للمرة الثانية خلال أقل من عام تنقطع كابلات الإنترنت فى إيطاليا لتتوقف الحياة فى الكثير من المؤسسات والمصالح العامة والخاصة، وتكررت حالة الشلل التى جرت فى نهاية يناير الماضى، وأهم ما أكدته حالة الانقطاع الحالية والسابقة أنها كشفت عن خطورة الاعتماد على مصدر واحد لخدمة الإنترنت، لأنها تجعلنا مفعولا بنا، بينما أصبح الإنترنت خدمة لا غنى عنها وجزءا من الأنشطة الاقتصادية والإعلامية، محررة الاتصالات هبة السيد تابعت الأزمة مع المختصين وكشفت خلال هذه المتابعة عن مكامن الخطر التى يشكلها الاعتماد على الغير فى تلقى خدمة حيوية.
فقد وعدت الأجهزة المختصة بالاتصالات أيام الأزمة الأولى فى يناير الماضى بالسعى للبحث عن وسائل جديدة تخرجنا من دائرة الاعتماد على الغير، وقد جاء انقطاع الكابلات البحرية الخاصة بالإنترنت فى إيطاليا ليكشف أننا لم نتعلم من درس المرة الماضية، لكن الدكتور عمرو بدوى رئيس جهاز تنظيم الاتصالات قال إن الإنترنت لم يصل إلى صورته الطبيعيه بعد، ولكنه تحسن بنسبة 80 % نتيجة قيامنا بأخذ سعات دولية للإنترنت من دول مختلفة مثل دول جنوب شرق آسيا، لافتا إلى أن الوزارة استفادت من الأزمة السابقة لانقطاع كابلات الإنترنت فى شهر يناير الماضى، وإلا ما كانت الوزارة تستطيع أن تعالج الأزمة بهذه السرعة، مشيرا إلى أن هناك 3 كوابل سيتم إنشاؤها لكل من المصرية للاتصالات، وأوراسكوم تليكوم، والشركة العربية للكابلات البحرية، واحد أو اثنان سيتم تشغيله خلال عام 2009، وهو ما يعنى الاستغناء عن الكابلات الأجنبية التى تمدنا بالإنترنت بداية من عام 2010.
لكن بدوى أكد أن مصر لم تعرف أسباب انقطاع هذه الكابلات والجانب الإيطالى لم يقدم لنا الأسباب بالرغم من طلبنا، لأنه من حقنا.
على العكس فإن المهندس طلعت عمر نائب رئيس الجمعية العلمية لمهندسى الاتصالات يرى أن مسئولى الاتصالات فى مصر لم يستفيدوا من الأزمة التى حدثت فى يناير وفبراير الماضى، وكأنها المرة الأولى التى يتم فيها انقطاع الكابلات، ولم نطرح البديل لحل مثل تلك الأزمات، بالإضافة إلى أنه لم يتم الإعلان عن أسباب انقطاع الكابلات فى المرة السابقة.
وهناك سؤال مهم: لماذا لا تسمح مصر حتى الآن بدخول خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، لكونها أكثر أمانا فى حالة الانقطاع؟
