قضت محكمة فيدرالية فى تامبا بولاية فلوريدا الأمريكية اليوم السبت بسجن الطالب المصرى أحمد عبد اللطيف لمدة 15 عاما فى حكم نهائى لا يقبل الطعن، وذلك بعد إدانته واعترافه بنشر مواد إرهابية على موقع يوتيوب.
وقالت ليندا مورينو، محامية أحمد عبد اللطيف إن عبد اللطيف أعرب عن امتنانه لحكم القاضى ستيفن ميريداى، رغم عدم تأثر الأخير بتوسلاته كى يبدى نوعا من الرأفة، وطلب من المحامين الدفاع عنه لتخفيف الحكم إلى
ثمانى سنوات، ومنحه الفرصة لكى يغير من سلوكياته المارقة.
وأضافت مورينو، أن عبد اللطيف وقع على اتفاق فى يونية الماضى، يقضى بالاعتراف بتقديم دعم مادى للإرهابيين من خلال فيلم فيديو على اليوتيوب، يشرح فيه بشكل عملى كيفية تحويل سيارة لعبة من البلاستيك إلى قنبلة مفخخة يتم تفجيرها عن بعد، ليستعيض بها "المجاهدون" عن أجسادهم عند قيامهم بعمليات فدائية ضد الجنود الأمريكيين أو الأعداء.
ووجد الفيديو مسجلا على جهاز الكمبيوتر الخاص بعبد اللطيف، والذى صادرته المباحث الفيدرالية عند اعتراض الشرطة لسيارته، التى كان فيها هو وزميله سمير مجاهد فى ساوث كارولينا العام الماضى.
ويدرس عبد اللطيف (27 عاما) الماجستير فى الهندسة بمنحة من جامعة ساوث فلوريدا، بينما مازال مجاهد طالبا فى نفس الكلية وينتظر الحكم عليه فى وقت لاحق بتهمة المساعدة فى نقل مواد إرهابية.
وكانت السلطات قد ضبطت أنابيب معدنية ومواداً متفجرة تستخدم فى صنع الألعاب النارية فى سيارة عبد اللطيف ومجاهد عند اعتراضهما العام الماضى.
وقال جاى هوفر ممثل الادعاء، إنه ليس هناك ما يوضح إلى أى مدى استفاد الإرهابيون وماذا فعلوا به، وهو على عكس ما دفع به محامو عبد اللطيف، الذين قالوا إنه ما من دليل على أن أحدا استخدم هذا الفيلم أو وضعه حيز التنفيذ أو سقط ضحية بسببه، وتم عرض الفيلم فى المحكمة لأول مرة منذ أن تم القبض على عبد اللطيف وزميله فى 4 أغسطس من العام الماضى.
وقال عبد اللطيف فى بيان قرأته عنه محاميته الثانية ليان جودى "أقر وأعترف بأن الفيلم لم يكن فكرة صائبة، وأعتذر عن ذلك، لأننى لم أقصد بأى حال إيقاع الأذى بأى إنسان وأؤكد أننى قد تعلمت درسا قاسيا، وأننى لست أكثر من مجرد طالب جامعى".
وأشارت المحاضر التى استعرضتها المحكمة إلى أن عبد اللطيف ذكر لعميل المباحث الفيدرالية، أن اعتقاله جعل منه بطلا، وأن الأمريكيين أغبى من الخنازير، كما نقل مونك عن عبد اللطيف قوله إن أمنية كل مسلم هى أن يموت على أيدى الغزاة لكى ينال الشهادة.
وأشار مونك إلى أن الأدلة التى تم جمعها من الكمبيوتر الخاص بعبد اللطيف وبطاقات الائتمان التى يستخدمها تشير إلى أنه استخدم مواقع على الإنترنت تنشر معلومات حول كيفية صنع متفجرات، ثم قام بشراء المواد المذكورة على المواقع.
واستعرض الإدعاء فيلما تليفزيونيا قام فيه خبراء المفرقعات فى المباحث الفيدرالية بتطبيق الخطوات التى شرحها ونشرها عبد اللطيف فى الفيديو، وأظهروا أنها صحيحة وفعالة وتسبب انفجارا شديدا.
كما عرض مونك خطابات كتبها عبد اللطيف لوالديه وشخص آخر من السحن، تحدث فيها عن أن الإسلام سيسود العالم، ورد الدفاع بأنه فعل ذلك، لأنه تعرض لمعاملة سيئة فى سجن فولكنبرج رود، وزعم أنه تعرض للتعذيب فى مصر حينما سجن لمدة أربعة أشهر بدون اتهامات، بسبب تبرعه للهلال الأحمر، لكن القاضى أكد أن عبد اللطيف يؤمن تماما بمعتقداته الدينية المتطرفة، وأن هذه الآراء لا يمكن تغييرها بإعادة الإصلاح والتأهيل، لأن هذه المحاولة ستكون بالأحرى نوع من الردة.
ولم يحضر جلسة الحكم أى ممثل عن السفارة المصرية، وذلك بعد أن رفض عبد اللطيف تدخل السفارة، وتوصل إلى اتفاق مع محاميتيه دون موافقة من أو التنسيق مع السفارة المصرية.
وقد تكلفت مصروفات المحاميين اللذين وكلتهما وزارة التعليم العالى بعد اختيار عبد اللطيف لهما نحو 750 ألف جنيه مصرى، وقد حضر والدا عبد اللطيف المحاكمة.
وقد أمضى عبد اللطيف عاما ونصف العام من الحكم الصادر ضده وسيتعين عليه قضاء 85 % من المدة الباقية فى سجن فيدرالى محكم الحراسة.
هل يتدخل وزير التعليم العالى فى مشكلة الطالب المصرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة