على خلفية أحداث الصف المستمرة حتى الآن

الأسباب الخفية وراء انتشار صراع العائلات بالأسلحة النارية

الأربعاء، 10 ديسمبر 2008 08:04 م
الأسباب الخفية وراء انتشار صراع العائلات بالأسلحة النارية انتشار الأسلحة وراء انتشار الصراع المسلح بين العائلات
كتبت ماجدة سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن أحداث العنف وتبادل إطلاق النار، التى شهدتها مدينة الصف (جنوب القاهرة) منذ مساء أمس الثلاثاء، وحتى الآن اليوم الأربعاء، سوى تجسيد لحالة الانفلات الأمنى التى تعيش فيه بعض المناطق على أطراف القاهرة، خاصة تلك التى تقطنها العائلات الكبرى صاحبة الأصول الصعيدية أو العربية.

ودائماً ما يتكرر هذا المشهد.. شجار بين عائلتين، يتطور إلى استخدام الأسلحة النارية، ثم قتلى وجرحى من الجانبين ومن الأهالى، وأيضاً رقابة أمنية غائبة. لقد أصبحت هذه الحوادث "آفة" تنتشر بين هذه المناطق، التى يبدو أنها اعتادت على غياب رجال الشرطة. اليوم السابع حاول البحث عن أسباب هذه الظاهرة، وأسباب انتشار السلاح ودور الأمن فى معالجتهما. التفاصيل فى التقرير التالي..

انخفاض سعر السلاح وتسقيع الأراضى.. السبب المباشر
كانت حادثة نزلة العليان بالصف، محور الحديث عن أسباب انتشار "الشجار المسلح"، إذا جاز هذا التعبير. ويقول عبد الرحمن خير عضو مجلس الشورى عن حلوان: "انتعاش سوق الأسلحة بسبب انخفاض سعره، يعتبر السبب الرئيسى فى انتشار هذه الظاهرة، حيث أصبح السلاح متوفرا بكثرة فى هذه فى المناطق، مما يؤدى إلى تكرار هذه الحوادث". وعن أسباب اقتناء السلاح فى هذه المناطق، يقول خير إن الأمر يعود "إلى التوسع فى تجارة الأراضى التى تم تسقيعها، وتجارة المخدرات".

وأشار عبد الرحمن خير إلى أن الثراء المفاجئ الذى ظهر على البعض من التجارة "المشبوهة" أو البحث عن الآثار وتهريبها خارج البلاد، يعد أيضاً ضمن أسباب السعى نحو شراء السلاح واستخدامه، سواء بغرض التباهى أو ترهيب الناس. وبالتالى لا يجد الناس أى مانع فى استخدامه خلال مشاجراتهم.

وقد تثار الخلافات والمشاحنات بين العائلات الموجودة فى منطقة واحدة لعدة أسباب، أهمها فرض النفوذ والسلطة، والصراع على الفوز فى الانتخابات، والذى قد يصحبه فى بعض الأحيان استخدام أساليب غير مشروعة لجذب أكبر عدد من الأصوات، كما يمكن أن يكون السبب مجرد خلاف صغير، يتطور بعد ذلك ليصبح معركة بين عائلتين ما. وهنا لا يمكن إغفال "الثأر" كأحد الأسباب الرئيسية لمثل هذه المشاجرات.

الأمن.. الحاضر الغائب
ويرى الدكتور محمد الجوادى وهو متخصص فى الأمن القومى، أن هناك ثلاثة أسباب وراء غياب الأمن وعدم الشعور بهيبته فى هذه المناطق، أبرزها: بطء التقاضى الذى يترتب عليه بطء تنفيذ الأحكام، حيث إن هناك 5% فقط من الأحكام يتم تنفيذها، بالإضافة إلى محاولات الالتفاف حول أحكام القانون من خلال تقارير الحالة الأمنية التى تعلّى من قيمة نفوذ هذه العائلات. فهذه التقارير تحاول تهدئة الموقف حتى لا تثير مزيدا من الخلافات بين العائلات بسبب أحكام القانون، مما يدفع بدوره إلى مزيد من تعطيل تنفيذ الأحكام.

ويضيف الجوادى: "هذه العناصر الثلاثة تؤدى إلى غياب منظومة القانون وحضور منظومة القوة، مما يعنى أن القوة أصبحت هى التى تحل محل القانون. أما عن سبب وجود الأسلحة النارية فى مثل هذه المناطق، فقد فجر الدكتور محمد الجوادى مفاجأة وهى "أن عناصر الأمن فى بعض الأحيان تكلف هذه العائلات بشراء الأسلحة لها، وذلك لأنهم يحصلون عليها بسعر أرخص، وبالتالى تكون هذه العائلات ذات نفوذ لدى الجهات الأمنية، مما يدفعها للهيمنة على المنطقة التى تعيش فيها تحت مظلة الداخلية".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة