من هو الأقسى على المصريين العاملين فى الخارج؟ الأنظمة العربية بالطبع وبلا تردد، وللمفارقة.. فإن الدول الغربية أكثر رحمة بالمصريين من الأشقاء العرب, ليس فقط من حيث طبيعة تلفيق الاتهامات فى ظل أنظمة، ونوعية السجون التى يتم اقتياد المصريين إليها، وضربهم بالكرابيج أحيانا، وإنما أيضاً من حيث زيادة حصيلة أعداد المعتقلين المصريين بالخارج، والتى تتغير يومياً.
المفارقة الأكثر دهشة، التى وقعت عليها «اليوم السابع» فى تقرير نادر حصلت عليه الجريدة من مصادرها فى وزارة الخارجية، أن المساجين المصريين تتزايد وتيرة أعدادهم بطريقة تكاد تكون يومية، والعقوبات التى يتعرض لها المصريون فى الدول العربية، تتراوح بين الإعدام والجلد والسجن المشدد، بينما فى الدول الغربية لا تخرج عن الترحيل من البلد أو السجن، وبعد صدور حكم قضائى بات فى محاكمة نزيهة.
تقرير الخارجية كشف عن ارتفاع أعداد المسجونين المصريين بالخارج إلى 2308 سجناء، بزيادة قدرها 108 سجناء عن الرقم الذى أعلنته وزارة الخارجية قبل عشرة أيام. ولم يشر بالطبع إلى أعداد المسجونين الأمنيين المنتمين لجماعات إسلامية، والذين تحتجزهم الدول العربية ولا تعلن عنهم، وتتبادلهم فيما بينها، فيما يشبه الصفقات السرية. والتقرير يشير إلى أن الدول العربية تحتل المرتبة الأولى فى أعداد المصريين المسجونين لديها إذ يبلغ عددهم الإجمالى 1687 سجينا، يتوزعون على النحو التالى : 713 فى السجون الليبية، و350 بالسعودية، و337 فى الكويت، و200 بالأردن و50 بالإمارات.
بينما يوجد فى السجون الأوروبية 513 سجينا, من بينهم 218 بالسجون الإيطالية، و53 باليونان، و19 فى بريطانيا، و50 بفرنسا. فضلا عن وجود 64 مصريا فى السجون الإسرائيلية، منهم 41 سجينا جنائيا و23 سجينا أمنيا، وثلاثة سجناء فى قطاع غزة، ويوجد المسجونون المصريون لدى إسرائيل فى سجون: اوفنيك، واوهالى، اودار, ونيستان، ونفحا، وديكل، ورعوبيتهم، وشيكمة, وايشل، لافتا إلى أن معظم المسجونين فى أسرائيل، تتراوح القضايا التى يقضون العقوبة بسببها، ما بين الإقامة غير الشرعية، والتسلل، والمخدرات، ومحاولة القتل، وحيازة سلاح، وتدريبات عسكرية، وإلقاء زجاجات حارقة، فيما يوجد مصريان فى إحدى الدول الأفريقية التى لم يشر إليها التقرير، كما يوجد 97 بالدول الأمريكية و88 بالدول الآسيوية.
وحول المصريين المحكوم عليهم بالإعدام فى ليبيا، أوضح التقرير أن عددهم بلغ 37، منهم عشرة تم قبول الدية بشأنهم مما سيستتبعه قانونيا، تخفيض حكم الإعدام ضدهم إلى حكم بالحبس، فيما تمت الموافقة من حيث المبدأ من قبل أهالى الضحايا على قبول الدية لثلاث حالات, وجار تدبير المبالغ المتفق عليها لتخفيض الحكم. فضلا عن وجود 15 حالة، محكوم عليها بالإعدام رفض أهالى الضحايا الليبيون قبول مبدأ الدية منهم، وإن كانت المساعى جارية مع الأهالى للاستفادة من القانون الذى سنته الحكومه الليبية فى يوليو من العام الماضى، لتخفيض عقوبة الإعدام إلى السجن المؤبد، حال قبول الدية من أهالى الضحايا.
السفير أحمد رزق، مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين فى الخارج، قال إن أرقام السجناء المصريين ليست ثابتة، إنما متغيرة وفق ظروف الحبس، فهى أرقام تتغير كل يوم، فعلى سبيل المثال أشار تقرير ورد إلى القطاع من السفارة المصرية بالكويت بشأن المحتجزين المصريين بسجن الإبعاد، إلى انه خلال الفترة من 12 إلى 26 من أكتوبر الماضى تم إنهاء احتجاز 34 مصريا، عاد منهم إلى القاهرة 33, بينما يقضى الآخر عقوبة السجن لعامين، وأنه خلال ذات الفترة تم احتجاز 19 مواطنا من مخالفى قانون الإقامة والمطلوبين على ذمة قضايا أخرى.
لمعلوماتك..
◄7ملايين مصرى يقيمون بالخارج، حسب تصريحات مسئولى وزارة الخارجية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة