رسائل غاضبة على الفيس بوك، دعت لمصادرة ومقاطعة فيلم «رامى الاعتصامى»، واتهمته بتشويه شباب مصر والسخرية من كفاحهم، واعتبر البعض صناع الفيلم عملاء للمباحث. ولأن الفرجة أولى قواعد الرفض والقبول. ذهبت لمشاهدة «رامى». فيلم كوميدى، عن شاب ثرى تافه وتائه، «رامى» أحمد عيد «مشغول بجذب أنظار فتاة «تافهة آخر حاجة» لانا سعيد. وبعد حيرة فى اختراع «مجموعة أو «جروب»، للحشيش أو ضده، يعلن تأسيس مجموعة «عاوزين نغير النشيد الوطنى»، لأنه يعجز عن تلحينه بالجيتار. الجروب برغم تفاهته يصبح باب السعد والشهرة على رامى، فتترك آخر حاجة، المطرب لتذهب إليه. طمعا فى «الشو»والبيزنس.
أمام التليفزيون يتورط رامى فى الإعلان عن اعتصام، تقليدا لقيادى عمالى ظهر قبله فى البرنامج. وينسى حتى يذكره زملاؤه، فينصبون اعتصاما، أمام مجلس الوزراء، وينضم إليهم كاكا أو «ريكو» الحرامى القادم من العشوائيات، المهدد بالطرد، فيقيم «سبوبة» ويواصل السرقة، ثم الجماعات الدينية التى لا نعرف مبررا لوجودها فى المظاهرة.
وللحفاظ على الاعتصام، يشير عليه «صديق البطل»، أن يقدم طعاما وشرابا وكيوفا، وتطور يارا الفكرة إلى «اعتصام بارتى» برسم عضوية، وهنا تظهر أعلى مراحل الكوميديا، وأيضا المأساة. رئيس الوزراء يفاوض رامى وكاكا وجماعة المتطرفين. يتطور الأمر لدعوة تغيير العلم، ويقدمون نماذج مضحكة.
رامى الاعتصامى فيلم كوميدى، أفضل من غالبية أفلام الإفيهات، يسلط الضوء على الإعلام وكيف يهتم بالغريب والتافه من الأمور، ويسخر من شباب لا يعرف ماذا يريد. النماذج فى الفيلم موجودة، لكنها ليست الأغلبية، هناك بين شباب مصر من هم مثل رامى وكاكا ويارا وفوزية، وهناك بينهم من هم أكثر جدية وفهما وأقل تفاهة. والكوميديا تقوم على المفارقة وأحيانا المبالغة. وقد رأينا وسط شباب الغضب، نماذج جادة وأخرى انتهازية، تبحث عن الشهرة.
رامى لا يسىء إلى شباب 6 أبريل، ولا 5 يونيو، ولا إلى الفقراء أو العشوائيين. وربما كان مقدمة لمجموعة من الأفلام عن شباب يريد ولا يعرف، أو لا يستطيع. ولهذا فإن دعوة البعض لمصادرته أو مقاطعته تبدو مدهشة وساذجة، يضاعف من سذاجتها، إطلاق أوصاف مثل المباحث والعمالة، وهى عدوى انتقلت من عالم «سياسة المحترفين». ثم إن شباب الفيس بوك أنفسهم، اتهموا من قبل بتشويه مصر، وهو اتهام ظالم وجد من يتصدى له، على اعتبار أن هؤلاء الشباب يحبون البلد مثل ناقديهم.. لكن فيروس الزعامة الفارغ انتقل لبعضهم، فعينوا أنفسهم أوصياء ومتحدثين باسم الشباب، لمجرد أنهم يمارسون نشاطا ضمن ملايين آخرين. مع أنه لا يصح لمن يطلب الحرية، أن يطالب بمصادرة الآخرين. وهذه هى أصول «الفسبكة».
رامى الاعتصامى فيلم كوميدى، قدم أحمد عيد فيه جهدا، وبدا ريكو ممثلا واعدا للمرة الأولى، وفوزية ويارا أيضا. هو فيلم كوميدى فعلا، لكنه أثار ردود فعل أكثر كوميدية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة