التقينا قداسة الأنبا «مرقص»، أسقف إبراشية شبرا وتوابعها، والمتحدث الرسمى للكنيسة للرد على عدد من القضايا الشائكة والمتعلقة بالخطاب الدينى للكنيسة.اللقاء كان ودودا، والرجل واسع الصدر، مرحبا بكل الأسئلة التى طرحناها عليه، وأجاب عليها دون تحفظ.
وكان أول سؤال عن تغذية روح الفتنة فى الخطاب الدينى بالكنيسة؟
الخطاب الدينى للكنيسة لا يخرج عن إطار تفسير الكتاب المقدس، وعندنا فى «العشية»، وهو طقس كنسى، والقداس لا يجوز لمن يشرح أن يخرج عن الكتاب المقدس، مهما كان الموقع الدينى لهذا الإنسان، الكتاب المقدس لا يتعرض لا للسياسة ولا الطعن فى الآخر، مهما كان هذا الآخر.. مرتكبا خطيئة، أو وثنيا، أو يدين بأى ديانة مخالفة، لأن هدف الكتاب المقدس هو بناء الإنسان.
هل معنى ذلك أنه لا يوجد أى خطاب متطرف فى الكنيسة؟
ممنوع.
ولا يمكن التطرق إلى السياسة فى أى عظة من العظات؟
داخل الكنيسة وتوابعها ممنوع، ولكن إذا تم عقد مؤتمر خارج الكنيسة، وتعرض للسياسة، وهناك رقابة مشددة داخل الكنيسة، وكل أسقف مسئول عما يدور داخل أبراشيته، والبابا هو المسئول الأكبر عن كل الأبراشيات، والقاهرة والإسكندرية، وإذا خالف أى رجل دين هذه التعليمات، يتم استدعاؤه ومطالبته بإصلاح ما أخطأ فيه، ولو أصر على خطئه يتعرض لعقوبات كنسية مشددة.
هل الخطاب الدينى يختلف من الكنيسة إلى الكاتدرائية، عنهما فى الدير؟
الخطاب الدينى الطقسى مثل «العشية»، و«القداس»، و«المناسبات» واحد، لا يتغير نهائيا، من أسوان إلى مرسى مطروح، ومن إفريقيا حتى أمريكا.
عدم وجود موقف واضح من الكنيسة ضد أقباط المهجر فى دعواهم التحريضية ضد مصر، يثير علامات استفهام عديدة؟
أقباط المهجر حوالى 2 مليون فى مختلف دول العالم، الذى يثير القلاقل ويفجر فرقعات ما بين 10 إلى 20 فردا فقط منهم، فلا يجب أن نظلم 2 مليون من أجل 20 فردا لهم آراء مغايرة، وهل حادث إرهابى قام به 5 أو6 أفراد من المسلمين ،يعنى أنهم يمثلون كل المسلمين، فلدينا فى مصر 70 مليون مسلم معتدل، وعندما يكون هناك 20 أو 30 متعصبا، فلا يمكن أن نقول أنهم يمثلون الإسلام.
إذن ما هو موقف الكنيسة تجاه هؤلاء العشرين؟
هم لا يسألون الكنيسة، ويعتبرون شاردين.
ما موقف الكنيسة من لغة خطابهم والهجوم على مصر؟
نحن دائما ننصحهم بعدم إثارة القضايا الداخلية فى الخارج، لأن القضايا الداخلية لابد لها أن تحل فى الداخل، لكن لنا بعض الأسئلة والتحفظات، لماذا نعطيهم الفرصة للجوء إلى إثارة بعض القضايا فى مصر؟ فمثلا عندما تتواتر إليهم الأخبار عن اعتداء بعض الأفراد على كنيسة فى عين شمس، أو على كنيسة ما فى مكان ما، والأمن متقاعس، دون أن تصلهم الحقيقة، أيضا فيما يتعلق بمشاكل تصاريح بناء الكنائس والمساجد والتفرقة الواضحة فى ذلك، مما يدفعهم إلى إثارة عدم العدالة وحق المواطنة، خاصة أن بناء الكنائس يحتاج إلى قرار جمهورى شريطة أن يتم التشييد بما لا يقل عن مسافة 200 متر عن أقرب مسجد قائم، فى الوقت الذى يتم فيه تشييد المسجد بملاصقة الكنيسة «إشمعنى» علاوة على عدم تعيين عمداء الكليات من الأقباط، ولا يوجد مدير أمن قبطى، فهل يعقل ألا يوجد شخص من الأقباط يتمتع بالكفاءة لشغل مثل هذه المواقع؟
لكن التعيينات حسب النسبة والتناسب فى تعداد السكان؟
لابد من عدم الأخذ بمبدأ النسبة والتناسب فى تعداد السكان ولكن بالكفاءات، وإلا، فإن «أوباما» ما كان يجب عليه الفوز برئاسة أمريكا المسألة ليست بالعدد ولكن بالقيمة ،وإذا كان الأقباط عددهم أقل، إلا أنهم من نسيج الوطن.
لكن هناك محافظ قبطى «مجدى أيوب»، ووزير هو الأقوى فى حكومة نظيف حاليا «يوسف بطرس غالى»؟
دا شىء كويس، وهناك تقدم، ولكن نطلب العدالة فى تعيين الكفاءات فى العديد من الأجهزة الأخرى.
القمص زكريا بطرس يغزى الفتنة بين عنصرى الأمة، من خلال الهجوم على المسلمين فى قناة الحياة.. ما موقف الكنيسة تجاه هذا الخطاب المتعصب؟
أنا بصراحة لا أشاهد هذه القناة منذ فترة طويلة، وسمعت أنهم غيروا التردد الخاص بها، وأنا «مش عايز» أعثر عليه مرة أخرى؟ لكن أنا كإنسان مسيحى مصرى، لا أوافق على إهانة رمز أو دين
لكن ما هو موقف الكنيسة الرسمى حيال القمص زكريا؟
ليست لها سلطة عليه لأنه مستقيل، والأنبا بيشوى ذكر مرات ومرات أن الكنيسة القبطية لا توافق على أفكار القمص زكريا.
هناك اتهام بأن الخطاب الكنسى، كثيرا ما يجنح إلى أن مصر أصلها قبطى، وأن المسلمين غزاة ومحتلون ولابد من طردهم؟
نحن لا نرجع للوراء، لأن التاريخ يذكر بأن هناك فراعنة «مصريين قدماء»، بعضهم آمن بالمسيحية عند دخول «مارى مرقص» الرسول مصر، ونفس الحال حدث عند دخول الإسلام مصر، إذن الأصل فراعنة وليس مسيحيين، ولكن لدى بعض التحفظات، منها: ما يذكره التاريخ أيضا من أن عمرو بن العاص فتح مصر، هى مصر كانت «مقفولة»!! والمفروض أن يقال أن عمرو بن العاص دخل مصر، ونشر الدين الإسلامى، فيصبح الموضوع مقبولا، لكن حين أقول أن عمرو فتح مصر.. الله.. هى مصر كانت مقفولة؟ هذه المصطلحات نتغذى بها منذ الطفولة وعند الإدراك وإعادة التفكير نكتشف أنها ليست منطقية.
من أجل ذلك تهاجم الكنائس عمرو بن العاص بضراوة؟
لا يتم ذكره على الإطلاق.
معظم الفتن الطائفية التى وقعت مؤخرا، وراءها بنت مسيحية ارتبطت عاطفيا بشاب مسلم والعكس.. وهنا تقوم الدنيا ولا تقعد، فلماذا نضع وحدة عنصرى الأمة على المحك بسب قصة حب هنا أو هناك؟
هذه الأحداث لا تتضخم إلا فى المناطق الشعبية والريفية، فى حين لو وقعت فى منطقة تتمتع بمكانة اجتماعية وثقافية كبيرة، وتخلو من التعصب والتطرف لا تحدث مثل هذه الأحداث.
لكن ما هو رأى القيادات الكنسية فى هذه القضية؟
القضية أن هناك اختلافا، فلو ولد مسيحى حب مسلمة وأراد الارتباط بها، فلابد أن يعلن إسلامه، لكن لو مسيحية أحبت مسلما تتزوجه عادى، فالوضع مختلف، والكنيسة لا تغضب ولكن تنصح
فى مواجهة ساخنة للمتحدث الرسمى للكنيسة عن الخطاب الدينى.. وأقباط المهجر.. والفضائيات المغذية لروح الفتنة..
الأنبا مرقص: يعنى إيه عمرو بن العاص فتح مصر.. هى كانت مقفولة؟
الجمعة، 26 ديسمبر 2008 01:35 ص
الأنبا مرقص - تصوير ماهر اسكندر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة