«وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها»..«الظلم ظلمات يوم القيامة».. «اللهم أهلك الظالمين بالظالمين».. آية قرأنية وحديث شريف ودعاء نبوى، كانوا سببا فى إيقاف «ى» عبد العزيز من عمله كخطيب وإمام مسجد تابع للأوقاف مع أنه سمع هذه الكلمات لسنوات أربع طيلة دراسته بكلية الدراسات الإسلامية وكررها لسنوات خمس وقف فيها على المنبر خطيبا، لكن تلك الكلمات أصبحت فجأة وبالا عليه.
«لا تتحدث أثناء الخطبة، لا تتخطى الصفوف، لا تكثر من الحركة» لاءات ثلاث، كانت أشهر المحاذير الواجب اتباعها أثناء خطبة الجمعة، لكن الأمن المصرى استحدث باقة جديدة من المحظورات لم تستهدف المصلين وإنما استهدفت الخطباء وأصبح الخروج عنها مستحيلا باعتبارها مقدسات أمنية وأى اختراق لها يهدد السلم الاجتماعى.
«الديمقراطية» و«مفهوم ولاية الأمر»، «الختان»، «تحديد النسل»، «التوريث» وكل ما يدخل فى نطاق علاقة الحاكم بالرعية كلها محاذير أمنية وممنوعات فى خطبة الجمعة، الغريب وكما يقول «إبرهيم ش» إمام مسجد بمصر القديمة أن ذكر آيات بنى إسرائيل دخل ضمن قائمة المحظورات بناء على تعليمات أمنية، وكما يقول الشيخ إبراهيم إن مديريات الأوقاف تصدر تعليمات شفوية خلال الاجتماع الشهرى للمديريات بالإكثار من ذكر الجنة «وتعشيم» الناس بها إذا ما صبروا على البلاء، لكنه على الجانب الآخر تنفى وزارة الأوقاف ما يسمى بالمحظورات الأمنية كما يقول الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف للإرشاد الدينى، حيث إنه زعم باطل وفى حالة قناعتنا بأى تعليمات يتم إصدارها كتابة فنحن لا نخفى أمرا يخالف أمر الله، وبسؤال الدكتور عبد الجليل عن ما إذا كانت الوزارة تحدد موضوعات بعينها للخطباء لكى يطرحوها فى خطبة الجمعة نفى ذلك قائلا إن وزارة الأوقاف تؤمن أن دعاتها قادرون على اختيار الموضوعات المناسبة، ولهذا فهى تركت لهم الحرية كاملة فى اختيار الموضوعات التى تهم المسلم فى نطاق الحكمة، غير أن الشيخ سيد عسكر عضو مجلس الشعب رفض رد عبد الجليل قائلا: «إن الرقيب الأول والأخير حاليا على أئمة المساجد أصبح أمن الدولة ولم يعد الأوقاف» مدللا على ذلك باستدعاء العديد من خطباء المساجد الذين يزعجون الأمن بخطبهم أو ممن تجاوزوا الخطوط الحمراء التى رسمها الأمن من قبل.
وخلافا لما ذكره عسكر فإن أحد الأئمة قال إن التواجد الأمنى فى المساجد جعلهم يضطرون الى تحديد موضوعات بعينها سواء مما ذكرناه سابقا أو موضوعات أخرى متعلقة بالمنطقة التى يكون بها المسجد مثل معاملة الضباط للمواطنين أو الرشاوى التى يتلقاها بعض الموظفين، أحدهم برر ذلك قائلا: «كل واحد فينا بيبقى عارف مين المخبر اللى تبع أمن الدولة بيكون قاعد أثناء الصلاة، ولذلك احنا بنتعامل بمنطق الباب اللى يجيلك منه الريح...»، الأمر الطريف الذى ذكره هذا الإمام أنه فى بعض الأحيان سرت شائعة بين زملائه بأن ذكر عمر بن الخطاب وسيرة عدله فى الحكم صارت أيضا من المحظورات.
مصدر بمديرية أمن القاهرة نفى كل ما يتردد عن أن هناك محاذير أمنية يفرضها الأمن على أئمة المساجد فى خطب الجمعة، وأضاف أن استدعاء الدعاة بمقرات أمن الدولة لا يكون إلا للحفاظ على الأمن العام لأن الائمة يؤثرون على شريحة كبيرة فى المجتمع.
لمعلوماتك...
◄100004 عدد المساجد التابعة لوزارة الأوقاف المصرية.