أثار بيان رئيس الوزراء د.أحمد نظيف عن برنامج الحكومة لمواجهة تداعيات الأزمة العالمية على مصر أمام البرلمان أمس الاثنين، ردود فعل واسعة بين الخبراء والسياسيين. بعض هذه الآراء شككت فى جدية الحكومة فى إدارة الأزمة، خاصة وأن اعتراف المسئولين بها جاء متأخراً بحجة أن الاقتصاد المصرى قوى ولن يتأثر بالأزمة. البعض الآخر رأى أن مواجهة الأزمة لا علاقة له بجدية الحكومة من عدمه، بل بقوة الاقتصاد المصرى نفسه وحجم الأزمة التى ضربت أكبر الدول الصناعية فى العالم.
الدكتور صلاح الدسوقى خبير الاقتصاد ورئيس المركز العربى للتنمية الإدارية، يرى أنه لا أمل فى مواجهة الأزمة، لأنه ينبغى على الحكومة فى البداية أن تجيب على عدة تساؤلات، أهمها هل البرامج الحكومية جادة فى العمل لصالح رجال الأعمال والمستثمرين فى مصر عبر إتاحة فرص ومزايا أكبر تمكنهم من توسيع مشاريعهم، أم هذه الحلول ستكون فى صالح المواطن المصرى البسيط، والذى أصبح يعانى من جراء الأزمة العالمية التى يمر بها العالم ومصر.
وأضاف الدسوقى أنه على الحكومة أن تحاول استغلال هذه الأزمة عبر تقديم وسائل تراعى عملية التنمية وتدفع الدماء إلى شرايين المجتمع، وأن لا تلجأ للحلول المؤقتة، وقال إن مصر عانت على مدار العشرين عاماً الماضية من سياسات اقتصادية فاشلة تعتمد على المعونات والمساعدات الخارجية وسيطرة بعض رجال الأعمال الذين يتحكمون فى اقتصاد مصر.
من جهته، علق الدكتور إبراهيم المصرى الخبير الاقتصادى على بيان نظيف قائلاً، إن اعتراف الحكومة أخيراً بأن مصر ستتأثر بالأزمة المالية العالمية شىء طيب، لكنه قال إن على الحكومة المصرية أن تواجه الأزمة بكل تفاصيلها وتداعياتها بكل حزم، ولابد أن توجه الدولة استثماراتها ودعمها الكافى للقطاعات المتضررة، وأضاف أن قطاع السياحة على سبيل المثال سيتأثر بدرجة كبيرة، وسوف تزداد نسب البطالة فى هذا القطاع مما يتطلب دعماً خاصاً. وبشكل عام يرى المصرى أن على الحكومة أن تضع خطة طويلة الأمد لمواجهة الأزمة، لأنها ستستمر لفترة أطول من المتوقع.
الدكتور صلاح الدين فهمى أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، يرى أن الحكومة المصرية لن تستطيع حل الأزمة المالية الحالية، لأنها أكبر من الدول الكبرى نفسها كأمريكا والدول الغربية. وأبدى فهمى إعجابه ببعض الإجراءات التى اتخذتها الحكومة لمواجهة الأزمة مثل التعاقدات والزيارات التى يقوم بها الرئيس والوزراء إلى دول مثل الهند والإمارات التى لن تتأثر بالأزمة. لكنه قال إن بعض تصريحات الوزراء فى وسائل الإعلام يوجد بها نوع من المجاملة وعدم المصداقية، مثل التصريحات الخاصة بانخفاض معدل النمو التى جاءت مخالفة لتصريحات البنك الدولى التى أشارت إلى أن الحكومة المصرية لن تتمكن من مواجهة الأزمة، وأضاف أن رئيسة وزراء ألمانيا قالت "إن الأسوأ فى الأزمة المالية لم يأت بعد، فكيف تحل الحكومة هذه الأزمة".
تعليقاً على بيان رئيس الوزراء لمواجهة تداعيات الأزمة العالمية
الخبراء لا يصدقون بيان نظيف
الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008 11:59 م
هل تقف إجراءات الحكومة أمام الأزمة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة