أغضب الروائى والباحث المصرى يوسف زيدان، الكنيسة القبطية بروايته "عزازيل"، التى حققت أفضل مبيعات، وتتناول قصة راهب ولد فى مصر فى القرن الخامس وشهد الخلافات بين المسيحيين الأوائل.
وقال الأسقف بيشوى سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية، إن زيدان يريد هدم العقيدة المسيحية الحقيقية واتهمه بالتدخل فى الأمور المسيحية الداخلية. لكن فى مقابلة مع رويترز قال زيدان إن شيوخ الكنيسة غضبوا لأنه تحدى سلطتهم باعتبارهم ورثة القديس مرقس الرسول، وتحدى وصايتهم الكاملة على التاريخ المصرى فى الفترة بين الوثنية ودخول الإسلام.
وقال زيدان "الكنيسة القبطية المصرية تصورت لزمن طويل أن الخمسة قرون السابقة على دخول الإسلام (فى عام 640 ميلادية)، هى تاريخ خاص للكنيسة القبطية، وأنا لا أقدر أن أقبل هذا ولا أرى له معنى ولا منطق".
وفى روايته التى أصبحت ضمن الكتب المرشحة للفوز بجائزة "بوكر" فى الرواية العربية، وأعيد طباعتها خمس مرات الآن فى أقل من عام بعد ظهورها يراقب الراهب هيبا، حشدا مسيحيا يقتل الباحثة السكندرية الوثنية هيباتيا فى الإسكندرية فى عام 415 بعد الميلاد.
فى وقت لاحق يلعب جزءا صغيرا فى الخلاف بين القديس كيرلس وهو من الإسكندرية وباحث اللاهوت السورى المولد نسطور، بشأن ما إذا كانت مريم العذراء ولدت الله أم المسيح.
والكنيسة القبطية الحديثة التى يتبعها عشرة فى المائة من المصريين، تعتبر البابا كيرلس واحدا من أشهر إبائها.
وقال زيدان وهو مسلم يتولى منصب مدير المخطوطات بمكتبة الإسكندرية التى أعيد إحياؤها، إن روايته "عزازيل" تخلخل أو تهز الارتباط الضرورى بين السلطة الزمنية وبين السلطة الروحية".
وأضاف "منذ زمن طويل رجال الدين يقولون إنهم الناطقون باسم مرقس الرسول، فالرواية أظهرت أن هذا شىء مزيف فى شأن البابا كيرلس".
وقال زيدان وهو ليبرالى دينى إنه يؤمن بكل الأديان وليس ضد المسيحية، مضيفا أنه يرى أوجه شبه بين العنف الدينى والتطرف فى القرن الخامس، ونفس النوع من العنف فى العالم الحديث.
وقال "هناك بنية واحدة (للعنف الدينى) قابلة للتكرار عندما تتوافر الظروف الموضوعية لإبرازها. فما كان فى الإسكندرية سنة 391 (عندما أصبحت المسيحية دين الدولة) هو مقلوب ما هو فى مصر الآن."
وزيدان الذى كان أستاذا للفلسفة وهو فى التاسعة والعشرين من عمره، كتب أكثر من كتاب، وقال إنه لم ينكر أهمية البابا كيرلس قى 50 التاريخ المسيحى. لكنه قال إنه كان عنيفا وكان فكره عنيفا، والآن أباء الكنيسة المعاصرة يقولون إنه كان بريئا من دم هيباتيا.
ودافع عن اهتمامه باللاهوت المسيحى على أساس أنه جزء من ميراث مشترك.
وقال إنه يعتقد أن هذا الميراث متصل وأنه لن يفهم التراث الإسلامى ما لم يعد إلى فترة المسيحية.
وأضاف قائلا إنه لذلك وفى هذا السياق لا يجب أن يحسب مسيحيا أو مسلما، وإنما أحسب كشخص يفكر ويحاول أن يفسر الواقع الذى "أصبحنا فيه."
والرواية من خلال إعادة تصوير تلك الفترة بحيوية ومن خلال الحبكة القوية والشخصيات الجذابة، كسبت بسرعة مؤيدين بين القراء المصريين الذين يزداد عددهم.
وقال زيدان عندما طلب منه أن يفسر سر نجاحها، إن ذلك يرجع إلى أن الكتاب مختلف .
وأضاف أنه لم يكن هناك أى روايات تاريخية فى المقام الأول، وأن ما كتب فى السابق كان روايات عن التاريخ وليس إعادة سرد لفترة تاريخية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة