سعيد شعيب

يعيش شافيز

الخميس، 11 ديسمبر 2008 05:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أظن أن أحدا من الذين يكرهون الإدارة الأمريكية، سوف ينتقدون الرئيس الفنزويلى شافيز، فقد طالب الرجل وبلا خجل من أنصاره أن يدعموه من أجل تغيير الدستور، حتى يرشح نفسه بشكل مفتوح، أى مدى الحياة، هكذا.

فلماذا يا شافيز؟
لأنه يؤمن، كما قال، أن انتخابه فى المرة الأولى عام ١٩٩٨، فتح الأبواب أمام مرحلة تاريخية جديدة. هكذا كل المستبدين يؤمنون بأن أى شئ يفعلونه تاريخى، فهم مرسلون من العناية الإلهية لإنقاذ شعوبهم، وبالمرة العالم كله، وبالتالى كيف تجرؤ هذه الشعوب على أن تختار غيرهم، وإذا فعلت فهى مضحوك عليها من الرجعية المحلية والإمبريالية العالمية، فقيمة هذه الشعوب فى أنها تسير وراءه كالقطيع.

لم أقرأ إلا كتابا واحدا عن فنزويلا فى عهد الثورى شافيز، أصدره مركز البحوث العربية للكاتب العزيز مصطفى الجمال، ولكنه أقرب إلى الهتاف، ناهيك عن أن الرجل لم يكتسب شهرته من صنع معجزات اقتصادية، ولكن من مناهضته للسياسة الخارجية الأمريكية. و"بعد ما دقت على الراس طبول"، لم يعد هذا وحده كافيا، لأن تناصر أى رئيس، فقد فعلها من قبل معمر القذافى، وفيدل كاسترو، وصدام حسين، وبشار الأسد، ولا يمكن أن ننسى أشهرهم الآن الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، الذى يبنى شرعيته الشعبية مثلهم على إبادته النظرية لدولة إسرائيل وعدائه المطلق لأمريكا.

ودعك من أننى وربما أنت نختلف مع السياسات الأمريكية والإسرائيلية فى المنطقة، ونقف ضدهما، لكن هذا لا يعنى تأييد هؤلاء الزعماء الورقيين فى الخارج، والديكتاتوريين فى الداخل. وحتى لو كانوا بالفعل أعداء أبديين لإسرائيل وأمريكا.. فهذا لا يعنى السير ورائهم مغمض العينين، أو أعطيهم صوتى لو افترضنا، وكانت هناك انتخابات حرة، ولا يعنى السكوت على خطاياهم لأنهم يخوضون معاركهم الوهمية.

الشرعية الوحيدة التى يطمئن لها قلبى هى حماية الحريات العامة والفردية، وحقوق المواطنة المتساوية، والتداول الحر للسلطة، الدولة العصرية تأتى شرعيتها من مواطنين أحرار فى وطن حر. أما هؤلاء الزعماء الديكتاتوريون فمكانهم متاحف التاريخ.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة