حمدى قنديل .. اسم يحدث عن نفسه، لا يعرف الانكسار أو اليأس، يصنع من الكلام أسلحة، يشهرها فى وجه الفساد والمفسدين، لا يخفق قلبه أو يهتز رمشه عند رؤية ظالم، ولكن تذوب جوانحه لو أحس أن هناك شخصاً مظلوماً، يقشعر بدنه حين يستعرض أحوال الناس عبر أقوال الصحف، ويصنع من القلم قذيفة موجه رغم أنف المدعين.
حمدى قنديل هو أحد الإعلاميين المصريين القلائل، الذين استطاعوا حجز مكانة، خاصة لهم فى قلب الجمهور المصرى والعربى، فحين تذكر اسمه تجد نبرات صوته الأجش القاسى المتهكم تطارد أذنك وتعرف أنها نبرة لا يمكن أن تكون سوى لحمدى قنديل.
عشق العمل الإعلامى منذ شبابه لذا التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم الصحافة، وعمل فى سوريا فى بعض الصحف، حتى حصل على ليسانس الآداب عام 1960 ليعمل بعدد من الصحف فى مصر منها دار "أخبار اليوم" و"دار التحرير"، ليواصل بعد ذلك عمله الإعلامى كمعد ومقدم للبرامج السياسية فى التليفزيون المصرى منذ بدايته عام 1960 ومقدماً لنشرات الأخبار ومراسلاً عسكرياً.
وسبق لحمدى أن عمل بالعديد من التليفزيونات سواء التليفزيون المصرى، حيث قدم من خلاله برامج متميزة منها برنامجه "أقوال الصحف" الذى أذيع فى الستينيات من القرن الماضى وحقق شعبية كبيرة، أو التليفزيونات العربية، ومنها التليفزيون الأردنى، حيث عمل مستشار إعلاميا له، والتليفزيون المغربى أيضا، وكذلك فضائيات MBC، وART والذى قدم به برنامجه بعنوان "مع حمدى قنديل على"، وعرضت أولى حلقاته فى 18 يونية عام 1996، وحقق من خلاله نجاحا كبيراً، وأيضا فضائية دريم2، حيث قدم على شاشتها برنامج آخر ناجح بعنوان "رئيس التحرير" والذى كان يذاع من قبل على التليفزيون المصرى لكنه توقف، وهو ما أرجعه حمدى وقتها إلى قلة الحرية وحذف الكثير من مقدمة وخاتمة البرنامج مما كان يخل بالمضمون الذى يريد أن يقدمه، كما شغل قنديل منصب مستشار وزارة الإعلام بسلطنة عمان.
وللاستفادة من خبرته الإعلامية ألقى قنديل محاضرات بعدة جامعات مصرية وعربية فى العراق والسعودية، كما أن له نشاطات بعدد من الجمعيات المهنية فى الإعلام والاتصالات بلندن وواشنطن، وتبوأ كذلك عام 1977 منصب مدير إدارة التداول الحر للمعلومات وسياسات الاقتصاد باليونسكو.
يحاول قنديل من خلال برامجه إحداث تغيير على سطح الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، إذ يرى أنه من واجبات الإعلام الحض على إجراء تغييرات للأفضل، ومحاولة فعل ذلك بكل السبل وتوعية الرأى العام، والإصلاح، وهو ما يجعل برامجه تتخذ الشكل النقدى للظواهر المختلفة، ويستعين حمدى من أجل توصيل رسالته لجمهوره بالنقد اللاذع الذى لا يخلو من خفة الظل.
برنامجه "قلم رصاص" يذاع على قناة دبى، ويطرح خلاله موضوعات وقضايا شائكة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويراه البعض لسان حال الشارع العربى، يتعرض البرنامج لأمور كثيرة تبدأ بمقابلة مع إحدى الشخصيات الفكرية الرائدة، ثم يعقد جلسة مع ضيوفه من نجوم الصحافة العربية لتحليل ومناقشة إحدى الظواهر التى تثير تساؤلات المواطن العربى، ثم يقدم ملخص سريع عن أبرز ما تم عرضه فى الحلقة، التى ينهيها بفقرة مقولات مأثورة وأمثال شعبية.
لحظة الندم فى حياة قنديل تمثلت فى إجرائه لأحاديث مع المعتقلين من الإخوان المسلمين فى عهد الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر، والتى أعلنها بنفسه فى أحدى حواراته، حيث أكد أنه لم يكن وقتها يدرى مدى فداحة إجراء حوار مع مسجون، حيث عرف معنى أن يكون المرء محروماً من الحرية.
أما عن حياته الاجتماعية فقد ولد حمدى وسط 4 أشقاء لأب يعشق الثقافة والفنون لدرجة أنه كان يجيد العزف على العود، ووالدته سيدة مصرية بسيطة أكملت نصف تعليمها، ويعيش حمدى حاليا مع زوجته الفنانة نجلاء فتحى التى تزوجها عام 1992، حيث تعرف عليها عندما كان يجرى حوارا معها عام 1991 وقت تغطيته لفعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، والتقاها فى منزلها، وشعر أنها ستكون خير تعويض له عن زيجتيه السابقتين، ورغم أن البعض ألمح أن حمدى سبب اعتزال نجلاء فتحى الفن، إلا أنه كثيراً ما نفى ذلك فى لقاءاته الإعلامية، ويؤكد أنها فعلت ذلك برغبتها الشخصية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة