«لا توجد خطايا للكنيسة فى قضيه الفتنة » جملة يكررها القمص صليب متى كاهن كنيسة « مارجرجس الجيوشى» كلما حدث اشتباك بين مسلم ومسيحى.. إلا إنه فى حواره مع «اليوم السابع» أعلن تراجعه عنها، متهما رجال الدين المسلمين بإشعال الفتنة، ومطالبا الدولة ببناء 12 ألف كنيسة جديدة، وتعيينه فى البرلمان أسوة بأحمد عمر هاشم.
قلت مسبقا إنه لا توجد فتنة طائفية فى مصر، فهل مازلت تعتنق هذا الرأى؟
للأسف لا.. لقد وقعت الفتنة الطائفية بالفعل. وثبت بما لا يدع مجالا للشك أن بعض المسلمين يتحرشون بالأقباط كلما وجدوا أنهم يريدون إقامة صلواتهم أو يرغبون فى بناء كنيسة، وأبرز مثال على ذلك ما حدث فى عين شمس الشهر الماضى.. فلا يمكن إنكار أن هناك فصيلاً من المسلمين دائم العبث والشجار، ويشعلون نيران الفتنة.
من تقصد بكلمة «الفصيل»؟
الدعاة الإسلاميون على منابر المساجد الذين يذكون نار الفتنة فى قلوب الجماهير المسلمة ويلعبون على وتر أن الإسلام فى خطر بسبب «التمدد النصرانى» وأن المسيحيين يستقوون بالكفار فى الخارج.
وهل تنكر أن نفس الأمر يقوم به بعض رجال الدين المسيحى بالكنائس؟
«ما حصلش» الكنيسة لم تخطئ فى ملف الفتنة، ولو أن هناك قساً مسيحياً هاجم المسلمين فإن ذلك يأتى فى خانة رد الفعل ليس أكثر.
لكن ذلك ناتج من تباين عدد المسلمين مع عدد المسيحيين فى مصر؟
هذه حجة واهية وأنت تناقض الواقع.. نحن 12 مليون قبطى لدينا 1000 كنيسة فقط ومن المفترض أن تخصص لنا الدولة 12 ألف كنيسة بمعدل واحدة لكل 1000 قبطى، وبنفس المعدل ينبغى أن تخصص الدولة للمسلمين 70 ألف مسجد فقط.. لكن الواقع يقول إن مصر بها أكثر من 102 ألف مسجد وزاوية.
إذن أنت تلقى باللوم على الدولة؟
فقط أتعجب من أن الدولة تضع شروطا لبناء الكنائس حتى لو فى الصحراء كما حدث فى أبو فانا، وتحكم قبضة الأمن على كل المنشآت ما عدا الكنائس، والكل يذكر حوادث الإسكندرية حينما اعتدى أحد المسلمين على 4 كنائس فى ظل تراخٍ أمنى واضح.
تلقى بمسئولية الفتنة الطائفية على الجانب المسلم وتتناسى تجاوزات أقباط المهجر؟
أرفض تسمية أقباط المهجر.. أنا أسميهم «مصريين المهجر» وهؤلاء خرجوا من مصر للتضييق عليهم أو للبحث عن لقمة العيش، وما بدر منهم من تصرفات هو نتيجة القلق الشديد على ذويهم فى مصر بسبب اعتداء المسلمين على المسيحيين ولهم العذر فى ذلك.
أنت متهم بإثارة الفتنة الطائفية وإقحام الدين فى السياسة لأنك خضت انتخابات البرلمان مرتين؟
قبل أن أكون كاهناً كنت كادرا سياسيا فى الاتحاد الاشتراكى والتنظيمات الطليعية منذ عام 1963 بعدها ظللت فى عضوية مجلس الشعب المحلى لمحافظة القاهرة لمدة 20 عاماً، وحينما رشحت نفسى لكرسى البرلمان كان ذلك بناء على رغبة أهالى المنطقة وليس بدافع شخصى، «بعدين رجال الدين المسلمين ماليين البرلمان، وعندك أحمد عمر هاشم».
أحمد عمر هاشم معين؟
إذن أنا أطلب من الدولة أن تقوم بتعيينى مثله.