».

«مارى» تتردد على الكنيسة منذ طفولتها «زيى زى أى بنت مسيحية»، لكنها لم تشعر مطلقا بأى شىء تجاه أى شاب فى الكنيسة بالرغم من وسامة معظمهم، كما أنها، وهذا طبيعى، لم يكن فى تصورها، حسب كلامها، أن ترتبط بأى شاب مسلم «يعنى لا كنت مخططة، ولا كنت بفكر فى اللى ممكن يحصللى».

يبدو هذا صحيحا جدا، ولذلك صدقتها صديقتها التى كانت سبب التعارف «لما فعلا حست بيا وبأنى بجد مشدودة له»، حاولت بكل جهدها أن تدبر لى ولو وقفة أخرى معه، «بس قلت لنفسى لو محستش منه إن هو كمان فيه حاجة من ناحيته،لازم أسيطر على إحساسى، لأنى طول عمرى محافظة على إنى مدخلش فى أى علاقة لغاية ما أتجوز».

هذا العهد الذى قطعته «مارى» على نفسها كان يقلقها، حتى قبل أن تقابل «وسام»، «دائما كنت أشعر إنى لن أكون سعيدة فى حياتى الزوجية، لأننى أعلم أننى سأضطر فى النهاية لأن أتزوج لمجرد الزواج من شاب عن طريق الكنيسة».

وفى اليوم الموعود للقاء «وسام» انتظرت «مارى» طويلا ولكنه لم يأت،«لم أصدق نفسى وأحسست فجأة إنى كنت فى حلم جميل، واستيقظت فجأة، وعدت للواقع «هفضل زى مانا وهكمل حياتى عادى».

ورجعت إلى منزلها «ونمت عالسرير بهدومى إللى كنت مختاراها، بس عشان أبقى أجمل وأعجبه»، الموبايل رن ثلاث مرات ولم تسمعه مارى «لأنى كنت سرحانة فيه»، وفى المرة الرابعة اجابت: «جالى صوت صديقتى وكلامها سريع وعالى أوى لدرجة إنه فوقنى: إنتى مش بتردى ليه ده وسام خد رقمك وبيكلمك لأ قصدى هيكلمك».

فقالت لها «بالراحة.. بالراحة مش فاهمة منك حاجة». فردت الصديقة: بقولك وسام خد رقمك منى دلوقتى، وهيكلمك، ده كان هيبوس إيدى عشان أديهوله وأنا مكنتش راضية، بس فى الآخر وافقت من كتر إلحاحه، مجاش عشان كان عنده ظروف».

مارى تقريبا أغلقت الخط فى وجهه صديقتها «لأنى مكنتش محتاجة أسمع أكتر من كده»، وجلست والتليفون أمامها تنتظر أن يرن، وفعلا رن، وأخذت نفسا عميقا حتى تستطيع انتظار الرنة الثالثة «عشان مايبنش عليا مدلوقة أوى». وأخيرا جاء صوت وسام كما تقول مارى «رديت وسمعت حجته، أو تقريبا مسمعتهاش لأن كان كفاية عندى بس إنه إهتم واتصل، وطالت المكالمة وكنت فى قمة سعادتى»، ولكن وسام كان يقول فى كل مرة قبل أن يغلق الخط «هنزل أشترى كارت وأشحنه وأكلمك تانى» وثالث ورابع، واستمر فى مكالمتى فترة طويلة.

وتقسم مارى «والعذراء ما رتبنا لحاجة، إحنا فجأة لقينا نفسنا مسئولين عن بعض، مرتاحين أوى لبعض، محدش بيعمل حاجة غير لما يقول للتانى، مبنختلفش على أى حاجة رغم إننا بقالنا أربع سنين، ورغم إننا بنتكلم فى كل حاجة».ثم تتساءل مارى «هو ممكن الإنسان يتمنى فى حياته حاجة أكتر من كده؟هو ممكن الإنسان يلاقى السعادة ويتخلى عنها كدة بسهولة؟وحتى لو فى حد ممكن يعمل كده أنا لأ، لا يمكن استغنى عنه أو أتخلى عنه مهما حصل».

لكن السؤال الأهم هو هل يمكن أن تستمر هذه العلاقة؟مارى تجيب: تحدثنا فى الموضوع وقال لى أنه سيستطيع أن يقنع أهله، وأحاول أن اقنع أهلى».لكن هناك احتمالا وربما يكون قويا برفض أهل وسام وأهل مارى.. فماذا سيفعلان؟.

مارى ترد بحسم: «ولو مقدرتش أقنعهم هترهبن، (أى ستدخل الدير راهبة)، لأنى مقدرش أعيش مع حد غيره».انتهت مارى من قص حكايتها، ونحن كتبناها.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة