أخيرا وليس آخر، وفى صفاقة منقطعة النظير أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية بنودا كانت سرية لاتفاقات ومعاهدات بين قادة إسرائيل وأمريكا من ناحية والملوك والرؤساء والأمراء العرب من ناحية أخرى، بنودا تم الاتفاق عليها فى كامب ديفيد الأولى والثانية وفى أوسلو ومدريد ووادى عربة وشرم الشيخ، البنود السرية هى ألا يتفق العرب على شئ وإن تظاهروا بمحاولة الاتفاق وأن يبرهنوا على ذلك وخاصة فى المناسبات الهامة والكريمة يبرهنوا على اتفاقهم "على ألا يتفقوا"، أعلن ذلك إعلام العدو صبيحة عيد الفطر، إعلام حريص على إسعادنا وإمتاعنا ورفع رأسنا صبيحة كل عيد، أعلن إعلام العدو أن عدم اتفاق العرب المسلمين على توحيد بداية الصوم وتوحيد يوم العيد أى الفطر، أعلن أن ذلك من صميم البنود السرية بين إسرائيل والزعماء العرب، وأن العرب لن يتفقوا على عيد بل يعيدوا فرادى وجماعات ونحل وشيع ومذاهب وطوائف وعصابات ومزق وخرق ونتف، ويتحول العيد عندهم إلى أضحوكة ومسخرة وقلة قيمة أمام العالم أجمع ويتحول الإسلام إلى مائة إسلام، ولكل طائفة هلالها وشمسها وتقويمها وأرضها، وبالتالى رمضان السعودية غير رمضان مصر غير رمضان ليبيا.
ربما تكون هناك بنود متفق عليها ولم يتم تطبيقها بعد وهى أن يكون رمضان السعودية فى محرم ورمضان سوريا فى أبريل ورمضان قطر فى أمشير، أو ربما هناك بنود أخرى تقضى بحرية المواطن فى صيام رمضان كيف شاء كأن يقسم الشهر على مدار العام، وسيتم إلغاء مدفع الإفطار لينتهى عهد العرب بالأسلحة وتهديد الأمن والسلم العالميين، ربما يتم استخدام صفارات الإنذار بدلا من مدفع الإفطار حتى نتعود عليها إذا ما وقعنا تحت الاحتلال واستخدم العدو صفارة الإنذار ليعلن بداية حظر التجوال أو يستخدمها للإعلان عن قصف حزب الله للأراضى العربية المحتلة من المغرب على المحيط إلى الكويت على الخليج بالصواريخ، ينبهنا المحتل الإسرائيلى لنسارع إلى الملاجئ، وليثبت لنا صدق ادعائه بأن إيران التى تمول حزب الله هى العدو الحقيقى للعرب وليس إسرائيل، وربما سيأتى اليوم الذى يتم إلزام العرب بتطبيق اتفاقية الكويز حرفيا فى رمضان، وأن تكون إسرائيل هى المورد حصريا لحاجيات الشهر الكريم،عندها سنجد فوانيس شارون وقمر دين أولمرت وقطايف تسيبى ليفنى وخشاف باراك وذبيب مائير وكنافة بيجن وبوظة حالوتس، ونقضى رمضان بحثا عن حلول فوازير نتنياهو ومسلسل "العرب حيوانات منقرضة"، وربما تتفق دور الإفتاء العربية جميعها لأول وآخر مرة على فتوى وهى أن صوم رمضان لن يقبل إلا بالدعاء التالى"اللهم انصر الصهاينة ومن ساعد الصهاينة"، وذلك عقب كل صلاة. حقيقة لا أخشى حدوث كل ما سبق الحديث عنه لأنه سيحدث بالفعل، ولكن ما أخشاه هو أن يحدث ذلك وأنا على قيد الحياة، لذا وجدتنى أردد دائما "اللهم اجعل الموت راحة لى من كل شر".
أخشى أكثر أن تكون هناك بنود سرية فى الاتفاقات تجبر حزب الخضر على أن يعلن عن توصله عبر دراسات متقدمة أن اللون الأخضر غير مستحب فى رمضان، وبالتالى فإن الفجل والجرجير والشبت والبقدونس والكرات من المنكرات، ومن هنا وحفاظا على الصوم فإن الحزب يناشد الصائمين مقاطعة طبق السلطة ومقاطعة الحزب وجميع الأحزاب، على اعتبار أنها رجس من عمل الشيطان نتبرأ منه شهرا سنويا أى طوال الشهر الكريم.
أما بخصوص عيد الأضحى، فربما تصدر الفتاوى الغربية والتى لا نعترض عليها لأنها بإجماع أصحاب الفضيلة فى علوم المعاهدات والاتفاقات والكامبات، وجدنا السقا مات، ربما تكون الفتاوى بأن الأضحية عمل إرهابى لأنها تزهق الأرواح البريئة من الذبائح ودعوة صريحة للعنف غير المبرر، هذا ويبدو أن العد التنازلى لما يحاك بهذا الشأن قد بدأ، وذلك بخروج دولة فى المغرب العربى وأخرى فى المشرق العربى عن الصف الإسلامى فى عيد الأضحى وللمرة الأولى فى التاريخ الإسلامى، حيث كان عيدهما بعد جميع المسلمين بيوم أى ثانى أيام عيد الأضحى بتاع الجماعة اللى إحنا منهم، وهذا إنذار خطير، ربما يأتى يوم تقرر فيه أمريكا وإسرائيل والغرب نوع الذبائح لكل قطر، فنجد المصريين خرفان "أقصد يذبحوا الضأن"، ويقررون الجمال للسعودية أى الإبل، والعراقيين جاموس "معذرة أقصد يذبحوا عجول جاموس"، أما بقية الدول فبقر أى تذبح البقر كأضحية، لم لا وقد نحروا أضحية وبرضانا التام، أضحية لم ولن تتكرر، ألا وهى نحر الزعيم العربى صدام حسين صبيحة عيد النحر.
