سفير د.عبدالله الأشعل

منطلقات مبادرة إنقاذ مصر وغاياتها

الخميس، 06 نوفمبر 2008 11:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرجو بهذه المقالة أن أضع بعض النقاط على الحروف بالنسبة للمبادرة التى أطلقتها، والتى يجب أن تلتئم مع مجمل التمنيات والنداءات والمبادرات التى قدمها غيرى، وكلها تعلن عن الحاجة إلى إنقاذ مصر.

ونظرا للتفاعل الكبير مع هذه المبادرة منذ إعلانها فى الإعلام المصرى والدولى، فقد شجعنا ذلك على أن نلتزم الحرص والدقة فى تجسيد موقف المثقفين كمنبر ثالث عريض إلى جانب منبرين آخرين، هما الحكومة والحزب الوطنى من ناحية، وكل التيارات التى تعبر عن السخط على سياسات الحكومة والحزب الوطنى. ولذلك فإن اللجنة الوطنية لإنقاذ مصر، وإن كان الاسم يستفز بعض الأوساط، إلا أننا لا نعادى أحداً ولا ننتقد أحداً ولا نضيع الجهد فى البحث عما كان السبب فيما وصلت إليه مصر من أوضاع، ولكن هذه المبادرة تهدف إلى وضع الجميع أمام مسئولياتهم حتى لا تتعرض مصر- لا قدر الله - إلى الأسوأ، سواء فى مجال الانفجار الطبقى والشعبي، أو استثمار بعض الدوائر الأيديولوجية لهذه المحنة بما يؤدى إلى نفس النتيجة. كما أن هذه المبادرة تهدف إلى تجميع كل الجهود وتكاتفها لوقف التدهور أولاً، ثم وضع استراتيجية تنفيذية لكى توضع مصر على الخريطة الإقليمية، وأن يتمتع المواطن المصرى بما يستحق من تطلعات وآمال.

ونريد أن نقرر ابتداء بأن العمل فى هذه المبادرة لابد أن يستند بالضرورة إلى شرعية الرئيس مبارك ونظام الحكم الذى يرأسه، ولكن الجديد هو التنبيه إلى أن الإدارات المصرية المتعاقبة لم تتمكن رغم كل ما بذل من أن تحتوى مشاكل مصر المتفاقمة والتى سببتها تفاعلات الداخل وعوامل الخارج، وأن المبادرة تنطلق من عدد من المنطلقات لابد من إيضاحها بدقة:

المنطلق الأول هو أن مصر بإمكاناتها البشرية فى الداخل والخارج ومواردها الطبيعية والمحتملة تستطيع قطعاً أن تدير شئونها على أحسن حال ولا ينقصها شئ، ولذلك فإن ما تعانيه الآن يجب أن ينتهى خاصة وأنه لا مبرر له.

وإذا كان البعض قد بذل قصارى جهده، فمن الطبيعى أن تقوم بواجبها موجات متتابعة من المصريين المتلهفين لأداء واجبهم بالكفاءة والنزاهة الواجبتين.

المنطلق الثانى هو أن المجموعة التى يتم اختيارها فى اللجنة الوطنية لا تمثل حزباً ولا يمثل أعضاؤها انتماءات حزبية أو أيديولوجية، وإنما تتسلح بحب الوطن والرغبة فى خدمته والتجرد فى أداء الخدمة، فلا تهدف إلى مصلحة شخصية أو إلى استخدام هذه المنصة لأى هدف آخر أو نقد أو تصفية حساب أو تلميع إعلامى، وإنما يجب أن تنكر ذاتها سعياً وراء هذا الهدف القومى النبيل، ولهذا السبب فإننا سوف نعلن عن هذه المجموعة وعن تصورها لأداء هذه المهمة.

المنطلق الثالث هو أن هذه اللجنة تريد أن تظهر للمجتمع الدولى وللشعب المصرى أن مصر الحقيقية ليست بالسوء الذى تصور به فى بعض الأوساط الإعلامية، كما أنها ليست بالكمال الذى توصف به فى الخطاب السياسى والإعلامى الرسمي، ولا يهم اللجنة هذه الأوصاف وإنما تبدأ من قناعة واحدة، وهى أن مصر تحتاج إلى دفعة هائلة حتى يتوقف التدهور فيها وحتى تصعد إلى ما نتمناه.

المنطلق الرابع هو أن هذه المبادرة ترحب بكل الراغبين فى الانضمام إلى ساحاتها لكل أبناء مصر على اختلاف اتجاهاتهم، وبشكل أخص تلك العقول النيرة من الحزب الوطني، التى نريد لها أن تستثمر بالطريقة الصحيحة وألا تهدر بأى شكل دون الخوض فى التفاصيل.

المنطلق الخامس هو أن هذه المبادرة تعلن للجميع صوت المثقفين الذى يعبر دون مزايدة أو استعلاء عن هموم المواطن المصرى البسيط، وهى بهذه المناسبة لن تلقى بالاً إلى بعض الأوصاف الرومانسية والوعود الوردية بينما المواطن يشعر بالاختناق والتوتر. وسوف تقوم اللجنة المختصة فى مرحلة معينة بتقديم تشخيص وعلاج لهذه الحالة.

إن هذه المبادرة تهدف إلى مساعدة الرئيس مبارك فى تجاوز هذه المرحلة بتجنيد كافة طاقات المجتمع المصرى بطريقة علمية وبالطريقة التى يوافق عليها، وسوف تسعى اللجنة إلى المساعدة بكل الأشكال فى تحقيق التفهم والاقتناع بهذه المبادرة، رائدها فى ذلك الرغبة الصادقة فى أن يكون هناك خطط وخطوات محددة وجدول زمنى يشهد فى إطاره المصريون نتائج ملموسة.

إن هذه المبادرة قد تحقق أعلى أهدافها فيسعد بها الجميع وقد تقف دون ذلك، فنكون قد أدينا واجبنا تجاه أمتنا وسجلنا للأجيال القادمة أننا لم نفرط فى حقها بالقول والفعل، وأن نترك للتاريخ بعد ذلك أن يقول كلمته فيمن سعى للتستر على أمراض مصر وتسبب فيها ومن حاول أن يمد يده لإنقاذها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة