كنت أسمع أن السجن تأديب وإصلاح، ولم أصدق ذلك، ولكن تجربتى المريرة التى دفعت بى إلى السجن 15 عاماً بتهمة القتل، جعلتنى أخرج بشىء ماكنت أحصل عليه طوال حياتى..
لحظة ضعف أودت بى خلف أسوار السجن العالية، كنت فى الثالثة والعشرين من عمرى عندما وقعت مشاجرة عادية بين أسرتى وجيراننا بالبدرشين بسبب خلافات على الأرض، ضربت أحد جيرانى بعصا فوق رأسه أسقطته جثة هامدة، سجنت وبعد دخولى السجن حلت الأزمة، وتصالحت الأسرتان، ولم يتعذب سواى..
ظلمة السجن والزنازين، كانت ثقيلة وكنت شاباً صغيراً، وجدت نفسى فى عالم غريب له مفاهيمه الخاصة ولغته القاسية، أيام وسنوات عانيت فيها، حتى أعلنت إدارة السجن عن فتح فصول تعليم، ولأننى لم أحصل إلا على الابتدائية، انضممت لتلك الفصول، ومع الوقت وجدت شيئا يلهينى عما أنا فيه، حتى حصلت على الدبلوم، وتعلمت حرفة من الحرف المهنية التى كانوا يعلموننا إياها، وبعد خروجى تعودت معالجة الأمور بهدوء وشىء من الحكمة والتعقل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة