طارق عجلان

بطة ميتة!

الجمعة، 07 نوفمبر 2008 12:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من هو الغائب الأكبر عن الساحة الأمريكية, التى انشغلت حتى أذنيها بالمعركة الحامية لانتخابات الرئاسة طوال الأشهر الماضية؟
جورج بوش بالتأكيد..

هو يدرك تمام الإدراك هذا الغياب، بالأحرى الإمعان فى تغييب شخصه ونسيانه المتعمد والمنطقى للغاية، رغم أنه كان ملء السمع والبصر لثمانى سنوات، لصالح التذكير بحصانى الرهان فى دخول البيت الأبيض. مع ذلك بدا بوش وكأنه يرفض التهميش، أو التنازل عن ممارسة مهامه حتى آخر نفس له فى الحكم.

بوش الغائب الحاضر فى الحملات الانتخابية، التى استعرت على نيران أخطائه الاقتصادية والعسكرية خلال فترتى رئاسته فى ثمانية أعوام، يرفض أن يتحول إلى بطة عرجاء، شأنه شأن أى رئيس أمريكى يكتفى فى مثل هذه الحالات بمتابعة سباق المنافسة على خلافته.
وماذا يفعل إذن فى الأسابيع الثمانية المتبقية له؟ يزجى الوقت المتبقى لحين إعلان اسم الرئيس الفائز فى قصف سوريا، أو إصدار الأوامر لوزيرة خارجيته كوندوليزا رايس بالتوجه إلى الشرق الأوسط مجددا، وكأنه لن يغادر منصبه توا.

أما لماذا يفعل ذلك، فهناك تفسيرات شتى، ليس أولها أن نتائج قصف سوريا تصب فى حملة زميله الجمهورى جون ماكين بطريقة غير مباشرة، مذكرا جمهور الناخبين الأمريكيين بالتحديات الأمنية التى قد تواجه الولايات المتحدة فى الآونة المقبلة, وليس ثانيها أو آخرها أن بوش يحرث للرئيس القادم، ماكين أو أوباما، قطعة من الأرض فى الشرق الأوسط لكى يزرع فيها ما يشاء ثم يحصد من المكاسب ما يشتهى. هى عملية تسليم وتسلم بين الإدارات الأمريكية المتعاقبة إن أردنا دقة التوصيف.وهو عرف معمول به فى دولة، لايحال رؤساؤها إلى التقاعد أبدا, ولا تنقطع ديمومة عملية صنع سياساتها الخارجية بفواصل زمنية تجرى فيها انتخابات.

وهل وارد أن يقدم بوش على تحركات أخرى أكثر تهورا قبل أن يتحول إلى بطة ميتة؟
كل الاحتمالات مفتوحة إلا واحدا: مهاجمة إيران، أو حتى مجرد استفزازها على نحو ما جرى مع سوريا. ببساطة شديدة لأنه ليس مسموحا له أن يترك لخليفته مستنقعا يخوض فى أوحاله طيلة فترة رئاسية على الأقل، ليس مسموحا له كذلك أن يفرض عليه حلولا سياسية مثل حل الدولتين, الفلسطينية إلى جانب الإسرائيلية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة