«أيها الناس إن معاوية أمرنى أن ألعن عليا.. فالعنوه لعنه الله» جملة فى خطبة قالها رجل ولم يزد حرفا بعدها، جعلت الناس يتساءلون، أى الرجلين لعن.. عليا أم معاوية؟ بضع كلمات صغيرة قد تعيد صياغة الدنيا وتشكل ملامح الحياة أو تثير الجدل، منذ بداية الدعوة الإسلامية وخطبة الجمعة تستخدم لما قيلت له، بدءا من عصور المشاتمة على المنابر وانتهاء بالدعاء لولاة الأمر بالصحة والعافية وطول الحكم، من أعلى المنبر تحولت خطبة الجمعة الى ساحة قتال ومجال للمبارزة على نشر الأفكار وبسط النفوذ، وبالتالى لا عزاء لدعاوى تجديد الخطاب الدينى بعد أن خرج استطلاع رسمي للرأى العام كشف عن أن 37 % من المصريين لا يحضرون خطبة الجمعة.
الصراع بين التشدد والاعتدال، والتيارات الدينية بمختلف أشكالها من أجل استقطاب الجماهير، وأصبحت الخطبة الضحية الوحيدة، فاختلفت باختلاف مدارس الخطباء وتوجهاتهم، فالسلفى خلاف الأزهرى وكل منهما فى واد، وهو ما كانت نتيجته أن اقتصرت الخطبة على قضايا الحيض والنفاس والزواج والطلاق وأيهما أولى بالدخول إلى الحمام أولا القدم اليسرى أم اليمنى، وخطب أخرى محفوظة فى ثلاجة الفكر تخرج فى مناسبات بعينها، وبين هذه وتلك تتوالى سقطات الخطباء إما جهلا أو تشددا ونادرا ماتكون سهوا.
توالى الأخطاء دفع وزارة الأوقاف إلى محاصرة الخطبة وتقييد الخطباء، وأقنعت أئمتها بأن من يخرج منهم عن الخط سيكون مصيره لا يختلف كثيرا عن مصير رجل مثل الشيخ عمر عبد الرحمن، وهو مادفعنا لكى نتساءل ولو من باب الخيال: ترى ماذا سيكون مصير عمر عبد الرحمن نفسه لو أصبح خطيبا للجامع الأزهر بأفكاره وتوجهاته..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة