تحاول حاليا الحكومة الفرنسية معالجة ثقافة الخوف من الإسلام بين الفرنسيين الأصليين، بالسماح بمضاعفة أعداد المساجد حتى يعتاد الفرنسيون الأصليون على الإسلام كأحد المكونات الثقافية للمجتمع الفرنسى بعد
التغيير الذى طرأ عليه خلال القرن العشرين من خلال هجرة أعداد كبيرة من المسلمين إلى فرنسا واعتناق العديد من الفرنسيين الأصليين للدين الإسلامى.
وفى هذا الصدد لم تمانع السلطات الفرنسية المختصة من تأييد طلب الجالية المسلمة من أجل زيادة عدد المساجد فى فرنسا من 2000 مسجد حاليا إلى 4 آلاف مسجد خلال السنوات القليلة المقبلة، بعد أن أصبحت المساجد الحالية غير قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المسلمين.
فعلى الرغم من أن قانون سنة 1905 يحظر تمويل بناء بيوت العبادة لجميع الأديان من ميزانية الدولة الفرنسية، بعد أن أقر هذا القانون علمانية الدولة الفرنسية بفصل الدولة عن الكنيسة، فإن عمد المدن والأحياء الفرنسية أصبحوا يساهمون مع ذلك بنسبة تصل إلى 30 فى المائة من ميزانياتهم الحكومية فى تمويل بناء المساجد فى مدنهم وأحيائهم، بعد ارتفاع عدد المسلمين فى فرنسا إلى أكثر من 6 ملايين مسلم، وفقا لرئيس وزراء فرنسا فرنسوا فيون، وأكثر من 10 ملايين مسلم وفقا لبعض المصادر الإسلامية الفرنسية.
يذكر أن تحول الإسلام خلال المائة عام الأخيرة ليكون الديانة الثانية فى فرنسا بعد الكاثوليكية، جعل الحكومة الفرنسية تطبق روح قانون عام 1905، بالسماح للعمد بتمويل جانبا من ميزانيات بناء المساجد الفرنسية بعد أن أصبح المسلمون يضطرون لافتراش الأرصفة للصلاة فى أيام الجمع لعدم كفاية المساجد فى فرنسا.
