بالفيديو .. البطل المجهول فى حادث المنيا اسمه عم أحمد

الإثنين، 15 ديسمبر 2008 09:40 م
بالفيديو .. البطل المجهول فى حادث المنيا اسمه عم أحمد فلوكة عم أحمد ساهمت فى إنقاذ الضحايا
كتب حسن عبد الغفار وشوقى عبد القادر ومحمود سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لا أصدق أننى على قيد الحياة"، هكذا قالت مريم مجدى شحاتة، ابنة الـ 19 عاماً، إحدى الناجيات من أتوبيس الموت الذى سقط أمس الأحد فى ترعة الإبراهيمة بمركز مغاغة بمحافظة المنيا.

عقب لحظات من الصمت والبكاء حزناً على موت صديقتها، واصلت مريم حديثها من على فراشها فى مستشفى مغاغة المركزى، قائلة "فتحة التهوية بسقف الأتوبيس التى كنت أنظر إليها بين الحين والآخر بمجرد أن جلست على مقعدى بحثاً عن نسمة هواء، لم أكن أعلم أنها ستكون المخرج الذى سيضع اسمى فى كشوف الأحياء، لا أدرى كيف وقع الحادث ولا كيف سقط الأتوبيس فى الترعة، كنت مشغولة بمراجعة بعض المحاضرات مع صديقتى سارة التى سأفتقدها إلى الأبد، كنا فى طريقنا إلى الجامعة فى بنى سويف، لأن معظم البنات لا يفضلن الذهاب إلى الجامعة فى القطار الذى يتأخر ساعات طويلة، بخلاف المضايقات التى نتعرض لها كثيراً".

مريم قالت كان هناك العديد من الأيدى الممتدة، لا أعرف أيها ستجذبنى إلى أعلى، أو ستدفعنى إلى الأسفل، ربما شاء حظى أن أكون أفضل من سارة لأجد يداً تنتشلنى إلى أعلى، وتضعنى فى قارب خشبى صغير نقلنى إلى البر، وعلى السرير المجاور لمريم كانت ترقد نهى عياد صليب (29 عاماً)، التى قالت "آخر شىء شاهدته قبل أن أفيق لأجد نفسى فى المستشفى، هو هذه الفلوكة الخضراء، تفاصيل اللحظات الأخيرة لم تختلف كثيراً فى العنبر المجاور، حيث يرقد مجموعة من الناجين منهم أحمد نور الدين (44 عاماً)، الذى قال "أنا مدين بحياتى لهذا الصياد وقاربه الصغير، ربما يكون القدر هو الذى أرسله لنا".

عم أحمد، صياد ترعة الإبراهيمية بمدينة مغاغة، لم يتوقف دوره عند إنقاذ معظم الناجين فى مستشفى مغاغة المركزى، الذى تفوق على 20 غواصاً حضروا بعد مرور أكثر من ساعتين بعد وقوع الحادث، بل قام بإخراج أكثر من 20 جثة من تحت الماء، مساعدات عم أحمد لم تتوقف عند ذلك، بل ساعد فى استخراج الأتوبيس من تحت الماء، ثم انصرف إلى حال سبيله رافضاً مجرد التقاط صورة قائلا "معملتش أكتر من الواجب" على عكس الكثير من المسئولين الذين كانوا يبحثون عن بطولات زائفة أمام الكاميرات.

وعلى شاطئ ترعة الإبراهيمية التى لا يفصل بينها وبين الطريق الأسفلتى أى حاجز سواء معدنياً أو خرسانياً، سوى شجيرات البوص التى لم تمنع الأتوبيس من السقوط فى الماء، جلس بعض الأهالى فى انتظار استخراج جثث أبنائهم الذين لم ترد أسماؤهم أو ملامحهم فى مشرحتى مستشفى مغاغة وبنى مزار.

عدة أمور فى موقع الحادث كادت أن تفجر ثورات الغضب فى صدور الأهالى، بداية من تكرار مسلسل حوادث السيارات فى المنطقة التى تخترقها سيارات المحاجر، والتى تسببت إحداها فى الحادث الأخير.

تأخر وصول سيارات الإسعاف وقوات الشرطة التى منعت الأهالى من مواصلة إنقاذ الضحايا، وكذلك توقف عمليات الإنقاذ بمجرد حلول الظلام، وعندما احتد الأهالى على ذلك الموقف، قام أحد القيادات الأمنية بامتصاص غضبهم قائلا "إنهم فى انتظار كشفات إضاءة، لأن الغواصين لم يتمكنوا من رؤية أى شىء فى هذا الظلام.

وعندما سألنا أحد القيادات، برر هذا التوقف بانخفاض عدد الغواصين، الذين كانوا ينزلون إلى الماء ثلاثة فقط، قائلاً "إحنا فى ترعة مش فى بحر".



القارب الخشبى (الفلوكة) هى الأداة الوحيدة التى أرسلتها العناية الإلهية لإنقاذ ضحايا الحادث .. فهى التى استخرجت الجثث ونقلت المواطنين إلى بر الأمان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة