لوفيجارو : سيناء وخطر هجمات جديدة مع اقتراب الأعياد

الأربعاء، 10 ديسمبر 2008 11:46 ص
لوفيجارو : سيناء وخطر هجمات جديدة مع اقتراب الأعياد
إعداد ديرا موريس عن صحيفة لوفيجارو الفرنسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكرت صحيفة لوفيجارو فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى، أن سيناء تتعرض بشكل شبه يومى لمواجهات بين الشرطة والبدو، فى الوقت الذى تتصاعد فيه حدة الأزمة على جانبى قطاع غزة، مما ينبئ بتكاثف السحب السوداء فى سماء شبه جزيرة سيناء مع اقتراب أعياد نهاية العام، التى تمثل قمة الموسم السياحى فى مصر، بعد عامين ونصف من آخر هجمة تعرضت لها المنطقة.

يشير التقرير إلى أن قرى جنوب سيناء السياحية، الواقعة على طول خليج العقبة، ظلت لفترات طويلة بمنأى عن الإرهاب، إلا أنها منذ عام 2004 بدأت فى دفع ضريبة ثقيلة: إذا كانت هجمات طابا تستهدف السياح الاسرائيليين (المتواجدين بأعداد كبيرة فى هذه المنطقة)، فإن الخبراء أجمعوا على القول إن القمع الأعمى الذى يتعرض له البدو قد سهل على الأقل، إن لم يكن قد أدى إلى, هجمات شرم الشيخ (70 قتيلا فى 2005) ودهب (23 قتيلا فى 2006).

تبادل النيران بصورة منتظمة
يضيف المقال أنه تم القبض رسميا على جميع أعضاء الجماعة الإرهابية المجهولة التى أعلنت مسئوليتها عن هذه الهجمات، بعد ملاحقات استمرت طويلا فى جبال صحراء سيناء، غير أن الخبراء يعبرون اليوم عن قلقهم من الوضع هناك. يذكر المقال نقلا عن أحد خبراء هذا الملف قوله: "إذا كانت نفس الأسباب لا تؤدى بالضرورة إلى نفس النتائج، فإن كل العوامل تتجمع لتنبئ باحتمال وقوع انفجار جديد".

ثم يورد المقال التحذير الذى أطلقته لجنة الدفاع والأمن القومى بالبرلمان المصرى حول "خطورة الموقف فى شمال سيناء"، مشيرة إلى "عملية انتشار الأسلحة بين أيدى البدو والتى لا تخضع للسيطرة".

منذ وقوع تلك الهجمات، تشهد شبه جزيرة سيناء تبادلا منتظما لإطلاق النيران بين الشرطة والبدو، بل بين القبائل البدوية فيما بينها.. فقد تفاقمت الخصومة بين قبائل الشمال والجنوب، التى تمتد أراضيهم من سيناء إلى غزة وصحراء نجف الإسرائيلية.

يذكر المقال أنه فى أعقاب هجمات شرم الشيخ، لجأت الحكومة إلى جمع رؤساء القبائل البدوية بهدف إدانة مرتكبى تلك الأعمال. وقد وافق هؤلاء البدو، الذين يستفيدون من الدخل السياحى فى تلك المنطقة، طواعية على التعاون مع السلطة المركزية.. الأمر الذى يعد سلاحا ذا حدين، كما يعتقد أحد الخبراء الذين سألتهم صحيفة لوفيجارو قائلا: "فقد رؤساء القبائل جزءا كبيرا من سلطتهم فى عيون شباب البدو، لأنهم لم يحصلوا على شىء مقابل تعاونهم، مما يعرضهم لخطر فقد السيطرة من بين أيديهم". وهو على ما يبدو الأمر الذى بدأ حدوثه منذ أسبوعين فى شمال سيناء.

يروى المقال الأحداث التى شهدتها المنطقة فى الفترة الماضية منذ البداية، حيث بدا الوضع وكأنه حادث عادى، عندما قامت الشرطة بقتل بدوى مشتبه فى تجارته للمخدرات. فى اليوم التالى، قام المئات من البدو، احتجاجا على ما حدث، باقتحام إحدى نقاط الشرطة الواقعة بالقرب من الحدود مع إسرائيل. زاد توتر الموقف فى المنطقة، وبعد عدة أيام، تم مقتل ثلاثة آخرين من البدو وإلقاء جثثهم، التى عثر عليها أقاربهم "بفضل إرشادات الجنود الإسرائيليين المتواجدين على الجانب الآخر من الحدود". أدت هذه المعاملة المهينة التى تلقاها البدو إلى تصاعد الأمر، وقيامهم باختطاف عدد من رجال الشرطة واحتجازهم.. الأمر الذى وصفه المقال "بالصفعة للسلطات المصرية التى توعدت باتخاذ إجراءات قمع شديدة، أقسم البدو على ردها إليهم" !!

كابوس أجهزة المخابرات
يشير المقال إن الوقت الآن فى منتهى الحساسية.. فضلا عن التوتر قديم الأزل بين أجهزة الأمن المصرية والقبائل البدوية، دخلت فى الواقع المسألة الفلسطينية فى مرحلة حرجة بعد إخفاق الوساطة المصرية فى التوفيق بين حركتى فتح وحماس. مما يعد مأزقا حقيقيا، حيث لا تعتزم الحركة الإسلامية الاعتراف بسلطة الرئيس محمود عباس بعد انتهاء فترة رئاسته فى التاسع من يناير المقبل، ووضع ينذر بالتفجر قد ينعكس فى صورة انعزال متزايد لقطاع غزة.

إلا أن مصر لم تنسى ما حدث فى يناير الماضى، عندما فجرت حركة حماس الحدود مع رفح، فى عز الحصار الاسرائيلى، مما أدى بمئات الآلاف من سكان غزة إلى الاندفاع نحو الثغرات فى الحاجز الحدودى مع مصر. أعلنت القاهرة بعدها بقليل إلقاء القبض على فلسطينين مشتبه فى قيامهم بالتنظيم لهجمات تستهدف السياح الاسرائيليين فى سيناء.

يخلص المقال إنه إذا كان هذا السيناريو يمثل "كابوسا لأجهزة المخابرات المصرية"، وفقا لرأى أحد الخبراء، فإن الوضع الأمنى غير المستقر فى سيناء يأتى بدوره فى مصلحة مصر، لتحاول إقناع إسرائيل بالموافقة على تعزيز القوات المصرية فى هذه المنطقة (التى تحدد عددها بصرامة اتفاقيات كامب ديفيد، فى حين أن منطقة الحدود تكون عادة منطقة منزوعة السلاح)، الأمر الذى يشبه اللعب بالنار!!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة