منحنى العلاقات المصرية الإيرانية، والذى شهد تصاعدا غير مسبوق هذا الأسبوع، كشف ضمن ما كشف عن وجود صقور وحمائم داخل النظام المصرى فى التعامل مع طهران، ضمن لعبة تقسيم أدوار، كشفتها قصة، تناولتها دوائر دبلوماسية وغير دبلوماسية، ففى أعقاب أزمة تسيير مظاهرات الجمعة فى شوارع طهران، وأمام مقر بعثة المصالح المصرية، واتهام القيادات العربية بالخيانة فى إشارة إلى القيادة المصرية، أدهش الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب الكثيرين بصدور بيان منسوب إليه، بثته الوكالة الرسمية، ذكرت فيه أن سرور تلقى اتصالاً تليفونياً من على لاريجانى، رئيس مجلس الشورى الإيرانى، اتفقا خلاله على عقد اجتماع رباعى يضم رؤساء برلمانات سوريا وإندونيسيا وإيران ومصر، لاتخاذ خطوات عملية لإيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصرى.
وكالات الأنباء العالمية، ومنها رويترز والفرنسية، نقلت عن مصدر فى مجلس الوزراء قوله إن الحكومة لا علم لها بوجود اتصالات بين سرور ولاريجانى حول الاجتماع المرتقب، لمناقشة الوضع فى غزة.القائم بالأعمال الإيرانى فى القاهرة حسين رجبى، رفض فى اتصال تليفونى مع «اليوم السابع» التعليق بالسلب أو الإيجاب.
سرور نفسه التزم صمتا مطبقا، ولم يعلق فى أى اتجاه، فيما وزير الخارجية أحمد أبوالغيط، زميله فى الحزب الوطنى الحاكم، رد ردا مبطنا فى تصريحاته بمطار القاهرة، قبل جولة خارجية، ووجه انتقادات عنيفة لمسئولى طهران قائلاً: إن إيران لا تسعى لخير الشعب الفلسطينى.. الإيرانيون يريدون تحقيق الأيديولوجيا الخاصة بهم فى الشرق الأوسط، ويستغلون بعض الفلسطينيين الذين صاروا كلعبة فى أيديهم.
أيهما إذن يعبر عن السياسة المصرية تجاه إيران؟
سرور.. هكذا يؤكد السفير عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق الذى يبدى استخفافا بقدرات أبوالغيط الدبلوماسية، ومعرفته باتجاهات الرياح السياسية المصرية، على العكس من سرور، الذى يعتبره الأشعل الأكثر ذكاء وحنكة، واطلاعا على المواقف السياسية الحقيقية لمصر، بعيدا عما يجرى علنا.
الدكتور سعيد عبدالمؤمن خبير الشئون الإيرانية، لا يستبعد فرضية توزيع الأدوار بين سرور وأبوالغيط، مشيراً إلى وجود صقور وحمائم فى المؤسسات الرسمية المصرية، تتباين رؤاهم فى طريقة التعامل مع طهران، ويلفت عبدالمؤمن إلى أن سرور من أنصار سياسة الهدوء فى معالجة الملف الإيرانى، ليس هو فقط، بل إن رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى المجلس، الدكتور مصطفى الفقى، من أنصار هذه السياسة أيضا.غير أنه يؤكد أن الجميع يقفون على أرضية السياسة المصرية تماما، وإن بلهجات مختلفة، تعلو وتقل حدتها.. من الخارجية إلى البرلمان.