جاء قرار محكمة النقض الذى صدر صباح اليوم الاثنين بتأييد براءة المدعو محمد على عبد اللطيف، والذى اتهم بذبح 10 أفراد من 3 عائلات بعزبة شمس الدين التابعة لمركز بنى مزار صدمة قوية لأهالى القرية كالصاعقة، فجدد الأحزان وفتح الجروح القديمة منذ أواخر ديسمبر عام 2005، وعادت معه الصرخات المقترنة بدموع ودماء فجددت معها الأحزان وكأنه يوم الحادث.
سكون تام سيطر على أهالى القرية مع خوف مصحوب بحذر من أجهزة الأمن التى حاصرت القرية منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، وكأن مذبحة جديدة قد حدثت، وذلك تحسبا لوقوع مصادمات بين أقارب البرئ وأهالى الضحايا، وهذا ما حدث بالفعل.
اليوم السابع التقطت الخبر فهرولت إلى عزبة شمس الدين التى تبعد 3 كم عن مركز بنى مزار. ثكنة عسكرية تحيطها عشرات من عربات الأمن المركزى وقوات الأمن تمنع أهالى الضحايا من الخروج بعد علمهم بالخبر توجه البعض منهم للاعتداء على المتهم البرئ للانتقام منه، رغم أنه يقيم هو وأسرته فى عزبة أبو حجر التى تبعد عن شمس الدين حوالى كيلو ونصف الكيلو.
حاولت أجهزة الأمن منعنا من الدخول لاستطلاع ردود الأفعال بعد تأييد حكم البراءة الصادر عن محكمة جنايات المنيا بتاريخ 6/9/2006 ببراءة المدعو محمد على عبد اللطيف، والذى اتهمته المحكمة بقتل كل من سيد محمود عبدو وزوجته صباح على عبد الوهاب وأولاده أحمد وفاطمة وطه عبد الحميد محمد المحامى ووالدته عنايات حسن جمعة ويحيى أحمد بكر وزوجته نعمات على مصطفى وولديهما محمود، وأسماء فى مذبحة بشعة لم تشهدها محافظة المنيا من قبل .
حاولنا دخول عزبة أبو حجر لمقابلة المتهم البرئ محمد عبد اللطيف، إلا أن الظروف الأمنية منعتنا من مقابلته فأجرينا معه اتصالا تليفونيا، وأكد على عدم عودته للقرية مرة أخرى للقرية مهما كانت الظروف، لأن الأمن اقنع الناس أننى القاتل، وخوفا على نفسى وأسرتى.
قررت عدم العودة وكانت ثقتى فى الله كبيرة وإيمانى بقضيتى كبير، لذا أنا برئ الآن.
التقينا فى شمس الدين أحد أهالى القرية ويدعى محمد حلمى موظف بالمعاش وأحد سكان الشارع الذى وقعت فيه المذبحة، والذى قال: ما إن جاء الخبر صباح اليوم وقع علينا كالصاعقة، وارتفعت أصوات أهالى الضحايا بالنحيب والبكاء.
وتوجهنا إلى الشيخ محمد فهمى قريب إحدى الضحايا الذى طالب الرئيس مبارك ووزير الداخلية بتقديم القاتل الحقيقى إذا كانت محكمة النقض والجنايات قد برأت المتهم محمد على عبد اللطيف، وأضاف: أرجأنا الانتقام لحين رد الطعن، إلا أن قرار اليوم جاء مفاجئا، ولم نقبل أبدا أن نظل صامتين، لأن محمد على عبد اللطيف مازال فى نظرنا هو القاتل الأول والأخير ومرتكب هذه المذبحة، لأنه ذبح 10 من 3 عائلات ليس لهم ذنب اقترفوه أو ثأر قديم بينه وبينهم.
قال الشيخ فهمى إذا لم تقدم لنا الداخلية القاتل الحقيقى لابد من القصاص من المتهم البرئ أما أمل سيد ابنة القتيل سيد عبده (25 سنة) فقد صرخت بأعلى صوتها والدموع تنهمر من وجهها، وهى تقول حسبى الله ونعم الوكيل، وأضافت: الحكومة والصحافة ضيعوا حقنا ولن نترك دماء أهلنا تضيع هدرا، وهذه الدماء فى رقبة الحكومة (وواحد مش هايشفى غليلنا) وتضيف: أن القاتل الذى أمامنا هو محمد على عبد اللطيف، وزى الحكومة ما أخدته متهم طلعته برئ ولو كان محمد برئ فمن القاتل؟!
أما ندى سيد وهى أحد أقرباء القتيل طه عبد الحميد المحامى، فقالت إن هذا القرار لفت نظر الرأى العام إلى المتهم، وأصبح المتهم بريئا ولو حدث له شئ لأصبح أهالى الضحايا هم المتهمون، أما محمد أحمد فيقول: بعد سماعنا نبأ البراءة فوجئنا بقوات الأمن تمنعنا من الخروج لأعملنا، وكنا بالفعل على وشك الذهاب لعزبة أبو حجر لقتل المدعو محمد، إلا أن قوات الأمن منعتنا وقامت بالاعتداء على أحد أقاربنا وأحدثت به جروحا ثم نقل إلى المستشفى.
وأضاف المنازل الثلاثة مغلقة منذ وقوع الحادث، بل إن أبو بكر عبد الحميد شقيق طه القتيل عرض منزله للبيع أكثر من مرة، لكن الأهالى امتنعوا عن شرائه، خوفا من الأشباح التى تسكنه، وكذلك منزل سيد عبده ومنزل يحيى أبو بكر الذى استأجره عضو مجلس الشعب أشرف أبو هدية وحوله إلى وحدة صحية مؤقتة، بعد أن ترك أهالى الضحايا منازلهم، وتحولت إلى مساكن تصيح فيها الغربان.
السؤال الآن: إذا كان محمد عبد اللطيف بريئا كما جاء فى منطوق الحكم فمن القاتل إذا؟!
وتمنع أهالى الضحايا من الخروج
أجهزة الأمن تحول قرية شمس الدين ببنى مزار إلى ثكنة عسكرية
الإثنين، 22 ديسمبر 2008 09:39 م
محمد عبد اللطيف: لن أعود للقرية مهما كانت الظروف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة