د.حمزة زوبع

مصر الكبيرة

السبت، 13 ديسمبر 2008 04:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا يتعين علينا نحن المصريين أن نقرأ كل هذه الكمية من الكراهية والحقد فى الصحف القومية، التى نملكها بحكم القانون، وإن كان مغيباً ضد كل من يخالفنا أو لا نتفق معه سواء كان مصرياً أو عربياً؟

لماذا كلما اختلفت مصر مع دولة أو حزب أو حركة يخرج هؤلاء الكتاب من مخابئهم لكى يتلوا علينا بيانات كتبت لهم ولم يكتبوها، يوعدون وينذرون بالويل والثبور كل من تحدث له نفسه بالاختلاف مع مصر أو دور مصر؟

لماذا يجب أن نتحول، نحن الشعب المصرى، بفعل تلك الصحف وهؤلاء الصحفيين إلى شعب لا يحب العرب ولا العروبة، وينظر إلينا على أننا أصبحنا عجزة حتى عن نصرة أقرب الأقربين إلى حدودنا؟

لماذا يتعين علينا وبدلاً من التعاطف مع أطفال وعواجيز ومرضى غزة، أن نشتم ونسّب حماس وسوريا وإيران وقطر، وكأنهم هم الذين يحاصروننا ويمنعون عنا الماعون؟
لو كانت غزة تحاصرنا لكانت ردة الفعل الحالية مقبولة، ولكننا نحن الذين للأسف نحاصرهم؟
هل فى ذلك شك؟

هل يجب علينا أن ننكر ضوء الشمس ونصدق د.مصطفى الفقى وغيره بأن مصر لا تسمح بإمارة إسلامية على حدودها؟ ما هذا الخلط العجيب؟ نتحدث عن الحصار فيحدثونك عن الإمارة الجديدة؟

نتحدث عن المرضى، فيتحدثون عن الخلاف الفلسطينى - الفلسطينى؟
نتحدث عن انقطاع التيار ونقص الخبز، فيتحدثون عن رفض حماس الانصياع لشروط مصر فى التفاوض مع فتح؟

قرأت مقالاً لكاتب كبير فى السن فى صحيفة قديمة فى العمر أيضا، عن تضحيات مصر للقضية الفلسطينية، وأخذ الرجل يردد نفس الاسطوانة القديمة، لماذا لا يجدد معلوماته، لماذا لا يتعب على نفسه ويبحث فى القضية، لماذا يظل هؤلاء فخورين بجهلهم وتوقف معلوماتهم عند الخمسينيات أو الستينيات؟

الدنيا من حولنا تتغير ونحن ما زلنا محلك سر، القضية اللبنانية خرجنا منها يا مولاى كما خلقتنى، القضية العراقية نحن أبعد ما نكون عنها، الصومال والقرصنة ما زلنا نكرر نفس الشىء رغم أن التهديد قائم لأهم مصادر دخلنا القومى.

مصر كانت وما زالت تستقبل قادة التمرد فى جنوب السودان من أيام جون قرنق وحتى اليوم.
مصر تستقبل قادة الحرب فى لبنان ورموزها الملوثة أيديهم بدماء الفلسطينيين واللبنانيين، ولكنها لا تستقبل قادة حماس المنتخبين!!

سوريا تستقبلهم، إيران تفعل نفس الشىء، لبنان، السودان، اليمن، قطر، موريتانيا حتى السعودية استقبلهم الملك عبد الله أثناء صلح مكة.

أعرف أن حماس حديثة عهد بالسياسة، فما بالنا نضع أنفسنا فى مقارنة معها بدلاً من احتوائها، مصر أكبر بكثير يا سادة؟

لماذا يجب أن تنتظر مصر كل هذا الوقت حتى تفهم أن حماس رقم موجود وأنه بدلاً من تحجيمه أو تقزيمه يمكن احتواؤه وترويضه على فرضية أنه متمرد!
هل هذا يعنى أن حماس ملائكة أو منزهون عن الخطأ وربما الخطيئة، لا، ويمكننى القول إن حماس ما زال بينها وبين السياسة المستقلة أمد بعيد وشوط طويل لتقطعه، حالها فى ذلك حال أمة العرب.

حماس قد يخرج منها أصوات نشاز، وعليها أن تدرك أن تلك الأصوات تدمر ولا تعمر، تزيد الهوة اتساعاً بدلاً من أن تبنى الجسور .

مصر فى نهاية المطاف كبيرة وعظيمة وهى فى القلب، ولا يمكن استبدالها وعلى الجميع أن يعرف ذلك، لكن مصر يبدو لى أنها لا تعرف قدرها، لذا تترك لبعض الصبية مهمة الحديث نيابة عنها وباسمها.

لو كنت مسئولاً فى مصر لقررت ما يلى:
1. دعوة خالد مشعل إلى القاهرة للقاء الرئيس مبارك فوراًً.

2. دعوة محمود عباس وإسماعيل هنية وفياض إلى اجتماع برئاسة الرئيس مبارك وحضور الملك عبد الله بن عبد العزيز والملك عبد الله الحسين وبشار الأسد وعمرو موسى إلى غذاء عمل أو عشاء عمل فى شرم الشيخ، على أن ينضم إليهم خالد مشعل.

3. البدء فوراً وبسرية فى إجراء الحوار الفلسطينى - الفلسطينى أو الفتحاوى ـ الحمساوى بين فتح وحماس، على ألا يتركوا المكان إلا بعد التوقيع على الاتفاقية أمام المسئولين العرب.

هذه هى السياسة الحقيقية، سياسة المبادرة، سياسة القيادة، سياسة الاحتواء والتفاعلية.

هل تتصورون أن يجرؤ أى من قادة حماس على رفض دعوة كريمة من مصر الكبيرة ومن رئيسها الكبير أيضاً؟ شخصياً.. لا أتصور، ولن أقبل من حماس مثل ذلك .

سياسة الدولة الكبيرة يجب أن ترتكز على الدبلوماسية النشطة وفرق العمل الجاهزة والاستراتيجيات الفاعلة والتكتيكات المؤثرة عبر مجموعات تعرف بالـThink Tanks .
مصر الكبيرة ليست فى حاجة إلى صحف صفراء وكتاب مهمتهم البحث فى قاموس الإساءة إلى من يخالفوننا.

مصر الكبيرة فى حاجة إلى من يلبسها تاج الوقار والهيبة.
من فضلكم أعيدوا الهيبة لبلدى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة