يستخدم الفتنة لإلهاء الناس عن قضايا بعينها

أمن الدولة «متهم» ولايرضى عنه الأقباط والمسلمون

الجمعة، 26 ديسمبر 2008 01:37 ص
أمن الدولة «متهم» ولايرضى عنه الأقباط والمسلمون كالعادة.. قوات الأمن تراقب الأحداث من بعيد
كتبت نرمين عبد الظاهر و نورا فخرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتهم البعض من المسلمين جهاز أمن الدولة، بأنه حامى الأقباط، ويكفى أن يكون هناك نزاع طرفه شخص مسيحى وآخر مسلم، حتى يجد الأخير نفسه متهما بإشعال الفتنة، بنفس المنطق نجد الاقباط يروجون لهذه المقولة، ولكن بتعديل بسيط، أن الاتهام يوجه لهم ولكن الحقيقه أن الجهاز الأمنى، يظل متفرجٍا جيدا فى أى خلاف بين المسلمين والمسيحيين، يشعله الخطاب الدينى المنفلت على الجانبين.. يقف ساكنا قبل وأثناء فصول الصراع، كأنه يشاهد فيلم -أكشن- إلى أن يقضى الاحتقان أمرا كان معروفا.. ومن هنا يبدأ دوره الفعلى فى حصر الضحايا واعتقال من تبقى..

التعامل الغامض لجهاز الأمن مع أحداث الفتنة الطائفية بين أقباط مصر ومسلميها، لا يقل أهمية عن الأحداث نفسها.. ورغم قوة الجهاز الذى يعلم «ماذا يأكل ويشرب المصريون فى منازلهم»، فلماذا لا يعلم بالفتن والأحداث وهى فى مراحلها الأولى، ويتدخل قبل وقوعها؟ ليطلق شعاره الدائم «كله تمام..والصلح خير»، اللواء محمد عبد الفتاح عمر وكيل، لجنة الدفاع والأمن القومى فى مجلس الشعب يرد: ما يقوله البعض بأن الأمن يتعامل مع الخلافات الدينية بمنطق «كله تمام.. والصلح خير» هو ليس عيبا، بل منطق ووسيلة لتهدئة الموقف «، و سياسة كثيرا ما تستخدمها الدول مثل الخلافات بين مصر وإسرائيل، وبين امريكا والعراق ودول أخرى كثيرة »..لكن الشائعات التى يطلقها البعض من أطراف مختلفة يكون هدفها إثارة الفتنة بين الناس، والتى تكون مدفوعة الأجر من الخارج لأغراض سياسية تريد السيطرة على مصر.

وقائع أخرى يسوقها المنتقدون، التى تؤكد غياب الأمن، منها غيابه فى أحداث المطرية الأخيرة ،بعد اشتعال الأمور بين أكثر من 3 آلاف مواطن، اختلفوا على الصلاة فى كنيسة بحى المطرية، ولم يتحرك الأمن إلا بعد مدة طويلة، عوضا عن أحداث العديسات و محرم بك، عندما حمل أحدهم سيفا ليتحرك بين 3 كنائس، دون أن يلقى القبض عليه و عند مواجهة الأمن قالوا «ده كان مريض نفسى».

كرستينو ماريا قصة أخرى يستخدمها المنتقدون للتأكيد على تخاذل الأمن فى القيام بدوره، حيث اختفوا لمدة سنتين متتاليتين ولم يظهروا إلا بعدما أصدر الرئيس مبارك توجيهاته لوزير الداخلية بتحرى أمرهم، فظهروا بعدها بـ 48 ساعه فقط «فهل يتحرك الأمن فقط من خلال أوامر عليا، أو من خلال الانتظار حتى تنتهى الصراعات القائمة، ليطلق شعاره «الصلح خير»، وقد أكد هذه الوقائع المحامى نجيب جبرائيل متعجبا من تغيب الأمن عن حماية مواطنيه.

«الأمن المصرى يثير قضايا للفتنة الطائفية بعينها فى أوقات يحددها بنفسه، ليغطى على قضايا قومية مهمة، مستغلا فيها أطراف مسيحية وإسلامية، بتحريض من عناصر معينة بناء على لعبة محددة الأبعاد»..كلمات بدأ بها نبيل جبرائيل المحامى القبطى كلامه، متحدثا عن الدور الفعلى لتعامل الأمن مع أحداث الفتنة الطائفية مضيفا «الأمن فى كل حالة وبشكل عام، يتحفظ على أشخاص ليس لهم علاقة حقيقية بالواقعة ليترك المتهمين الأصليين، أو ينتظر حتى نهاية ما تسفر عنه الأحداث».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة