د. جمال نصار

يمارسون العمل السياسى منذ أيام «البنا»

الجمعة، 07 نوفمبر 2008 12:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما بدأ الإمام الشهيد حسن البنا دعوته (1928م) حدد معالمها وأهدافها ووسائلها منذ البداية، فقال عن طبيعة الإخوان المسلمين إنها «هيئة إسلامية جامعة»، بمعنى أنها تسعى لتحيط بالإسلام من جميع جوانبه فى المجال السياسى والاقتصادى والاجتماعى والتربوى والرياضى والثقافى، ويمكن أن نقول إن الإسلام فى فهم الإخوان المسلمين ينظم كل شئون الحياة لكل الشعوب، والأمم فى كل عصر، وزمان، ومكان، وجاء أكمل وأسمى من أن يعرض لجزئيات هذه الحياة، خصوصًا فى الأمور الدنيوية البحتة، فهو إنما يضع القواعد الكلية لكل شأن، ويرشد الناس إلى الطريقة العملية للتطبيق عليها، والسير فى حدودها.

وبناء على ذلك يتضح أن العمل السياسى لدى جماعة الإخوان المسلمين جزء من نشاطهم العام بالمقارنة بغيرها من الأحزاب والقوى السياسية الأخرى التى تعمل فى المجال السياسى فقط، ومن هنا يأخذ البعض على جماعة الإخوان دون علم ومعرفة بطبيعة دعوتهم أنهم يخلطون الدين بالسياسة، ويدّعون أنهم يحتكرون الدين لأنفسهم، وهذا مخالف لكل أدبيات الإخوان التى تقول إنهم جماعة من المسلمين صاحبة مشروع حضارى لنهضة الأمة. والبعض الآخر يرى أنهم يسعون للوصول إلى الحكم باستخدام الدين، وأنا أقول: ما الضير فى أن يسعى الإخوان مثل غيرهم لإصلاح الحكم! أم أنه مقصور على فئة معينة دون غيرها، وكما قال الشاعر: أحرام على بلابله الدوح.. حلال للطير من كل جنس.

وقد عبر الإمام البنا عن ذلك منذ أكثر من نصف قرن - بقوله: «الإخوان المسلمون يسيرون فى جميع خطواتهم وآمالهم وأعمالهم على هدى الإسلام الحنيف كما فهموه، وهذا الإسلام الذى يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركنا من أركانه، ويعتمد على التنفيذ كما يعتمد على الإرشاد».

وعلى هذا فالإخوان المسلمون لا يطلبون الحكم لأنفسهم فإن وجدوا من الأمة من يستعد لحمل العبء، وأداء هذه الأمانة والحكم بمنهج إسلامى قرآنى فهم جنوده وأنصاره وأعوانه، وإن لم يجدوا فالحكم من منهاجهم وسيعملون لاستخلاصه من أيدى كل حكومة لا تنفذ أوامر الله.

وعلى هذا فالإخوان المسلمون أعقل وأحزم من أن يتقدموا لمهمة الحكم ونفوس الأمة على هذا الحال، فلابد من فترة تنتشر فيها مبادئ الإخوان وتسود، ويتعلم فيها الشعب كيف يؤثر المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.

وبعض الآراء مشكورة تنادى الآن إلى إدماج الإخوان المسلمين فى العمل السياسى ظنًا منهم أن الإخوان بعيدون عن هذا الميدان، رغم أنهم مارسوا العمل السياسى بجميع مستوياته منذ أيام الإمام البنا إلى آخر انتخابات جرت فى مصر، فمجلسى الشعب والشورى والمحليات واتحادات الطلاب ليست هدفًا فى حد ذاتها، ولكنها وسيلة للإصلاح والتغيير.

وفى المقابل يسعى النظام المصرى بكل ما أوتى من قوة لصرف الإخوان عن العمل السياسى والإصلاحى وتهميشهم بكل الوسائل من خلال: دسترة القوانين، وتزوير الانتخابات، والاعتقالات المستمرة، والمحاكمات الاستثنائية، والقوانين سيئة السمعة، والتشويه الإعلامى، إلى غير ذلك من الوسائل المخالفة للأعراف والقوانين. وبالرغم من كل ذلك فالإخوان المسلمون ماضون فى طريقهم بالوسائل السلمية والقانونية، من أجل التغيير والإصلاح لتتبوأ مصرنا الحبيبة مكانتها اللائقة بين الأمم.


موضوعات متعلقة..

◄ الإخوان عاجزون عن القيام باجتهاد سياسى خلاق
◄ حسم مسألة الحزب السياسى أولا
◄ المهم التزامهم بالقوانين السائدة





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة