أثبت أن الفنان الأصيل لا يصدأ.. واحترم المشاهد فانتزع المزيد من التقدير

محمود ياسين.. عالمية الأداء فى «الوعد»

الخميس، 18 ديسمبر 2008 06:34 م
محمود ياسين.. عالمية الأداء فى «الوعد»
كتب وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسنات أفلام السينما الشبابية لا تتوقف عند تقديم الوجوه الشابة، بل تكشف أيضا عن الطاقات الإبداعية الكامنة داخل النجوم الكبار الذين يثبتون أنهم كبار فعلا، حجما وفنا وإبداعا، وهذا ما يؤكده الفنان الكبير محمود ياسين فى أدائه دور «يوسف شفيق» بفيلم الوعد، فأكد ياسين أنه نجم الفيلم الحقيقى، واقترب بأدائه الفنى الراقى من أداء الفنانين العالميين أمثال شون كونرى وأنتونى هوبكنز، وكانت المشاهد التى تجمع بينه وبين آسر ياسين بطل الفيلم تشبه إلى حد بعيد المشاهد التى تجمع بين مورجان فرى مان وبراد بيت فى فيلم الخطايا السبعة.

ياسين أعطى درسا جميلا فى الأداء لمن يريد أن يتعلم فن التمثيل للمشاهد وليس التمثيل عليه، كل كادر كانت تظهر به صورة ياسين يعتبر لوحة فنية مكتملة بذاتها، توظيفه لنظرات عينيه، توتر أنفاسه حركات يديه، تنغيمه صوته الرخيم، إيقاع كلماته، تقطيعه الجمل، ياسين يعرف جيدا أن التمثيل مسئولية الممثل، ولذلك كان على قدر المسئولية، وأضاف للفيلم بهذا الإتقان الفنى أبعادا إنسانية وسينمائية عميقة وهذا بالطبع ما ننتظره من الكبار الذين لا يهينون أنفسهم بقبول أدوار هامشية مبتذلة، أو الصمت والاعتكاف بحجة أن الزمن لم يعد زمنا «للفن الجميل».

تاريخ محمود ياسين مع الفن طويل، بدأه كأى شاب هاو يمثل فى مسرح الجامعة لكنه التفت لموهبته مبكرا فالتحق بالمسرح القومى عام 1963 ليقوم بأعمال بارزة فى مجموعة مسرحيات منها «ليلة مصرع جيفارا»، «وطنى عكا»، و«ليلى والمجنون»، التى يعد أداؤه فيها لدور «سعيد» درسا تمثيليا يحفظه طلاب معهد الفنون المسرحية ويتنافسون فيما بينهم للوصول إلى عبقرية أداء ياسين وهو يقول منولوج يوميات نبى مهزوم.

تعاون ياسين مع عدة مخرجين كبار أمثال المخرجين: صلاح أبو سيف، حسين كمال، كمال الشيخ، حسام الدين مصطفى، حسن الإمام، هنرى بركات، على بدرخان، وعمل مع معظم النجمات الكبار أمثال: فاتن حمامة وشادية، ووصل رصيده السينمائى إلى 177 فيلما، و25 مسرحية، وأهلته موهبته وخبرته التى اكتسبها من خلال عمله مع هؤلاء «الكبار» لأن يكون نجم الربع الأخير من القرن الماضى، وباشتراكه فى الأفلام الجديدة مثل الوعد والجزيزة يؤكد أنه نجم من ذهب لا يصدأ بمرور الزمن، ولا يتأثر بتذبذبات بورصة النجوم.

ياسين يعرف أن مسئولية النجم تجاه مجتمعه كبيرة، فحرص على إثبات أن الفن ليس للمعتة والتسلية فقط، وشارك مجتمعه فى معظم همومه وقضاياه، حتى اختارته هيئة «الأمم المتحدة» سفيرا للنوايا الحسنة لمكافحة الفقر والجوع تقديرا لنشاطاته الإنسانية، فكافح الجوع والفقر، ليكمل رسالته الفنية والإنسانية على الوجه الأمثل، ويستعيد بريق الفن المصرى فنيا ومجتمعيا.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة