وقف المحامون العرب فى قاعة المحكمة مدافعين عن منتظر الزيدى، ولأنها قضية خاسرة فإن عدد المحامين لم يتجاوز المئات وجمهور العرب المتعاطفين مع المتهم كانوا بضع مئات الملايين فقط، كلهم من العرب العاربة والعرب المستعربة والعرب الهبلة والعرب المستهبلة، دافع المحامون على استحياء عن حق الزيدى فى التعبير عن حقه فى الثأر من مجرم يحسب له أنه أضاف للعراق أنهارا غير دجلة والفرات، أنهارا تفيض بالدم العراقى الذكى، مجرم خلف وراءه أجيالا من الأيتام والعجزة والأرامل والمشردين والمهجرين والمفقودين العراقيين، ما لم ينكره المحامون أن منتظر الزيدى ينحدر من أصلاب عراقيين حاصروا أمريكا لسنوات ثم احتلوها ودمروها وزرعوا البغضاء والفتنة بين سنتها وشيعتها وبين عربها وأكرادها وبين آشورييها ومسيحييها أى مزقوا النسيج الأمريكى، وقتلوا علماءها ونهبوا ثرواتها وتراثها، وارتكبوا الفضائح فى سجن أبو غريب جنوب واشنطن، وحاكموا رئيسها جورج حسين الشهير بصدام وأعدموه ظلما وعدوانا، ولكن والحق يقال إنهم أعدموه وغسلوه وكفنوه وصلوا عليه دون أن تقع عليه عيون خصومه، لقد اتهموا الزيدى بالسادية والحقد، حيث اعتدى على جورج بوش لأن الزيدى لم ينس أياما عاشها بأمريكا أيام احتلال العراقيين لأمريكا، حينها كان يلهو الزيدى بجماجم الأمريكيين الضحايا وكانت تسعده أنات الأطفال المرضى الجياع وكان يلهو بسيارته الهمر التى تدوس كل ما ومن يكون فى طريقها، لم ولن ينسى المنطقة الخضراء فى نيويورك والسور العازل بين المنطقة الخضراء وما حولها والسور العازل بين فئات وطوائف ومذاهب العراقيين "أقصد الأمريكيين" إن تهمة معاصرة ومعايشة الزيدى لهذه الأحداث ومباركته لها لم يتح الفرصة للمحامين ليجدوا ما يقولونه، كما أن اتهامه بانتقاص حقوق الآخرين وعدم إنزال الناس منازلهم كان اتهاما لا يقبل النقض، حيث تعدى الزيدى على بوش بحذاء محلى الصنع "من أبو تلات تعريفة" أى لا يليق بقدر بوش وهذا يخلو من اللياقة واللباقة والبروتوكول والذوق، هذا وربما لن يفلت الزيدى من تهمة التواطؤ مع الحزب الديمقراطى الأمريكى، إذ أن التوقيت مقصود فلو أن الزيدى فعل فعلته هذه منذ شهور لاستغل الجمهوريون الحدث واختاروا الجزمة رمزا لمرشحهم فيصحوا الشعب الأمريكى ويصوت لصالح مرشح الجمهوريين الذين كدوا وكدحوا من أجل تحرير العراق من أبنائه الذين زرعوا الموت فى كل شبر، ولما استطاع عندها أوباما الديمقراطى من الفوز برئاسة أمريكا.
القارئ فتحى الصومعى يكتب: سكت الكلام .. والجزمة بس اتكلمت
الخميس، 18 ديسمبر 2008 11:49 م