لم يقبل جورج إسحق، الخبير التعليمى وعضو اللجنة التنسيقية لحركة كفاية، ما انتهى إليه النائب على لبن، من اتهام المعونة الأمريكية بالتسبب فى تدمير العملية التعليمية، قال: نحن نعيش أزمة تعليم حقيقية وسببها السياسات المتضاربة من الحكومة وليس التدخلات الخارجية، وأكد أن التعليم العام فى مصر يخضع خضوعا تاما لمناهج التربية والتعليم، وطالب بضرورة أن يتم الإنفتاح على الدول الغربية، لاكتساب ثقافات جديدة لأن التقوقع هو البيئة الخصبة لكل ما هو إرهابى ومتطرف، أما الانفتاح، ففيه اكتساب قيم الديمقراطية والليبرالية وقبول الآخر بالاقتناع الكامل، وانتقد إسحق من أسماهم المزايدين، أصحاب نظرية المؤامرة، الذين لا يرون أى شىء مختلف معهم فكريا، ولابد من البحث عن فاعل ومخطط لهذا الأمر.
كان النائب الإخوانى على لبن، رصد ما أسماه التخريب والاختراق للتعليم المصرى، بداية من إلغاء مادتى التربية الوطنية والتربية العسكرية، واتهم لبن الدكتور فتحى سرور، ومن بعده الدكتور حسين كامل بهاء الدين، بتدمير التعليم إرضاء للأمريكان، ودلل لبن فى دراسة لأوضاع التعليم، بما حدث فى مادة التاريخ، وقال نجد أن نابليون بونابرت يخصص له 36 صفحة، فى حين أن القائد عمرو بن العاص يختزل فى 4 أسطر، وعمر بن الخطاب يقتصر الحديث عنه فى 6 أسطر، كما تم حذف تاريخ طلعت حرب ومصطفى كامل وسعد زغلول.
الأمر لم يقتصر على مادة التاريخ كما يقول لبن، بل نال أيضا مادتى العلوم والرياضيات، ففى مادة العلوم تم حذف الموضوعات الخاصة بالأسلحة الكيماوية والأحماض والأبخرة وعناصر مكوناتها والوقاية منها وخصائصها، كما تم حذف دورة الحياة بالنسبة لدودة القطن، وكيفية التخلص منها، واستبدالها بدورة حياة «الصرصور»، أما التعليم الفنى فقد تم إلغاء الدرجات على المواد العملية، وتم إغلاق كافة الورش فى المدارس الثانوية الصناعية أو الزراعية والتجارية.
الدكتور حسين عويضة، نائب رئيس جامعة الأزهر السابق، ورئيس نادى أعضاء هيئة التدريس، نفى التدخل الأمريكى وأكد أن مناهج التعليم الأزهرى مصرية خالصة، وغير حقيقى أن تكون نالتها أيد أمريكية أو غير أمريكية، وهاجم من أسماهم المزايدين على الأزهر ورجاله، وقال إن من يسعى إلى ذلك، بعض الأصوات التى تريد أن تحقق بعض «الشو» الإعلامى، ورفض جميع ما يتردد عن اختراق وأجندة غربية وبعض النعرات غير الصادقة.
أما القيادى اليسارى عبد الغفار شكر، فقد أوضح أنه عقب تفجيرات الحادى عشر من سبتمبر، خرجت أصوات غربية وأمريكية عديدة، تحدثت عن ضرورة إعادة تقييم العلاقة مع العالم الإسلامى والشرق الأوسط، وراح العديد من تلك الأصوات يطالب بضرورة دراسة العلاقة بين الغرب والشرق، وإلقاء الضوء عليها جيدا، والبحث فى ظروف التنشئة، مع التركيز الشديد على التعليم ومراحله المختلفة، وبالفعل ركزت تلك الدراسات على عدد ليس قليل من المناهج الدراسية، وراحت تتدخل عبر آلية ضغط تستطيع أن تضغط بها على بعض الأنظمة العربية، وقد تم رفع بعض الآيات القرآنية التى تحض على الجهاد والقتال من مناهج اللغة العربية، ومن كتب المطالعة، كما نالت تلك التدخلات مادتى التاريخ والجغرافيا، فقد جرى حذف الأجزاء التى تتحدث عن الصراع العربى الإسرائيلى من كتب التاريخ، والحروب التى جرت بين الجانبين، كذلك الغزوات الإسلامية وعصر الفتوحات، وأسماء بعض القادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة