خطب المناسبات.. تكرار لا يخلو من الإسرائيليات وتمجيد الحاكم والدعاء للحكومة

الخميس، 18 ديسمبر 2008 06:32 م
خطب المناسبات.. تكرار لا يخلو من الإسرائيليات وتمجيد الحاكم والدعاء للحكومة د.آمنة نصير
كتب السيد خضرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عدد المساجد والزوايا فى مصر يتجاوز المائة ألف، يزدحم فيها أسبوعيا الملايين من المصلين لسماع خطبة الجمعة، وفى حال ارتباط الخطبة بمناسبة ما، فمن الممكن معرفة تفاصيلها قبل صعود الشيخ إلى المنبر، فالهجرة النبوية ترتبط فى أذهان المصلين بقصة الرحلة من مكة للمدينة، وعاشوراء بقصة موسى عليه السلام، أما المولد النبوى فيرتبط بقصة مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم حليمة السعدية، وحكايات الإسراء والمعراج ترصد معجزات الانتقال من مكة للمسجد الأقصى، ومشاهد المعراج إلى السماوات العليا التى لا تخلو من الإسرائيليات، وموسم النصف من شعبان يرتبط فى الأذهان بقصة تحويل القبلة. أما شهر ذى الحجة فقصة الذبيح وإبراهيم عليهما السلام تظلان علامة على اقتراب عيد الأضحى.

تكرار نفس الخطبة كل عام يعلن إفلاس الدعاة، ويبعث الملل فى نفوس المستمعين، وفى حال تزامن الخطبة مع مناسبة قومية فلن تخلو من تمجيد الحاكم والدعاء له، يلتزم بهذا الدور معظم مشايخ الأوقاف، البعض الآخر يدين بالولاء لمشايخ السلف فيهاجم خطب المولد النبوى وعيد الأم بخطب مكررة أيضا تنتقد مظاهر الاحتفال بالعيدين وتصفها بالبدعة، أما الصنف الثالث فيركز على توظيف هذه المناسبات فى انتقاد الأوضاع السياسية وهم المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين. التذكير بأحداث التاريخ، وربط الماضى بالحاضر، والعمل على إصلاح المجتمع؛ ثلاثة أهداف يجب توافرها فى خطبة الجمعة وفقا لما قاله الدكتور فوزى الزفزاف الرئيس الأسبق للجنة حوار الأديان بالأزهر لـ«اليوم السابع»، مضيفا: «إذا لم تقم الخطبة بهذه الأدوار فعلى المسئولين توجيه الخطيب والتنبيه عليه».

وحول استخدام بعض الخطباء نفس الخطب المكررة قال الزفزاف: «اعمل فيهم إيه، الأزهر يفعل ما فى وسعه، لكن أفراده شريحة من شرائح المجتمع وليسوا من الملائكة، منهم من يسمع الكلام ومنهم من لا يسمعه».

خطب المواسم تختلف من فكر لآخر، ففى الوقت الذى تضاف فيه احتفالات الدولة مثل تحرير سيناء وانتصار أكتوبر وعيد العمال وعيد الأم وقانون المرور إلى قائمة شيوخ الأوقاف، نجد شيوخ السلف يحتفظون بخطب مكررة للهجوم على عيد الحب ورأس السنة الميلادية، بينما يتضاعف تركيز شيوخ الإخوان على الخطب السياسية وثيقة الصلة بالقضية الفلسطينية مثل تحويل القبلة فى ليلة النصف من شعبان وذكرى حريق المسجد الأقصى. «هناك حزمة متكاملة من الخطب الجاهزة لكل مناسبة، يمكنك شراؤها من المكتبات الشعبية» هكذا بدأت الدكتورة آمنة نصير -أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر- حديثها منتقدة حالة التكرار الممل التى ينتهجها الخطباء فى المناسبات الدينية والقومية قائلة: «أصبحت مناسباتنا نردد فيها أقوالا روتينية بحتة ليس فيها بناء أو نظرة للمستقبل أو بث للحيوية فى جسد الأمة».

أضافت د.«نصير» أن ما يحدث يعد كارثة مجتمعية، والمجتمع فى حاجة لمن ينشط ذاكرته الإنسانية سواء من على المنابر الدينية أو الثقافية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة