قالت لى: إنها مصدومة فى شخصيات كثيرة ولكنها تنتظر أن يعرف الناس الحقيقة

6 ساعات مع هالة سرحان فى دبى

الجمعة، 26 ديسمبر 2008 12:59 ص
6 ساعات مع هالة سرحان فى دبى
كتبت علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعرف أن هناك العديد من القنوات الفضائية والعربية والدولية التى طلبت لقاء الإعلامية هالة سرحان، أعرف أن هناك العديد من الصحف تلح عليها فى إجراء حوارات، ولكننى عندما التقيتها فى دبى أكدت أنها رفعت شعار الصمت التام، هى لا ترغب فى الحديث عن شىء مما حدث لها بعد أزمتها الأخيرة، ترفض مناقشة من اتهموها بالإساءة لسمعة مصر، تلك التهمة التى باتت تلقى وتستخدم دون منطق وبهدف إثارة الرأى العام أو بشغله بقضايا أخرى، ولكن عندما سألتها لماذا ترفضين الحديث؟ قالت باسمة: ولماذا أتكلم؟ أنا لا أعرف سوى شىء واحد هو العمل.. ثم العمل، ولقد تركت الكلام لأصحاب الكلام.

تواجدت معها أكثر من 6 ساعات تحركنا فيها ما بين فندق القصر بمدينة جميرة فى دبى وقصر الإمارات، تناولنا الحوار وتضاحكنا وتحدثنا عن الكثير من الأمور بشكل شخصى، استقر بداخلى أن أكتب عنها وعن بعدها عن مصر.. وإصرارها على العمل؛ فهى حالة خاصة ونموذج يحتذى به، ولم أستطع أن أقاوم رغبة الكتابة حول هذا اللقاء من باب الحب والتقدير لشخصها وإحساسى بمدى الظلم الذى تعرضت له، كما أننى شرفت بالعمل معها لفترة قصيرة جدا، وأبدا لم تفارق ذهنى صورتها منذ اللحظة الأولى التى كانت تدخل فيها الاستديو، حيث كانت تلحظ كل التفاصيل الصغيرة بدءا من نظافة الأستديو، والذى يجب أن يلمع ويبرق، فهناك ضيوف سيأتون إلى هنا على حد تعبيرها، وصولا إلى تحضير الاستديو ووجود كل فريق العمل.

وكنت أتساءل عن قوة تلك المرأة وجهازها العصبى وقدرتها على تغيير مودها، طبقا لطبيعة المادة الإعلامية التى تناقشها.. وعندما أعدت عليها تلك الصورة ضحكت بصوت عال مؤكدة: بحب مهنتى ولم أعمل فى شىء آخر سوى الكتابة وصناعة البرامج وتقديمها.

وفى مهرجان دبى، بحثت عنها، ووجدتها كما توقعت تماما تتوسط عددا من النجوم المصريين «لبلبة، رجاء الجداوى، المنتج مجدى الهوارى»، ربت على كتفها.. فالتفتت لى، وما كان منها إلا أن وقفت وسلمت على بحرارة شديدة، وتواعدت على لقاء نجلس معا لنتحدث.

وفى اليوم الثالث من فعاليات المهرجان، ذهبت إليها فى فندق القصر، ووجدتها ترتدى ملابسها الكاجوال البسيطة، وتجلس برفقة سهير عبدالقادر مديرة مهرجان القاهرة السينمائى.. وتناقش بعض الأمور الخاصة باستقرارها فى دبى، حيث قامت باستئجار منزل لتستقر، استعدادا لبدء تصوير برنامج جديد تعود به، وهو برنامج شامل، تحضر له، وسيذاع على قناة الـ«LBC» اللبنانية.

جلست لأراقبها، كيف تعمل، وتجيب على الهاتف تتساءل ومن الحين للآخر تسألنى عن أخبارى، عن العمل، وسألتها إذا كانت تتابع الجرائد والمجلات المصرية، قالت ضاحكة: «بطلت أقرا الكلام الحلو والوحش»، ويكفى صدمتى فى الكثيرين ممن كنت أراهن عليهم، وخذلونى، ورفضت الاسترسال أكثر من ذلك.

ومن حين لآخر يقترب منها عدد من المعجبين أو المعجبات ليلتقطوا معها صورا للذكرى، وهى تقوم مرحبة وبحب شديد، ولكن لفت انتباهى سيدة اقتربت منها بحماس شديد وشدت على أيديها أثناء التقاطها الصورة معها وقالت لها «مرحبا بك فى أى دولة عربية.. مصر لا تستحق هالة سرحان».

ردت عليها الدكتورة هالة بحزن شديد «مصر بلدى وأنا إعلامية مصرية، وعندى الاختيار أن أعود فى أى لحظة، ولكننى هنا من أجل العمل».والتقت نظراتنا معا، وكأن لسان حالها يؤكد لى «أبدا لن أسمح لأحد أن يجرح أو يهين مصريتى.. فمصر بلدى رغم أى شىء».
وقتها تساءلت عن تلك الدولة التى تهين أبناءها، فلماذا تظل هالة سرحان بعيدة؟ ولماذا أصبحت دبى ملاذا لحمدى قنديل؟ ولماذا تقسو مصر على أبنائها؟

وطوال الوقت وأثناء تجوالنا بين محلات قصر الإمارات وهى تسأل سهير عبدالقادر ماذا تريد وأين تحب أن تذهب، وتتابع الفنانين رجاء الجداوى فى التليفون لتطمئن عليها، وتسأل لبلبلة عن يومها، خصوصا مع اشتراكها فى عضوية لجنة التحكيم، ثم تنظر لى مؤكدة «علا أنا استأجرت منزلا كبيرا، عندما تأتى إلى دبى أى أحد منكم لابد أن تنزلوا عندى، بلاش أوتيلات وكلام فاضى»، هى بالفعل تستأنس بكل ما هو مصرى، رغم القسوة التى عوملت بها، حتى من أناس لم تتوقع منهم كل تلك القسوة، ولماذا قامت الدنيا ولم تقعد على هالة سرحان إلى الدرجة التى طالب البعض بإهدار دمها، وماذا فعلت، هل سرقت أموال الشعب المصرى وهربت؟ رغم أن كل ما كانت تهدف إليه هو الحديث عن الفقر وما يفعله بالبشر، وكيف تناولت السينما مثل تلك الظواهر، وبفرض أن هؤلاء الفتيات وافقن على الكذب وتمثيل دور فتيات ليل فإنهن فى النهاية كن يعرفن ما يقمن به وهن لسن قاصرات، خصوصا أن الشرائط التى سجلت معهن قبل المونتاج تحوى الكثير من الحقائق، ويبدو أن من افتعلوا الأزمة أصبحوا «كمن أحضروا العفريت ولم يستطيعوا صرفه»، واكتفت هالة بجملة واحدة عندما سألتها عن حالة الوجع التى أصابتها بعدما حدث لها حيث علقت «هيجى وقت والناس هتعرف الحقيقة.. القضية كبيرة«، ثم تابعت «سيبك من كل ده، الحياة الحقيقية هى البيت والسند والزوج، ومحمد ابنى بالدنيا».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة