الإعلان عن قاتل هبة العقاد ابنة ليلى غفران وصديقتها لم يغلق باب القضية التى شغلت الرأى العام بقدر ما فتح بابا آخر للشك والريب فى هوية القاتل الذى ظهر غير متزن ومضطرب نفسيا، بالإضافة إلى أن ليلى غفران نفسها شككت فى القاتل الذى دخل للسرقة فى المقام الأول ورغم ذلك ترك مجوهرات وألماظا ولاب توب وأخذ 200 جنيه وموبايل فقط، إلا أن الموبايل وحده كان السبب فى تراجع تلك الشكوك، فأجهزة البحث الجنائى وصلت إلى الموبايل بحوزة محمد ضرغام والذى اعترف أنه اشتراه بثمن زهيد من محمد السيد عبدالحفيظ عامل «حديد مسلح» مرتكب جريمة القتل.
فالموبايل رغم حداثة عهده الذى لم يتعد عقدين من الزمان إلا أنه أصبح من أدوات البحث الجنائى الرئيسية التى يعتمد عليها رجال الشرطة فى الإيقاع بالجناة، كما قال العميد عبدالوهاب هاشم مدير إدارة المعلومات والحاسب الآلى بوحدة البحث الجنائى بمديرية أمن القاهرة، فهاشم أكد أن الموبايل يقودنا فى الكثير من الأحيان إلى الجانى، خاصة فى قضايا القتل التى يسرق الجانى فيها الضحية وهو ما حدث فى قضية مقتل هبة العقاد بنت ليلى غفران، وأضاف هاشم أنه على الرغم من أن أنواع الموبايلات تجاوزت العشرات وفاقت أعدادها الملايين، إلا أن لكل جهاز رقما مسلسلا يختلف عن غيره من الأجهزة مما يفيد أجهزة البحث الجنائى فى الوصول إليه فى حالات السرقة، وهو ما حدث مع الدكتور مصطفى الفقى، سكرتير رئيس الجمهورية الأسبق وعضو مجلس الشعب الحالى، عندما تعرض للسرقة بعد أن تحطم زجاج سيارته أمام أحد المساجد بالتجمع الخامس، الفقى لم يهتم بثمن الموبايل بقدر ما اهتم باستغلال السارق لأرقام تليفونات أصدقائه ومعارفه وكبار المسئولين، رجال البحث الجنائى من جانبهم طلبوا من الفقى معرفة الرقم المسلسل لجهاز الموبايل، وبالتالى تتبع رجال البحث الموبايل من خلال أول مكالمة هاتفية أجراها السارق، ومن ثم تحديد مكانه وفى ساعات قليلة تم القبض عليه.
«بصمة التليفون هو الرقم المسلسل» قالها أحمد العطار «صاحب محل موبايلات»، ليؤكد بها اختلاف كل جهاز عن الآخر، فالرقم المسلسل مثله مثل شاسيه السيارات والموتوسيكلات، ولتفادى بيع وشراء الأجهزة المسروقة يقول العطار إنه يسجل الرقم المسلسل الخاص بكل جهاز مع تسجيل تاريخ البيع والشراء. ومع التطور الذى يشهده العالم فى مجال التكنولوجيا الرقمية والذى يظهر بصورة واضحة فى عالم الموبايل من زيادة لسعة الذاكرة وإضافة مالتى ميديا جديدة وتكنولوجيا 3.5G، فهى بقدر ما تفيد فى تسهيل الاتصالات تساعد رجال البحث الجنائى بصورة غير مباشرة كما يقول الدكتور أحمد رفعت أستاذ القانون الجنائى.
الدكتور رفعت يرى أيضا أن التنسيق بين شركات المحمول وأجهزة البحث الجنائى له دور كبير فى الوصول إلى الجانى الحقيقى عن طريق الحصول على نص المكالمات الهاتفية بين الأطراف المشتبه فيهم. فالتسجيلات الهاتفية لأجهزة الموبايل هى التى كشفت عن الرشاوى الجنسية والصفقات المشبوهة بين المستشار الأول لوزير الزراعة «يوسف عبدالرحمن» وسكرتيرته راندا الشامى، وبالتالى الكشف عن أكبر عملية لاستيراد المبيدات المسرطنة، والموبايل كان له الدور الأكبر أيضا فى قضية مقتل سوزان تميم والمتهم فيها هشام طلعت مصطفى ومحسن السكرى، حيث أنهما تبادلا رسائل ومكالمات هاتفية.
لمعلوماتك..
◄3شبكات للمحمول فى مصر «فودافون وموبينيل واتصالات».
الوصول إلى الجانى يبدأ بمكالمة هاتفية...
«بصمة» المحمول أرشدت عن قاتل ابنة ليلى غفران
الخميس، 18 ديسمبر 2008 01:33 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة