ستدخل سنة 2008 التاريخ باعتبارها إحدى أسوأ السنوات لبورصة وول ستريت منذ الكساد الكبير فى الثلاثينيات من القرن الماضى، وذلك بسبب الانهيار الذى شهدته الأسهم هذه السنة بفعل الأزمة المالية العالمية والركود الاقتصادي. فقد تراجع مؤشر ستاندارد أند بورز 500، الذى يشمل أسهم 500 شركة أمريكية كبرى، بنسبة 39.5%، وهو أسوأ تراجع له منذ 1937. الانتعاش المنقذ وإذا لم يحصل أى انتعاش فى الأسبوع الذى يفصلنا عن نهاية 2008 فإن هذه السنة ربما ستنافس سنة 1931 عندما هوى هذا المؤشر بنسبة 46%. ففى نهاية تعاملات الجمعة الماضى أغلق مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بانخفاض حوالى 40% عن المستوى الذى بدأ به هذا العام، وبنسبة 44% عن أعلى مستوى بلغه فى أكتوبر 2007.
ورغم أن هناك تفاؤلا بأن بعض الإجراءات غير المعتادة مثل خفض الاحتياطى الفدرالى الأمريكى أسعار الفائدة، من شأنها أن تبعث بعض الروح فى وول ستريت، يتوقع الكثير من المراقبين أن تظهر البورصة أداء ضعيفا هذا الأسبوع، بل وقد تقلصه عطلة أعياد الميلاد. وعادة ما تكون أنشطة الشراء والتداول مزدهرة فى مثل هذا الوقت من كل سنة، لكن الأزمة المالية غيرت هذه العادة هذا العام. وحسب إحصاءات ووثائق من وول ستريت فإن مناسبة رأس العام الميلادى كانت دائما ترفع أداء البورصة بحوالى 1.5% منذ 1969، وفى هذه السنة طار هذا المكسب رغم انخفاض أسعار الأسهم. مؤشرات مؤثرة ومن بين المؤشرات الاقتصادية المهمة التى مازال سيكشف عنها الأسبوع الأخير من 2008، ومن شأنها التأثير على أداء وول ستريت الأرقام النهائية عن الناتج الإجمالى المحلى الأمريكى فى الربع الأخير من السنة.
ومن المؤشرات المنتظر ظهورها أيضا الإحصاءات الجديدة عن أسعار المنازل فى نوفمبر، وكذا دراسة متوقعة عن مدى ثقة المستهلك فى الاقتصاد، التى من شأنها قياس مؤشر الإنفاق. وتؤكد المعطيات المتوفرة أن كل هذه المؤشرات لن تأتى بشىء يبشر وول ستريت بخير، وإضافة إلى ذلك هناك واقع تفشى البطالة فى أمريكا، الذى فاقمه أكثر تمديد أغلب الشركات عطلة موظفيها فى رأس السنة.
انهيار البورصة الأمريكية يشبه كثيرا انهيار الثلاثينيات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة