أكدت صحيفة جيروزاليم بوست فى تقرير لها، أن مصر تخشى وقوع ضربة إسرائيلية فى قطاع غزة لعدم إثارة الإسلاميين داخل أراضيها خاصة جماعة الإخوان المسلمين.
وقالت الصحيفة إن مصالح مصر فى تجنب وقوع عملية عسكرية فى غزة، وقلقها إزاء الوضع الإنسانى هناك.. تتجاوز رغبتها القوية فى أن ترى الاستقرار والسلام يحلان فى الشرق الأوسط. حيث إن مصر عليها أن تتعامل مع الضغط المتزايد عليها من جانب الرأى العام داخل حدودها وخارجها.
ويرى جمال عبد الجواد رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه بينما لا يبدو أن هناك كثير من التعاطف مع حماس داخل مصر، فإن المصريين يتعاطفون أكثر مع المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون فى ظل الحصار المفروض على القطاع الخاضع لسيطرة حركة حماس. ويشير عبد الجواد إلى أن الحكومة المصرية لا تستطيع أن تتسامح إزاء وقوع عملية عسكرية واسعة فى غزة، والتى ستؤدى حتما إلى إلحاق الضرر بالفلسطينيين وخاصة المدنيين منهم، ومن ثم فإن هذا القدر من العنف هناك سيجعل الظروف المعيشية أسوأ مما هى عليه الآن، وسيكون هناك ثمن سياسى يجب على مصر وحكومتها أن تفعل شىء حياله.
وذكرت بعض التقارير أمس، الخميس، أن وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك أصدر تعليمات للقوات بفتح معابر غزة اليوم، الجمعة، من أجل السماح بدخول الإمدادات الإنسانية. وتعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة المناهضة لإسرائيل، والداعمة للفلسطينيين أمرا شائعا فى القاهرة، فى حالة اندلاع العنف أو التوتر مع إسرائيل. وكانت هناك مظاهرات غاضبة بصفة خاصة مع بداية الانتفاضة الثانية، وقامت مصر على إثرها بسحب سفيرها من إسرائيل.
ويقول الخبير الاستراتيجى جمال عبد الجواد، إنه إذا تعرضت حكومة مصر أو أى حكومة اخرى للضغط وللانتقادات، فإن هذا الأمر من شأنه أن يقوض الاستقرار.
ويضيف قائلا إن هناك مخاوف أيضا من أن يسمح الهجوم الإسرائيلى على غزة لحركة الإخوان المسلمين والحركات الأصولية الأخرى باستخدام ذلك كمدخل لحشد الرأى العام وتقوية موقفها فى الدولة، لأن "فلسطين" هى وسيلة سهلة ورخيصة لتحريك الشارع العربى فى أى دولة، وهذا أمر يجب أن يدركه جيدا الإسرائيليون. وكانت مصر محل انتقادات متزايدة وضغوط من جانب دول مثل سوريا وإيران اللتين اتهمتاها بالوقوف ضد الفلسطينيين بعدم فتح معبر رفح الحدودى والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ويذكر عبد الجواد بأن المعابر من قطاع غزة إلى مصر تتم إدارتها فقا لاتفاقية دولية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والاتحاد الأوروبى بدلا من حماس التى لا تتوق مصر إلى إضفاء الشرعية عليها بسبب استيلائها غير القانونى على قطاع غزة العام الماضى. وإضافة إلى ذلك، فإن الاتفاق الذى ترى مصر ضرورة احترامه، يحدد معبر رفح لعبور الأشخاص وليس البضائع.
ويرى د.عبد المنعم سعيد مدير مركز الأهرام، أن حركة حماس حققت نجاحا كبيرا فى لفت النظر لقضيها وإظهار مدء السوء الذى آلت إليه الأوضاع فى غزة، وهو الأمر الذى له تأثير على الرأى العام. ويعتقد سعيد أن حركة المقاومة الإسلامية يمكنها حل المشكلة عن طريق تسليم المعابر الحدودية إلى السلطة الفلسطينية وفقا للاتفاقية الموقعة عام 2005، لأن هذا الامر سيترتب عليه عودة المراقبين الأوروبين لتعود الأمور إلى نصابها الصحيح.
ومن ثم إذا رفض الإسرائيليون إدخال المساعدات، سيوجه اللوم إليهم "فإذا سمحت إسرائيل بدخول المزيد من المساعدات من مصر إلى غزة، فإن هذا الأمر سيساعد مصر داخليا بإظهار أن الدولة على الأقل تبذل أقصى جهدها من أجل الحد من الدمار من الناحية الإنسانية".
ويضيف عبد المنعم سعيد قائلا، إن مصر تواجه أيضا الأزمة الاقتصادية العالمية ولا تحتاج إلى أزمة أخرى مماثلة لحرب إسرائيل الثانية فى لبنان ضد حزب الله. وإضافة إلى ذلك، فإن كثير من خبراء الشرق الأوسط يتشككون فى الإدعاءات القائلة بأن المسئولين المصريين لا يعارضون هجوم إسرائيلى محدود فى غزة ضد حماس.
ويرد على ذلك إيمانويل سيفان، أستاذ التاريخ بالجامعة العبرية، مشيرا إلى أن المصريين ليست لهم مصلحة فى وقوع عملية إسرائيلية فى غزة لأنهم يخشون تأثير ذلك على توازن العلاقت الإسرائيلية الفلسطينية.. ويبقى الموقف المصرى برأيه، رافضا لأى هجوم عسكرى على غزة، لأن المشكلة بالأساس سياسية، ويجب حلها بالوسائل السياسية.
جيروزاليم بوست..
قلق مصرى من غضب الإخوان فى حال ضرب غزة
الجمعة، 26 ديسمبر 2008 01:22 م
القيادة السياسية تخشى غضب الإسلاميين من ضرب غزة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة