محمد على عبد اللطيف، الشهير بسفاح بنى مزار، ابن الـ27 عاما، كان بطل جريمة القتل البشعة التى شغلت الرأى العام على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، ولكن القدر تدخل بعد أن اقترب عنقه من حبل المشنقة لإنقاذه، وذلك بحكم قضائى برأ ساحته من هذه الجريمة البشعة. أجرى اليوم السابع حواراً معه، تحمل السطور التالية تفاصيله..
اسمك ؟
محمد على عبد اللطيف، 27 سنة، حاصل على الابتدائية.
ألم تعلم أن محكمة النقض أيدت الحكم ببراءتك ؟
ضحك ضحكة هيستيرية مختلطة بالبكاء، وبعد أن تمالك نفسه قال : نعم المحكمة برأتنى والجميع يعرفون ذلك، إلا أن الشرطة حكمت على بالإعدام والسجن مدى الحياة، فرغم أن الحادث مر عليه ثلاث سنوات ورغم أنى خارج السجن، إلا أننى عديم القيمة لا أستطيع الذهاب هنا أو هناك، فأنا لا أشعر أننى خرجت من السجن، الشرطة تحاصر منزلى، وعيون أهالى شمس الدين تراقبنى إرضاء لرغبة الشرطة التى أصرت وتصر على اتهامى وارتكابى المذبحة، وأقنعت أهالى بلدتى بأننى القاتل، حتى أن أعز أصدقائى يطلبون دمى، كما أجبرت على الرحيل من قريتى.
لكن ما شعورك قبل النطق بالحكم ؟
امتلكنى قبل النطق بالحكم حالة من التوتر والقلق خوفا من ظلم الحياة لى بعد ظهور براءتى على يد قاضى الجنايات النزيه، الذى أثبت ببراعة فى ظل ضعفى وقلة حيلتى وقوة الشرطة براءتى، التى كان مفتاحها "الجزمة" التى قامت الشرطة بوضعها فى الحرز الخاص بى، والشىء الذى جعلنى أكثر فرحة هى قصة جزمة الصحفى العراقى.
وماذا عن إحساسك بعد تأييد الحكم بالبراءة ؟
بالطبع كنت سعيدا لأن براءتى لا يستطيع أحد أن ينكرها بعد صدور الحكم النهائى.
ما تفسيرك لموقف أهالى الضحايا وإصرارهم على أنك القاتل ؟
هم معذورون لأن الحكومة خدعتهم، وحتى بعد حكم البراءة منعتنى ومنعت والدى وشقيقى من الاتصال بأى من أهالى القرية، حتى أننى لم أر شقيقتى منذ وقوع الحادث.
ما هى علاقتك الحالية بقريتك ؟
يعلم الله أننى لم انقطع عن قريتى شمس الدين إلا مضطرا، ولو تركتنى الشرطة وتركت لى الأمر لأقنعت أهلى بشمس الدين ببراءتى، وبأننى لم أفعل هذا لأنى تربطنى بهم علاقات قوية، وكنت أظن أن الطريق مفتوح أمامى بعد الحكم لصالحى بالبراءة، إلا أن الطريق مسدود، ولن أعود إلى القرية مرة أخرى، فهم يقنعون أنفسهم بأنى القاتل حتى لا تتعقبهم دماء الضحايا وتسألهم لماذا لم تبحثوا عن قاتلى؟! إلا أننى فوجئت بالشرطة تنقلنى وأهلى، ولا أقول تنقلنى، بل أجبرونى على الهجرة إلى عزبة اسمها أبو حجر، فى هذا الوقت أحسست بالغربة وأننى تمت معاقبتى بشكل أكبر من الحكم القضائى.
ولن أنسى ما حدث لأسرتى بعد اتهامى بارتكاب هذه المذبحة البشعة، ففى ذلك الوقت قام الأمن بإجبار والدى على بيع قطعة الأرض الزراعية التى يملكها وكانت مصدر رزقنا الوحيد، كما أجبرونا على بيع منزل الأسرة الذى ولدنا فيه، حتى يقلعوا جذورنا من القرية، مع العلم أن أسرتى من أول الأسر التى تضررت من الحادث، حيث من بين الضحايا ابن خال والدى سيد محمود وزوجته وابنه وابنته.
هل تلقيت أى تهديدات خلال الفترة السابقة ؟
أكد محمد بأنه مهدد من كل ناحية، حتى أنه لا يستطيع الذهاب إلى أى مكان، ومنذ خروجه من السجن وهو أسير بسبب احتياطات الأمن.
ماذا تريد أن تقول لأهالى قريتك ؟
كان الله فى عونهم على هذا الابتلاء، ولابد أن يعرف الجميع أننى برىء وأن يقتنعوا بذلك.
ماهى أهم أمانيك ؟
أحلم بالحصول على فرصة عمل، حيث بلغ سنى27 سنة، وأعيش أنا وأخى كعالة على والدى، لذا أطالب المسئولين بتوفير فرصة عمل لى حتى يعوضونى عن الأيام السوداء التى عشتها أثناء اتهامى بهذه القضية الخطيرة.
سفاح بنى مزار :رغم براءتى الأمن حكم على بالسجن مدى الحياة
الأربعاء، 24 ديسمبر 2008 09:13 م
محمد.. رغم تبرئته من المحكمة إلا أنه يعيش فى سجن كبير
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة