كتبت فى مقال سابق بعنوان "الحب الحقيقى" أن الحب نعمة وليس خطيئة كما قالت السيدة أم كلثوم – رحمها الله وغفر لها – فى أغنية "الله محبة"، وذلك تعليقاً على قصة الفتاة المسلمة التى أحبت 3 مسيحيين، والتى نشرتها صحيفة اليوم السابع، وقلت إن كون الرجل يحب أجنبية عنه والمرأة تحب رجلاً أجنبياً عنها إن هذا ليس الحب الذى هو نعمة.
ولكنه لا يزيد عن كونه استلطافاً أو استظرافاً أو نزوة أو شهوة كما قال الله تعالى فى كتابه العزيز (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (الآية 14 من سورة آل عمران).
وقال سبحانه وتعالى فى الآية التى تليها (قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ). وهذه النزوة أو الشهوة التى يسمونها حباً هى الزنا بعينه كما قال النبى (صلى الله عليه وسلم) "إن العين تزنى وزناها النظر والأذن تزنى وزناها السمع واليد تزنى وزناها اللمس والرجل تزنى وزناها المشى والقلب يشتهى ويتمنى والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه".
وقد قلت للصحفى الذى نشر هذه القصة تحت عنوان "شجاعة نادرة": هل ترضى بهذه الشجاعة النادرة لأختك أو لأى امرأة من عائلتك. وبدلاً من أن تنشر الصحيفة ردى وتعقب عليه إذا بها تنشر قصة أخرى لفتاة مسيحية أحبت شاباً مسلماً وتقول بكل إنها على علاقة بهذا الشاب منذ أربع سنوات ومستريحة له أو على حد قولها الذى نشرته الصحيفة "مرتاحين أوى لبعض محدش بيعمل حاجة غير لما يقول للتانى ومبنختلفش على أى حاجة مع أننا بقالنا أربع سنوات ورغم أننا بنتكلم فى كل حاجة"، وطبعاً لا يوجد مانع عند هذه الفتاة أن تسهر مع الشاب الذى أحبته طوال الليل كما لا مانع عندها أن تنزل معه البحر كما فعلت أختها صاحبة الاعترافات الشجاعة.
وقالت الفتاة المسيحية فى نهاية حكايتها التافهة إنها إن لم تستطع أن تقنع أهلها باستمرار علاقتها بالشاب المسلم ستترهبن لأنها "ما تقدرش تعيش مع حد غيره"، وأنا أقول لها لا تترهبنى حتى لا تقعى فى حب أحد الرهبان فتفسدين عليه رهبنته، وأحبى المسيح عليه السلام واتبعى تعاليمه فلا تعرى رأسك ولا تلبسى الثياب العارية، كما جاء فى الإنجيل فى تعاليم الرسل الباب الثاني. واصبرى حتى يرزقك الله بزوج متمسك بدينه يحبك وتحبينه فى الله فيدوم الحب بينكما لأنه ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل. وأكرر القول للصحيفة اتق الله ولا تنشرى هذه الشهوات وتشيعى الفاحشة بين الناس باسم الحب المزعوم.
القارئ عبد الرحمن بن محمد لطفى يكتب: حب الشهوات
الأربعاء، 24 ديسمبر 2008 05:44 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة