الخبراء يتوقعون انخفاضاً كبيراً لإنتاج النفط

تتجه الأنظار يوم 17 ديسمبر الجارى إلى وهران بالجزائر، فى انتظار عما سيسفر عنه الاجتماع, الذى وصفه البعض بالتاريخى, لمنظمة "أوبك"، من قرارات متوقعة بخفض كبير فى الإنتاج لوقف حالة التدهور المستمر فى أسعار البترول، الذى فقد أكثر من 100 دولار فى الفترة الأخيرة، بعد الخسائر المستمرة للدول التى يعتمد اقتصادها على النفط، وانصراف كثير من المستثمرين العالميين عن الاستثمار فى قطاع البترول نتيجة للتدنى الشديد فى الأسعار.

وجاءت معظم تصريحات وزراء الدول المصدرة للبترول "أوبك" لتؤكد على قرارات مهمة بشأن خفض الإنتاج فى اجتماع الجزائر.

وكان الاجتماع التشاورى الذى عقد بالقاهرة 29 نوفمبر السابق قد توصل إلى وجوب خفض كبير فى الإنتاج لارتفاع العرض عن الطلب فى الأسواق بنسب كبيرة. وهناك بعض التقارير التى أكدت على انخفاض الطلب على الطاقة بصورة عامة فى الفترة القادمة، نتيجة للركود الاقتصادى الذى تعانى منه معظم دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة، كبرى الدول المستهلكة للطاقة، مما جعل خفض الإنتاج ضرورة حتمية لمواجهة ذلك.

واختلفت توقعات الخبراء حول قدر الخفض المتوقع فى اجتماع الجزائر، فالمحلل النفطى كامل الحرمى، توقع خفض الإنتاج بمعدل مليون ونصف برميل يومياً، وهو يماثل الانخفاض الذى حدث فى اجتماع أوبك فى أكتوبر السابق، مؤكداً أن ذلك الخفض لن يكون حلاً نهائياً للمشكلة لارتباطها بالأزمة المالية العالمية التى يصعب التحكم فى أسعار البترول مع وجودها.

لكن بعض الخبراء توقعوا أن يكون الخفض أكبر من ذلك، خاصة مع إعلان وزير النفط الإيرانى غلام حسين نوذرى أن هناك مليونى برميل فائض فى الإنتاج فى الأسواق العالمية، وهو الأمر الذى أكد عليه وزير النفط السعودى على النعيمى، حيث قال إن اجتماع الجزائر سيشهد قرارات وصفها بالتاريخية، الأمر الذى جعل الخبراء يتوقعون أن يتجاوز الخفض المليون ونصف برميل يومياً.

ولكن المشكلة التى ستواجه قرارات أوبك، هى مدى التزام الدول الأعضاء بهذه القرارات، وكذلك اقتصار إنتاج أوبك على حوالى 40% فقط من الإنتاج العالمى، وهو ما دفع الأمين العام لأوبك شكيب خليل، إلى دعوة روسيا ثانى منتج للنفط بعد السعودية إلى الانضمام لأوبك أو على الأقل الاستجابة لقرارات أوبك بخفض الإنتاج.

فهل تنجح القرارات المنتظرة لأوبك فى الحد من تدنى الأسعار أم يستمر سعر برميل البترول فى الانزلاق نحو الهاوية؟