عند «بريل» الخبر اليقين!

إعلان مستفز لمشروب غازى يسخر من المرأة ويصدر مفهوم خاطئ للرجولة

الخميس، 18 ديسمبر 2008 05:52 م
إعلان مستفز لمشروب غازى يسخر من المرأة ويصدر مفهوم خاطئ للرجولة
كتبت فاطمة خير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الست مش بشخصيتها» نصيحة يقدمها شاب لصديقه، مهلاً.. لا تتسرع وتتوقع أن هناك ما هو أعمق وراء النصيحة، فالشاب يبادر فوراً مكملاً حديثه «استرجل واشرب بريل»!!.
ما علاقة الرجولة بمشروب شعير خال من الكحول؟ بل ما الذى يضير شاب فى رجولته إن هو أعجب فى المرأة بشخصيتها؟ بل ما علاقة الشعير بالنساء والرجولة أصلاً؟

حملة إعلانية جديدة، تفتق عنها ذهن شركة تتولى الدعاية لمشروب «بريل» الشهير، وهو لمن لا يعرف عبارة عن مشروب شعير خال من الكحول - يعنى بيرة حلال - تنتجه «شركة القاهرة للمشروبات» منذ سنوات، ويلقى رواجاً بين طالبى «البيرة الشرعية»، قررت الشركة إذاعة إعلانين يختلفان فى السيناريو، لكنهما يتفقان فى التأكيد على الفكرة نفسها «الاسترجال»!، أولهما يصور شابا بشعر طويل يجلس لدى الحلاق، يظهر ضعف شخصيته فى اختيار مظهر جديد لشعره، ولا يستطيع اتخاذ القرار إلا بعد شرب «بريل». لكن قمة الاستفزاز، هو ما يفعله الإعلان الثانى: شباب يجلسون فى مقهى، تمر فتاة ممشوقة، يقول أحدهم «أحلى حاجة فى الست شخصيتها»، فينتفض صديق يجلس بجواره معلناً «الست مش بشخصيتها» وطبعاً يكمل النصيحة الرائدة «استرجل واشرب بريل»، عن نفسى لم أنتبه سوى وأنا أشد شعر رأسى مذهولة ومستفزة: لأن الإهانة هذه المرة وجهت مباشرةً لجنس النساء، الإعلان المجيد يعلنها بعد كل هذه العقود من الكفاح لأجل كرامة النساء، أن «الست مش بشخصيتها»!! يقصد طبعاً أن الست بأشياء أخرى تبدأ بالجسد وتنتهى عنده، ويؤكد الإعلان على الفكرة «استرجل واشرب بريل» يعنى من لا يفهم أن المرأة بجسدها لا بشخصيتها هو شخص يفتقد للرجولة! لأن من لا يفهم أن الجسد هو الأهم لا بد أن يكون «مش راجل»، وبالطبع يقدم الإعلان الحل السحرى «اشرب بريل»! الحمدلله.. أنقذت الشركة العتيدة رجولة شبابنا بشرابها السحرى.

ما الذى يحدث على الشاشة؟وكيف يمكن استباحة المفاهيم إلى هذه الدرجة؟وكيف تنتهك المرأة هكذا: لتذهب شخصيتها إلى الجحيم فالمهم هو الجسد!، وكيف يتم تصدير مفهوم «الرجولة» إلى الشباب بهذه الدونية؟!. إن إهانة الإنسان وتلخيصه فى جسد ليس أخلاقياً على الإطلاق، وحث الشباب على ادعاء الرجولة بمشروب هو فى النهاية لترطيب أجوافهم لا أكثر ولا أقل.. هو فى ذاته انتهاك لمعانى الرجولة ومصادرة على قيمة يحتاجها الشباب اليوم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة