لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل،لاءات ثلاثة تمسك بها الزعماء العرب وآمن بها الشعب العربى، وأجمعت عليها القمم العربية عندما كان هناك عرب، وكانت لهم أيام وكانت لأيامهم قمم، واليوم صار العرب شيع وأحزاب ونحل وملل وطوائف ومذاهب وجماعات وناس معتدلة وناس مايلة وناس مارقة وناس ولاد ستين، وبات العربى يفتح عينيه الصبح وقبل أن يصلى وقبل أن يطس وشه بشوية ميه، يفتح راديو صوت أمريكا أو مونت كارلو أو البى بى سى ليعرف آخر مسمياته وآخر ألقابه وتصنيف مامته أمريكا له.
تبدلت الأيام وصارت اللاءات الثلاثة لاءات لا تحصى ولا تعد، وفى بلدنا مصر وحده فوجدنا من يقول لا لدخول القضاة حلبة السياسة وكأن السياسة بها من الساسة الذين قلما أن يجود الدهر بمثلهم، وبالتالى ليست هناك ضرورة وحاجة ملحة إلى القضاة الذين لا يجيدون لعبة السياسة، ونفس الفريق عالى الصوت، الزاعق المطالب بعدم لعب القضاة بالسياسة هو نفسه المطالب بابتعاد النقابات عن استاد الساسة، لأن النقابات وجدت لإدارة نادى النقابة وسفريات ومصايف أعضاء مجلس الإدارة، مال النقابة والسياسة ومناصرة غزة وقوافل الإغاثة والكلام الفارغ فى الشأن العربى؟! نفس الفريق المتمترس وراء اللاءات يدعو ويناشد ويطالب ويحرض وينظر ويقنن ويشرع لعدم دخول فريق المؤسسة الدينية للساحة الشعبية "أقصد السياسية"، وكأنهم يديرون الشأن الدينى لأناس تم تطعيمهم ضد السياسة، ما رأى ذلك الفريق فى حال الحاجة إلى فتوى المؤسسة الدينية إذا ما حوصرت مدينة عربية بجيوش دولة صديقة، وأشرف أهل المدينة على الموت جوعا؟، ألسنا بحاجة إلى فتوى تحلل أكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله؟ ألم يحدث وقد شمر رجال الدين عن ساعدهم وافتوا بذلك منذ سنوات قلائل؟! وفى الفترة الأخيرة ظهرت لاءان أو لائين أو أتنين لا أو جوز لاءات، سمها ما شئت، ظهرتا مرتبطتين بالجامعة، الأولى لا لعمل الطلاب بالسياسة، وإن كانت قديمة إلى حد ما وهى تتناقض مع رغبتنا فى معرفة شباب مصر لكل ما يدور حوله فى النور والعلن بدلا من أن يغرر به حاقد أو مأجور فيحدث ما لا تحمد عقباه.
أما الـ (لا) الثانية فهى لا لخروج الحرس الجامعى خارج الجامعة، وذلك يذكرنى بخوف العرب من انسحاب الجيش الأمريكى من العراق، ويذكرنى بالغضب العربى من انسحاب إسرائيل من غزة "من طرف واحد"، أى كان لابد من التنسيق مع الجانب العربى، أيضا الغضب العربى من انسحاب إسرائيل المفاجئ من الجنوب اللبنانى مما مكن حزب الله من التواجد فى الجنوب اللبنانى عام 2000، دون التنسيق مع العرب الأشاوس، يخشى المسئولون خروج الحرس الجامعى فتهجم جيوش التتار والبشمرجة وكتائب عز الدين القسام وجنود حزب الله، فتحتل ثكنات ومواقع وتحصينات ودشم ودفاعات وملاجئ وعنابر وهناجر ومعسكرات الحرس الجامعى، غريب أمرنا نحن العرب!!.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة