«أنا أعتب عليك يا كنيستى.. هؤلاء الناس لا يعرفون الاستحياء.. كلما تنازلت لهم عن جزء من حقوقك، كلما طالبوك بالمزيد».. كلمات يائسة لأحد أقباط المهجر تبدو كلحن فى أنشودة الاضطهاد.
الكنيسة المصرية هى أول من تتجه إليها الأنظار عندما تزداد حدة تجاوزات أقباط المهجر، حينها تكون الكنيسة بين أمرين إما أن تتخذ موقفا صارما تجاههم فتخسر صوتا ينادى بحقوق، غالبا تميل إليها، أو أن تتهاون معهم فتصيبها نيران الهجوم بالتواطؤ والسكوت على الإهانة فى الداخل، الخيار الثالث الذى يرفع عن الكنيسة الحرج وهو أن تستخدم مبدأ «التقية» وتهاجم أقباط المهجر حين تضطر لذلك، أو تتعامل معهم بمنطق «دعهم يمرون» حينما تحتاج ذلك.
إلا أن مصدرا من داخل الكنيسة قال «أقباط المهجر غالبيتهم مخلصون فى دعوتهم لكن بعضهم يخطئ بالهجوم»، مؤكدا أن الكنيسة لا تقبل مطلقا أى تدخلات أجنبية فى الملف القبطى وأنها تصر على التعامل معه كملف مصرى 100% وأن ما تطلبه الكنيسة هو خروج الملف من أيدى الأمن. ولكن هذا الرد من جانب المصدر الكنسى دحضه الدكتور نبيل عبدالفتاح محرر التقرير الدينى بمركز الأهرام للدراسات قائلا «هناك الكثير من التعاون والأنشطة المشتركة بينهم وبين القيادات الكنسية فى مصر» بل وزاد على ذلك بذكره التبرعات المالية الضخمة التى يقدمها أقباط المهجر للكنيسة الأرثوذكسية لدعم العمل الدعوى والخدمى داخل مصر وخارجها فى شبكات الكنائس الأرثوذكسية حول العالم، وتبرعات مالية أخرى لبناء كنائس جديدة فى الخارج.
«متطرفون» هذا الوصف أقصى ما نعتهم به البابا شنودة حينما سئل عن تصرفات بعضهم، وهو ما رد عليه أقباط المهجر ببيان بدا تهكميا أكثر مما هو عتاب بعنوان «نأسف لإزعاج قداستكم ». وعلى الرغم من الحديث المنطقى لرجال الكنيسة عن تنفيذهم وصايا البابا بالتصدى لهذه التجاوزات لم يوقف هجوم أقباط المهجر.. نفس المصدر كان له رأى صادم حين برر قائلا: «هؤلاء المهاجمون هم فصيل مصرى خرجوا من مصر إما للتضييق عليهم أو للبحث عن لقمة العيش، وتتم مهاجمتهم ووصفهم بالكفار من على منابر المساجد.
ولكن عدم تعميم الحكم على جميع من فى المهجر لا ينفى مسئولية الكنيسة وهو ما أيده الدكتور نبيل عبدالفتاح بقوله «أقباط المهجر يشكلون مصدر قوة للكنيسة وفى نفس الوقت فرصة للتمرد عليها، حتى المسيحيين العاديين أنفسهم يجدون استفادة من أقباط المهجر تتمثل فى مساعدتهم على اللجوء والهجرة خارج مصر».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة