بالله عليكم أهناك رمية أقوى من رمية منتظر؟ منتظر الزيدى عراقى أصيل.. استطاع وضع بصماته المضيئة بحذائه ليختم آخر رحلات بوش الأرعن.. بصمة حذاء لن ينساها بوش إلى آخر يوم فى عمره.
اختراع جديد.. مفعوله قوى قد نسميه يوما ما "أحذية الدمار الشامل".. اخترعه المبدع المبتكر "منتظر الزيدى".. وربما تتكرر تلك الحادثة فى المستقبل القريب مع باقى عصابات البيت الأبيض من المحافظين الجدد، وعلى رأسهم مجرم الحرب رامسفيلد الذى ينتظر محاكمته على جرائمه التى ارتكبها، سواء فى العراق أو فى أفغانستان.
ونعود إلى تصرف منتظر الزيدى الذى اتسم بالتلقائية التى عبرت عن مدى كره أهل العراق لهذا الأمريكى الذى غزا بلاده ودمرها وسحق أهلها دون أن يقدم اعتذارا رسميا يخفف من معاناة الشعب العراقى، تصرف طبيعى من عراقى شهم عبر عن الوجع العراقى، تصرف لا يجب أن نحاسب صاحبه لأنه لم يرتكب جرما أو فعلا فاضحا، فالجرم ارتكبه بوش، والفعل الفاضح ارتكبه قادة البيت الأبيض فى جوانتانامو وأبو غريب.. أما ما فعله منتظر الزيدى هو رد فعل طبيعى لإنسان شعر بالقهر وهو يرى بلاده تدمر باسم الحرية والديمقراطية، ويرى شعبه يتم تشريده وقتله باسم محاربة الإرهاب، وثروات العراق يتم نهبها باسم إعادة الأعمار، وحضارة عمرها آلاف السنين يتم السطو على كل معالمها ومظاهرها ويتحول العراق المتحضر إلى مستنقع للتخريب والتدمير والفساد، ويعود للعصور الوسطى باسم التقدم والازدهار فأى تقدم هذا فى ظل احتلال قاسٍ وغزو هاتك للأعراض والكرامة وحقوق الإنسان؟ إنه رد فعل طبيعى عبر عن حنق الشعب العراقى ومدى كراهيته للمحتل.. المشهد كان أكثر تعبيرا من مشهد احتلال بغداد فى 9 أبريل 2003، وأكثر رمزية من ضرب صورة صدام بالأحذية، وكأن الله أراد لبوش أن يكون مصيره كمصير صورة صدام مع الفارق الكبير، فصدام ترحم الملايين من العراقيين على عهده وتمنوا عودته، أما بوش فلن يترحم عليه أحد ولن يتمنى أحد عودته إلى العراق لا هو ولا جنوده المخربين.. وبوش خرج من العراق مأزوما مهزوما يلحقه العار.. أما صدام فبقى فى العراق يواريه ثراه.
وصمة حذاء منتظر الزيدى هى التوقيع الأخير على صفحات تاريخ بوش الأسود، تلك الوصمة لن ينساها بوش ما بقى له من عمر ولن ينساها الشعب الأمريكى، وسيسجل اسمك يا منتظر فى صفحات تاريخنا الملىء بالأحزان والآلام، وسنتذكر دوما أن حذاءك أيقظ الأمل فى تلك الشعوب وأحياه بعد حالة يأس اعترت نفوس الشعوب.. والحق يقال إن انهيار البرجين فى نيويورك فى الحادى عشر من سبتمبر برغم كل تداعياته وآثاره الناجمة عنه، اعتبرته معظم الشعوب العربية والإسلامية حادثا مأساويا، وانهمرت الدموع حزنا على ضحاياه من الشعب الأمريكى، بينما حادثة الحذاء فى الرابع عشر من ديسمبر أثلجت قلوب الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، وشفت غليله، وأدخلت الفرحة إلى كل بيت عربى، فلماذا نخجل من إظهار كرهنا لعصابات المحافظين الجدد، وعلى رأسهم بوش مجرم الحرب، وهو من قتل نساءنا وأطفالنا ودمر بلادنا وأشاع فيها الفوضى؟ لما نتنازل عن حقنا فى التعبير عن غضبنا من هذا المجرم وكل من على شاكلته بكل الوسائل؟
الحادى عشر من سبتمبر، سواء أكان من فعل بن لادن أم مؤامرة من فعل السى – اى – ايه.. دفعنا ثمنه وكان غاليا فى أفغانستان والعراق والصومال وفلسطين وتكالب علينا الغرب يتهمنا بالإرهاب ويضعنا كأمة فى قفص الاتهام دون أن يكون لنا حق الدفاع عن أنفسنا، وأمعن بوش وأمثاله فى التنكيل بنا واستباحة أراضينا وأعراضنا وكرامتنا.. فأتى الرابع عشر من ديسمبر ليعلن فيه منتظر الزيدى انفجار بركان الغضب بداخلنا، ويعلن عصيان تلك الأمة ورفضها للذل والمهانة ويلحق العار برمز الدولة التى انفردت بتوجيه السياسة فى العالم لصالحها وصالح العدو الصهيونى عندما رمى بحذائه فى وجه بوش الذى جاء متسللا إلى بغداد كاللصوص يقطف ثمار ما فعله من جرائم إنسانية فى العراق ويوقع مع المالكى اتفاق الغش والخديعة.. رمية منتظر الزيدى أصابت الكرامة الأمريكية فى مقتل.. لهذا فهى عند الكثيرين لها الأثر البالغ والأقوى من رمية ابن لادن.. لأن الرمية أصابت عدو أمتنا الحقيقى "بوش"، وأنهت حقبة من تاريخه ببصمة عار لن يمحوه الزمن عن جبين القاتل بوش.. رمية بن لادن أصابت الاقتصاد والشعب الأمريكيين وأعطت للغرب مبررا لضربنا، ورمية منتظر أعطتنا نحن الشعوب العربية المبرر للفرح واستعادة الأمل فى المستقبل.. ورسالة لتلك الشعوب أن هناك رجالا بيننا لهم القدرة على الرفض والعصيان وإلحاق العار بالعدو ولو بطريقة رمزية بسيطة تلقائية.. فهل تصبح الأحذية سلاحا نستخدمه فى المستقبل بعد أن أسقط عدونا كل أسلحتنا وجردنا منها؟ وهل ستسن القوانين لتجريدنا من هذا السلاح، على اعتبار أن كل صاحب حذاء هو إرهابى؟
القارئة وفاء إسماعيل تكتب: بصمة حذاء منتظر عار على جبين بوش مدى الحياة
الأربعاء، 17 ديسمبر 2008 08:50 م