قبل ساعات قليلة من إقامة مولد أبو حصيرة بقرية "دمتيوه" بمحافظة البحيرة, والذى من المتوقع أن يبدأ فى موعده أواخر الشهر الجارى أو تأجيله لمطلع العام الجديد, وعلى عكس العام الماضى، فيما يشير إلى تغيير الطريقة التى تعامل بها الأمن والحكومة مع قضية مولد أبو حصيرة فى العام الماضى, ففى الوقت الذى تعالت أصوات عديدة رافضة لإجراء المولد على أرض مصرية، ونادت بتطبيق الحكم الصادر بعدم إقامة المولد.
ووسط مطالبات شعبية بمنع تدنيس الأراضى المصرية بأقدام الصهاينة, ووسط اشتعال الموقف الشعبى الرافض لإقامة المولد خصوصاً فى الشارع البحراوى, فنجد ظهور أكثر من حركة تعدت العشر حملات، وجميعها تطالب بمنع هذا المولد، منها الحملة التى تزعمها الحزب الناصرى وحركة كفاية وأطلق عليها حملة "فوق أرضى لن يمروا" وحملة أخرى على النت باسم "سنة ثانية رفض.. مدونون ضد أبو حصيرة" وحملة ثالثة تحمل اسم "مليون توقيع لوقف احتفالات اليهود بأبو حصيرة". ويبدو أن هذه الحملات قد نظمت نفسها للقيام بعمل غير متوقع خلال الأيام القادمة مواكبة للحدث العظيم الذى ينتظره الجميع, فقد قامت منذ أيام بعمل وقفة احتجاجية على سلالم نقابة الصحفيين لتوحيد جميع هذه الحملات فى حملة واحدة.
وسط كل ذلك الاحتقان الشعبى ومقارنة بالعام الماضى، نجد أن الأمن قد غير سياسته فى التعامل مع الأزمة التى سببها المولد فى العام الماضى, ففى العام الماضى صدرت بيانات من محافظ البحيرة بأنه لا زيادة فى أعداد اليهود الزائرين لضريح أبو حصيرة، وأن الزائرين اليهود لضريح أبو حصيرة يأتون كسائحين فى رحلات محدودة العدد تحت إشراف الأجهزة الأمنية ولا يقيمون أية مظاهر احتفالية أمام الضريح أو تحويل ذلك إلى مولد, مما يعنى اعتراف المحافظ بوجود زيارات على الأقل, أما هذا العام وحتى كتابة تلك السطور، فإن القمامة مازالت تملاً القرية التى تصبح قطعة من باريس فى مثل تلك الأيام من العام, كما أنه فى مثل هذه الأيام من العام الماضى صدرت عدة تقارير بوصول اليهود للإسكندرية على متن طائرات شركة العال الإسرائيلية, ويبدو أن ما حدث فى العام الماضى قد جعل الحكومة تغير سياستها من الإعلان إلى التكتم, وليس التكتم فقط بل التكتم الشديد على كل ما يمت للمولد بصلة.
ووسط هذا الاحتقان الشعبى والتكتم الحكومى، فإن محافظة البحيرة على حافة الغليان فى حالة مفاجأة الحكومة للشعب بإقامة المولد هذا العام والخروج عليهم بعد كل هذا التكتم بإلغاء كل الأحكام وكل المشاعر لتوفير سبل الراحة لليهود القادمين لزيارة سيدهم المزعوم "أبو حصيرة".
مولد أبو حصيرة وتوقعات بتصعيد أمنى ضد الرافضين له
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة