الإعلام الجديد ليس له رقيب ولا يعترف بسياسة العزلة

المواقع الصحفية الإلكترونية تهدد مستقبل صحافة الورق!

الجمعة، 26 ديسمبر 2008 01:01 ص
المواقع الصحفية الإلكترونية تهدد مستقبل صحافة الورق! صورة للصفحات الأولى من مواقع الصحف المصرية
كتب د. حسين أمين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄موقع «اليوم السابع» نموذج جيد للصحافة الإلكترونية لارتباطه الوثيق بالواقع والتنمية من خلال إلمامـه بالجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية
◄كيف تتغلب الصحافة الالكترونية على الصعاب لتتواصل مع ملايين القراء على الأنترنت؟

تلعب الصحافة الإلكترونية دورا كبيرا فى ردم الفجوة المعرفية فتتيح للقارئ المتفاعل النفاذ إلى مصادر المعرفة وتساعده على إدراكها وتسانـده فى توظيفها وتفتح له أبواباً لتوليد معارف جديدة، وقد وضعت منظمة اليونسكو الإعلام كمؤشـر لقياس الفجوة المعرفية، ونحن عندما نحاول أن نستشرف ونقيم هذه الثورة المعرفية وكيفية الاستفادة منها لمجتمعاتنا نضع نصب أعيننا أننا بصدد ظواهر جديدة لا بد لنا أن ندرسها جيداً وأن نأخذها فى الاعتبار.

أولاً: إنه على القدر الكبير للتطور الإعلامى فى جميع الوسائل الإعلامية التقليدية (الصحف والإذاعة والتليفزيون) إلا أننا نرى أن هذا النشاط ما زال فى دور التكوين من الإعلام الجديد.

ثانيًا: رغم اهتمامنا بالإعلام الجديد الذى يرتكز على تكنولوجيا الرقميات والإنترنت، فإننا نرى ترجمة هذا الاهتمام إلى أفعال مبنية على استراتيجيات ورؤى علمية، مع الاعتراف أن وجوب تنفيذها قد قرب وحان لأن الإعلام الجديد سيمثل الركيزة الأساسية لمنظومة الصحافة والإعلام فى العالم فى غضون السنوات العشر القادمة.

ثالثًا: إن التواجد الإلكترونى للصحافة المصرية، الآن لابد أن يعتمد أساسًا على عاملين، هما المشاركة الفاعلة والمحتوى. هذان العاملان سوف يكون لهما أكبر الأثر فى تشكيل وإعلام الوعى المعرفى العام على الشبكة.

لقد سببت شبكة الإنترنت قلقا عظيما فى بلدان العالم وعشائره، وكان محور المناقشات هو حفظ الهوية والذاتية من خلال طرح مواقع للصحافة الإلكترونية ثابتة بين الشعوب، وكذلك تناول وانتقال هذه القيم انتقالا طبيعيا بين الأجيال وعبرها، من خلال لاعبها الأول، وهو الصحافة الإلكترونية.

إن كثيرًا من المدارس الفكرية والاجتهادات الإعلامية فى الدول غير المنتجة للمحتوى لا تزال ترى فى شبكة الإنترنت فاعلا رئيسيا فى نظام هيمنة جديد قادم من الغرب، والملاحظ أيضا أن الولايات المتحدة الأمريكية هى المشار إليها دائما بأصابع الاتهام بإفراغ المحتويات الثقافية للشعوب واحتواء أفراده وإظهار هيمنتها على الشبكة وغيرها... وعلى صعيد آخر هناك باحثون وكتاب على مستوى راق ما زالوا يربطون الإعلام الجديد، خاصة شبكة الإنترنت، بالإعلام القديم التقليدى المرتبط بالدولة والسلطة والرقابة، على أن الأمر غير ذلك تماما فهناك على الشبكة الحرية كاملة فى إبداء الرأى والإلمام بالرأى الآخر والاعتراف المتبادل...

- لقد وجدنا أن أهم المظاهر الملاحظة بين الإعلام القديم والجديد.
أولاً: إن المادة الإلكترونية على الشبكة هى نتاج اختلاف المصادر وخلطها فمن السهل والممكن بيسر أن تستعار مواد مختارة من كتب أو مجلات مطبوعة أو وكالات أنباء أو رسائل بريد إلكترونى أو مناقشات مفتوحة.. ويمكن أيضا لحظيا إعادة ترتيبها لمساندة مضمون معين أو دعم رأى مغرض.

ثانيًا: تكوين ظاهرة بالاحتباس الإلكترونى حيث يمكن لموقع معين على الشبكة أن يناقش قضايا مهمـة، وأن يتضمن وصلات وروابط links لمواقع أخرى مختلفة له نفس منظور المضمون أو أسس الاهتمام، فيجد المبحر أو المناقش المتفاعل نفسه أسيرا لهذا الموقع مما يجعله يتآكل زمنيا على مدار اليوم أو مدى استخدامه لهذا المرفق الحيوى.

ثالثـًا: ظاهرة مزج الأساليب، وهى أن معظم أشكال الاتصال فى الشبكة وغيرها ما زالت تحت تأثير المتمرسين عليها والعالمين بأمور الحاسوبات وغالبية وجهات نظرهم التى هى محل احترامى، ما زالت تمثل مرجعياتهم العلمية ونظرتهم للأمور برؤى وقيم هذه المرجعات فى الاجتماع والثقافة والاقتصاد والسياسة، مما يستوجب إعادة النظر لهذه المواقع مرة أخرى لتعديل هذا المنطلق الفكرى العلمى التطبيقى فى النظر إلى الأمور السياسية والحياتية.

وفى هذا الإطار لا مفر من الاعتراف بأن المعبر عن الوطن والحالة المصرية على الشبكة كان ولا يزال دون المستوى وليس له حضور ذو قيمة فى الساحة الإعلامية الإلكترونية عبر الشبكة، وهذا الانسحاب قد أثر فيما يبدو لى على آراء بعض الباحثين الذين أكثروا من الكتابة عن مساوئ الشبكة والفوضى المعلوماتية. إن الفوضى المعلوماتية أمر وارد خاصة أن مؤشرات التعبير الإعلامى تتذبذب بين التراجع عن استخدام الشبكة أو التقدم ببطء فى استغلالها.

إن هناك كثيرًا من الصحف لها مواقع رسمية على شبكة الإنترنت ولها أيضا أماكن للاتصال المباشر (on line) وهذه المواقع قد تكون لصحف مستقلة أو حزبية أو رسمية والتى تمثل الهيئات والوزارات الحكومية. ومع ذلك هناك قدر لا بأس به من المواقع المجهولة المصدر أو المشبوهة والتى تتعامل مع الكثير من القضايا التى قد تمس مصر وتهم المصريين.

إن المواقع الصحفية فى الدول العربية مازالت تتعامل مع الشبكة فى الغالب ببطء شديد وحذر وبصفة رسمية، وهنا نتساءل هل يترك هذا المرفق المعلوماتى الهائل والذى سوف يسود وسائل الإعلام إلى اجتهادات فردية غير منظمة غالبا ما تكون واردة الخارج، وإلى جماعات منفردة؟

إن التواجد المكثف لابد أن يكون ممثلاً للصحافة المصرية على الشبكة، وقد تكون هناك صحف صغيرة ذات مواقع كبرى وصحف كبرى ذات مواقع لا تزار ولا تقرأ، الحالة الجديدة للصحافة المصرية تقول إن معظم الشباب الذى يمثل الجزء الأكبر من السكان يتجهون بقوة إلى المواقع الإلكترونية للصحافة، وإذا استمرت هذه الحالة والمنوال، فسيذهب فى زمن بسيط كثيرون إلى المواقع الصحفية الإلكترونيـة المتميزة، والتواجد للمواقع الإلكترونية واضح على الشبكة مع أن الواقع يدفع للتساؤل ليس فقط بوجوب التواجد ولكن وجوب التواجد الذى لا تخطئه العين.

إننا نعتقد أن سلبيات الشبكة تتضاءل أمام إيجابياتها، وعلينا عدم المبالغة فى الخوف من بعض الجماعات التى قد تهاجم أو تناقش أمورا مصرية خالصة، فلابد لنا أن نعترف بوجود هذه الجماعات غير الرسمية والمنظمات غير الشرعية على الشبكة التى تكون عادة فى الخارج وتستغل عدم التواجد فى نشر أفكار سيئة وتكوين خلايا داخل الشبكة مهمتها التضليل والتحريف وتغليط المعلومات الصحيحة أو صبغها، وإن كانت فى حاجة إلى تنظيم.

إن هذه المعلومات قد تؤثر على البعض، وتكون كمن يضع لهم السم فى العسل جاذبة كاذبة، فعلينا أن نعى جيدا أن أهم أهداف هذه الجماعات تشويه الصورة وزلزلة الاستقرار وتفتيت العلاقات وتدمير النفوس وجلد الذات.

وكما نظرنا إلى هذه الجماعات ننظر أيضا إلى الصحفيين المصريين الذين أصبح لهم كثير من البصمات والمبادرات فى استغلال الشبكة استغلالا حسنا، وقد اجتهدوا منذ البداية فى التعامل الآنى مع المشكلات التى تهم المواطن والوطـن وتتعرض لمشاكل المواطنين من خلال مواقع جاذبة تنافس أقوى المواقع الصحفية الدولية وتقدم المعلومة وتطورها آنيا لتأخذ الصحافة المكتوبة من صحافة بما حدث أمس إلى صحافة بما يحدث الآن وهو أمر يتطلب مجهودات عظيمة لا تعرف الكلل أو الملل وكوادر رفيعة المستوى كاملة الكفاءة.

وكما أصبحت مكاتب وخدمات الإنترنت (isp) شيئا بسيطا هينا فى العالم الغربى فنستطيع القول بإن مكاتب الخدمات لشبكـة الإنترنت فى العالم العربى ومصر قد أصبحـت متعددة، بل هناك من الدول التى تمتلك عددا لا بأس به من هذه المكاتب، وهناك هيئات قد تلعب دورا فى عمليات المدخلات بطبيعة خدماتها فى مصر.

المحتوى والصحافة الإلكترونيـة:
بغض النظر عن بعض النماذج الناجحة للصحافة الإلكترونية فى مصر ومنها الموقع الإلكترونى لصحيفـة باليوم السابع فنسطيع القول إن الأكثريـة المتواجدة أصبحـت لا قيمة لها وعالة على المحتوى الأجنبى ولا أمل فى إثراء المحتوى المصرى إلا من خلال نظرات مبتكرة لمفهوم الصحافة الإلكترونية وتنمية الوعى الخاص بالمحتوى وارتباطه الوثيق بالواقع والتنمية من خلال إلمامـه بالجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. والمحتوى الإلكترونى يتفاعل مع القارئ ويخرجه من العزلـة إلى الاندماج ويُحوّلـه من سلبى إلى مشارك، ومن المُسَيَّـر إلى المُخَيَّـر.

إننا لا بد أن نتفهم العصر المعلوماتى الجديد ونتسلح بأدواته التى سوف تكون عدتنا فى أى مواجهة وليس لنا بالمنع بل علينا أن نتخطى أى مشاعر ونحتويها ونتعامل من كل المواد لأننا نعلم أن الإعلام الجديد ليس له رقيب وأنه نتاج أيديولوجيات أو سياسات أو اختيارات لأفراد أو مؤسسات لها اتجاهات قد تخالف اتجاهنا وعلينا دائما أن نرد عليهم بالحكمة والعلم والتنظيمات والجماعات المعرفية التى تمثل مجتمعنا، وكذلك لابد أن تكون لنا مكانـة رفيعة بين الصحف الإلكترونيـة الإقليمية والعالمية.

لمعلوماتك...
7 ملايين مشترك مصرى فى الإنترنت طبقا لإحصاءات 2007
1992 بدأ استخدام الإنترنت فى مصر عن طريق شبكة فرنسية





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة