أفتى بعدم جواز الصلاة على عبد الناصر وأمر بقتل السادات وكفّر النظام

ماذا لو كان عمر عبد الرحمن خطيبا للجامع الأزهر؟

الخميس، 18 ديسمبر 2008 06:31 م
ماذا لو كان عمر عبد الرحمن خطيبا للجامع الأزهر؟ عبد الرحمن
كتبت إحسان السيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا لو كان الشيخ عمر عبد الرحمن خطيبا للجامع الأزهر؟.. سؤال لا يبدو منطقيا أو يجنح للخيال، لكن دعنا نناقش هذه الفرضية فى إطار الخيال، ماذا سيكون الحال لو انتقل الرجل من محبسه فى أمريكا ليعتلى منبر الجامع الأزهر هل ستكون الأفكار هى الأفكار؟ اللهجة الحادة هل ستكون بنفس القوة؟ هل يستطيع أن يقول كما فى السابق «إن ميادين الجهاد تناديكم، فهلموا إليها، وأسرعوا الخطى لتجاهدوا فى سبيل الله، لا تخذلوا إخوانكم، ولا تسلموهم لأعدائهم».

هذه الكلمات الساخنة أين سيكون مكانها من على المنبر الذى يدعو فيه شيخ الأزهر للرئيس الذى عم على يديه السلام واخضرت الأرض تحت قدميه، فماذا سيكون مصير إمام وصف حكام المسلمين قائلا » إنهم أشد خطراً على الإسلام من المستعمر، من الأعداء المكاشفين، فهم الذين يجمعون لأنفسهم المال والثروة، ويضعون فى أياديهم النفوذ والسلطة، إن حكام المسلمين هم الذين يصادرون الحريات، ويكتمون الأنفاس، ويقتلون لا لذنب إلا أن خصومهم قالوا (ربنا الله)، هتكوا الأعراض، وسفكوا الدماء، واغتصبوا الأموال، وجمعوا فى أيديهم كل مقدرات الشعوب..»، وهو وصف قاله الرجل وهو محسوب على مصاف المناضلين من أجل فكره، وكان كفيلا بأن يلقى الرجل فى غياهب السجون مدة لا يرى بعدها النور مرة أخرى حتى الآن، فما بالنا لو قالها على منبر رسمى تكفى صيحة واحدة عليه لتهز أركان الحكم.

تلك الآراء الحادة للشيخ الأزهرى عمر عبد الرحمن التى كانت سببا يوما ما فى طرده من مصر وذهابه إلى أمريكا، هى نفسها الكلمات التى حرمته نعمة الأمان هناك ولم يفلح اتفاق بينه وبين الـ«إف بى آى» على عدم التحدث عن الجهاد وإثارة شهية الاستشهاد لدى المتشددين، فى صد الشيخ عن أفكاره وآرائه فكانت النتيجة الطبيعية له وراء القضبان الأمريكية.

الرجال مواقف كما يقولون، ورجال الدين ليسوا ملائكة ولكن الاختلاف بينهم يكون فى مدى صلابة الرأس، ورجل مثل عمر عبد الرحمن قد تقوده رأسه إلى الهلاك إذا ما أصبح الخيال حقيقة ونال هذا الرجل فرصة الخطابة فى الجامع الأزهر لمرة واحدة فقط، فقد حسمها وزير الأوقاف محمود حمدى حينما قال لأحد الأئمة عن خطبة الجمعة «منابر المساجد ليست للكلام فى السياسة، وإذا فعلت فستلقى جزاءك منى! وحسابك معايا عسير!» فما بال رجلنا الذى أفتى من قبل بعدم جواز الصلاة على جنازة الرئيس جمال عبد الناصر وأفتى بقتل السادات وتكفير النظام، لا أحد يتصور أن الرجل الذى تخرج فى الأزهر وعمل بالتدريس فى جامعة الفيوم وتم اعتقاله عام 1976 سيكون سهل الهضم حينما يجد نفسه خطيبا للأزهر أكبر منبر إسلامى، فاستئناس رجل مثل هذا لن يكون بالسهولة التى يستأنس بها غيره، فهو يرى المنبر وسيلة للنضال فضلا عن كونه وسيلة للدعوة.

«أتصور أنه كان سيسير فى اتجاه سلمى مغاير نظرا لأن الأيادى الأمنية المتوغلة ستنال منه أينما اتجه، ولا أستبعد حدوث ذلك.. فالأمن يقوم بالقبض على من يتردد على المواقع الجهادية، فهل سيترك إماما يقف على منبر ويعلو صوته بظلم الحاكم؟» هكذا أكد منتصر الزيات، محامى الجماعات الإسلامية، حينما سألناه «ماذا لو كان عمر عبد الرحمن خطيبا للجامع الأزهر الآن؟»، أكد أنه إذا استمر عبد الرحمن فلن يتحدث بنفس اللهجة التى عرف بها، خاصة أن الحصار فرض عليه وهو فى منزله حينما أصدرت الداخلية تقييد حقه فى التنقل، حتى سمحوا له بالسفر خارج البلاد، نظرا لأنه كان مصدرا لإزعاجهم..» مصدر الإزعاج هو مفتاح السر فى شخصية عمر عبد الرحمن، فالرجل الذى عانى تضييقا أمنيا ولم تتغير مواقفه حتى الآن على الرغم من اعتقاله مدة تزيد على 20 عاما، فشخصيته كما يصفها الباحث الإسلامى على يوسف حين يقول «متبع المدرسة الرجعية، خطبه انبهر الكثير بحديثها ولكنها اندثرت بعد أن ثبت أن ضررها أكبر من نفعها، هذا بخلاف أن هذا الضرر يضل المجتمع ككل».

نفس الأمر أورده منتصر الزيات حيث أشار إلى أن أسلوب الهياج والصراخ لم يعد ملائما لمتلقيه لأنه إما أن يصيبهم بالعجز أو سيزيد من مشكلاتهم، بل إنهم فى حاجة لدعاة يلطفون عنهم مشاكل الحياة، هذا بخلاف أن اى إمام يفكر مائة مرة قبل أن ينطق لسانه بكلمة قد تؤدى به إلى مصير عمر عبد الرحمن.

مصير الشيخ يبدو أنه الطرف الأكبر فى معادلة توليه الخطابة بالجامع الأزهر لأن تعدد أعدائه يجعله هدفا لضربات الأمن وغضب الحكام وهو المصير الطبيعى لكل من يفعل مثله.
لكنه بالعودة لحديث على يوسف فهو يشير إلى أنه فى حال استمرار عبدالرحمن خطيبا سينصرف عنه الكثيرون بالتدريج نظرا لأن التعصب ليس من خصال الدين الإسلامى المتسامح، كما أن الفكر الهجومى الذين يتبعه لا يأتى بجدوى يشعر بها المتضررون من سوء حال الأنظمة العربية التى يندد بها.

لمعلوماتك..
1981 تمت محاكمة عمر عبد الرحمن فى قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكـرية ومحكمـة أمن الدولة العليا، وحصل على البراءة فى القضيتين وخرج من المعتقل فى 2/10/1984






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة