نساء شجاعة فى مهرجان دبى السينمائى الدولى

الأربعاء، 10 ديسمبر 2008 02:13 م
نساء شجاعة فى مهرجان دبى السينمائى الدولى رائدات يستحقن إلقاء الضوء عليهن
كتبت نسمة صادق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ستتاح لجمهور مهرجان دبى السينمائى الدولى فى دورته الخامسة، مشاهدة عدد من الأفلام المتميّزة التى تروى قصص نُخبة متنوِّعة من النساء الشجاعة اللاتى ناضلن ضد التمييز وضد الصراع بين الجنسين، وما تراكم عبر التاريخ فى هذا الإطار، من خلال تقديم هذه السينما لنماذج ملهمة من الشخصيات النسائية.

فيلم " نعم.. سيداتى سادتي" للمخرجة ميجان دونمان يروى حكاية أول امرأة فى الشرطة بالهند، وهى الرائدة الشجاعة كيران بيدى التى خاضت تجارب مريرة وأبدت إصراراً رائعاً على تخطى العوائق بعد ثلاثة عقود من النضال الطويل ضد الإذعان لقيود المجتمع والفساد والتمييز ضد المرأة، والجريمة، حيث فتحت من خلالها أفقاً واسعاً لدخول المرأة الهندية إلى جميع المجالات المهنية.

إلى جانب هذا، سيشاهد جمهور المهرجان فيلم "الحقيقة ستنكشف: قضايا ضد سوبينيا كلانجنارونج" وذلك عندما تُرافق المخرجة بيمباكا تويرا، الصحفية سوبينيا وهى تُواجه سلسلة من الدعاوى القضائية الكبرى، وذلك عقب كشفها النقاب عن وجود تضارب مصالح فى تعاملات الحكومة التايلاندية وعلاقاتها بقطاع الأعمال.

ويعرض فيلمان وثائقيان من العراق والمغرب "عذابات النساء" وما تعرّضن له من الحروب، فالمخرجة العراقية "ميسون باجة جى" توّثق يوميات مجموعة من النساء العراقيات اللاتى واجهن تمزُّقاً تاماً طال حياتهنَّ فى "عدسات مفتوحة فى العراق"، وذلك عندما يتم توفير آلات تصوير رقمية لتسجيل يوميات حياتهنَّ خلال ورشة للتصوير الفوتوغرافى. ويتناول الفيلم ما تعرّضت إليه مديرة المشروع، الكاتبة إرادة زيدان، من صعوبات كثيرة، وعرضت حياتها للخطر أحياناً، وهى تجول أنحاء العراق بحثاً عن مُشاركات فى الورشة.

وتروى زيدان مشاكل العراق بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء وقطع الطرق وإغلاق الحدود، والتهديدات بالموت، والتفجيرات والقصف.

وعلى نفس الإيقاع جاءت قصة السيدة البربرية العجوز" فاطمة"، وما عانته فى شبابها من مآسٍ، حيث تروى حكايتها بجرأة وشجاعة فى فيلم المخرجة دليلة النادر "حبيت كتير"، وتعرض أفكارها عن الحب، والهوِيَّة، والتاريخ عبر تجربتها خلال الحرب الهندية-الصينية، حين وُضِعَتْ فى متناول الجنود المغاربة لقضاء متعتهم معها.

وثمة فيلمان يستندان على وقائع حقيقية، يُصوران نساء ناضلن من أجل الحب والكرامة ضدَّ أشكال الزيف والتمييز والمحاباة الغريبة التى يرفضها المنطق والعقل.

فى فيلم "بشرة" للمخرج أنتونى فابيان نتابع قصة الطفلة "ساندرا" التى كبرت متخطيةً طفولة جريحة مُعذّبة ومؤلمة، امتلكت خلالها قدراً كبيراً من الثقة بالنفس والنضج، بعد أن أذاقتها قوانين التمييز العنصرى فى جنوب أفريقيا عذاباتها حين صنّفتها طفلة سوداء مولودة لزوجين من ذوى البشرة البيضاء، وواصل والداها الوقوف ضدَّ التعسف الحكومى والظلم، يعرض الفيلم تشابكات قصة "ساندرا" وما آلت إليه علاقاتها بمجتمعها وبوالديها بسبب لون بشرتها.

وفى فيلم "مثل مارلون وبراندو" للمخرج التركى حسين كارابى تؤدى الممثلة التركية "عائشة داماغسى" دورها الحقيقى نفسه، قصة واقعية لا تخلو من مفردات البطولة تُجسِّد حبِّ "عائشة" العميق للممثل العراقى الكردى حمة على، فبعد لقائهما أثناء تصوير فيلم مع بداية غزو العراق فى العام 2003، عاد كلٌّ منهما إلى موطنه، عائشة إلى إسطنبول، وحمة على إلى السليمانية، إحدى مدن كردستان العراق. وفيما كانت عائشة تُتابع التقارير الإخبارية الواردة من العراق، قررت الذَّهاب للقاء حمة على، مُنطلقة فى رحلة عبر مناطق يحيقُ الموتُ بكلِّ من يعبرها، ويُهدِّد حياته.

ويتناول الفيلم النيوزيلندى "شرائط المريول" للمخرجة "فايليه سيما يورال" العلاقة بين ثلاث نساء تتمحور حياتهن حول الطعام، "تارا" الملتزمة بتراث السِّيخ التقليدى ملكة فى بيتها ولا يدخله شئ دون أمرها، أما أختها القاسية "أنيتا" فتُقدِّم برنامجا تلفزيونياً عن الطهى الهندى الحديث، غير أنَّ عالمها المحكوم بدقة ينهار لحظة أنْ يكتشف ابنها "مايكل" سراً كانت أمه أخفته عليه، وهو ما يشعل لهيب مواجهة لا مناص منها بين الأختين.
وفى "زهرة الجدة" للمخرج "جيونغ هيون مون" تجمعُ جدة كورية أسرتها وتحمِّلها على مواجهة الاضطراب السياسى، ومعالجة الضغائن والمنازعات العائلية، وذلك عقب سجن زوجها وتعذيبه ما دفع به إلى إدمان الكحول.

أما فيلم "راقصة البلد" للمخرجة غوكا أوماروفا فيدور حول عرَّافة قروية كازاخستانية طاعنة فى السن، طردتها عصابات محلية من أرضها. ولكنَّ القرويين لا يعترفون بأهميتها، إلا حين تُصبح مواهبها الروحانية مطلوبة للعثور على طفل مفقود.

من جهة أخرى، فإنَّ مقدرة الفتيات وعزيمتهنَّ، ومرونتهنَّ أيضاً، مُجسَّدةٌ على نحو واضح فى فيلم المخرجة إنجى واصف الوثائقى "مارينا الزبالين" الذى يقدم عزيمة "مارينا"، إبنة 11 عاما من عمرها على مواجهة وضعها، حيث تعيش مع أسرتها وسط قذارة قرية الزَّبالين التى تصلها ما يزيد على ألفى طن من القمامة كلَّ يوم لكى تُخزَّن أو يُعاد تدويرها أو التخلص منها، فيتفوَّق خيال "مارينا" الجامح وفضولها، على الواقع، ويطرح وجهة نظر بشأن حياة العمال وعائلاتهم.

ويروى فيلم "نيلوفر" للمخرجة سابين الجميّل، حكاية فتاة إيرانية فى 13 من العمر تحلم أنْ تتعلَّم القراءة والكتابة فى قريتها التى لا توفر التعليم إلا للأولاد الذكور، إلاّ أن رغبتها فى التعلّم تُواجه بإصرار والدها بتزويجها إلى من يكبرها سناً بكثير.

ونتعرّف فى فيلم "سمائى السِّرية" للمخرج مادودا ناكيانا على "كويزى" و"تيمبي" طفلين فى الثامنة والعاشرة من عمرهما، تموت والدتهما وتتركهما فى حالة عوز وفقر كبيرين دون سند أو مُعيل. تقنع "تيمبى" أخاها الصغير بالبحث عمّن ينقلهما إلى مدينة "دوربان" الكبيرة. وهناك، يجدان نفسيهما تائهين فى زحام المدينة وفضاءاتها المرعبة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة