20 عاماً على "لوكيربى".. وصعود سيف الإسلام

الأربعاء، 24 ديسمبر 2008 10:53 ص
20 عاماً على "لوكيربى".. وصعود سيف الإسلام سيف الإسلام استطاع إقناع والده بالانفتاح على الغرب وأنهى أزمة لوكيربى
كتب محمد ثروت ومحمود المملوك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عشرون عاماً مرت على حادثة لوكيربى، تلك القضية التى شغلت الرأى العام العالمى، وقدمت فيها ليبيا مليارات الدولارات كتعويضات لعائلات الضحايا، فضلا عن تفكيك برنامجها النووى وأشياء أخرى فى كواليس السياسة الدولية، كانت الثمن مقابل عودة ليبيا إلى الحظيرة الدولية ورفع اسمها من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وكسب ود الولايات المتحدة وأوروبا، وتدفق الاستثمارات الغربية بعد عزلة وحصار طيلة العشرين عاما الماضية.

كان من نتائج قضية لوكيربى أيضا، صعود أسهم نجل الزعيم الليبى معمر القذافى سيف الإسلام، الذى ظهر على مسرح السياسة المحلية والعالمية، واستطاع إقناع والده بإبداء مرونة مع الغرب، والتخلى عن بعض قناعاته القومية، التى ظل يدافع عنها طيلة أربعين عاما خشية على بلاده من أن يكون مصيرها كالعراق.

سيف الإسلام الذى أسس جمعية خيرية وشارك بقوة فى تأسيس حركة المجتمع المدنى فى ليبيا، شارك فى المفاوضات بين بلاده وممثلى عائلات ضحايا لوكيربى.. تلك الطائرة التابعة للخطوط الجوية الأمريكية والتى سقطت على قرية تحمل اسم لوكيربى باسكتلندا غرب إنجلترا، واستغلت الولايات المتحدة وبريطانيا تلك القضية للضغط على ليبيا وفرض حصار دولى عليها وحظر للطيران وتصدير الأسلحة ومنع شركات الاستثمار الغربية من التعامل مع نظيرتها الليبية. وذلك بعد أن رفض العقيد القذافى تسليم اثنين من المشتبه بهما فى القضية برئ أحدهما وحكم على الآخر بالسجن لمدة 27 عاما.

يؤكد السفير د. عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن ذكاء العقيد القذافى وراء حل أزمة لوكيربى، فقد أدرك أن العقوبات بالغة الضرر على الشعب الليبى، وخاصة أطول حصار تعرضت له بلاده سواء من مجلس الأمن أو الولايات المتحدة والغرب، كذلك وجد القذافى أن البيئة العربية ميتة وغير متفاعلة مع القضية، والبيئة الأفريقية لها قضاياها ومشاكله المعقدة والمزمنة التى تحتاج لوقت طويل للتعامل معها، ولذلك قام القذافى بدفع تعويضات كبيرة لعائلات الضحايا، وأنقذ بلاده من أية عقوبات مستقبلية وعزلة دولية.

الأشعل أشار إلى أن ليبيا لم تغير سياستها تجاه القضايا العربية وفى القلب منها القضية الفلسطينية، واستطاعت إحراج المجتمع الدولى وإجباره على إصدار بيان ولو كان محايدا بشأن الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى. كما استطاعت كسر الحصار على غزة وتوصيل المساعدات الإنسانية لأهالى غزة، والسياسة تفترض أن تكون مصلحة الشعوب مقدمة على المواقف الانفعالية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة