«التلجين».. و«التخبير».. مصطلحان طازة يتم تداولهما منذ أغلق باب الترشيح لانتخابات اتحاد الكرة، وبدأ المرشحون رحلة البحث عن الأصوات فى أرجاء المحروسة.
«التلجين» كلمة تعنى التعيين فى لجنة رئيسية كانت أو فرعية فى منظومة الكرة، وبطبيعة الحال عندما تكون عضو لجنة أو «ملجن» فالمؤكد أنه سيكون عملا احترافيا يتقاضى عنه العضو مقابلا ماديا حسب قوته فى التأثير على عدد من الأصوات.. ومقابل إبعاده عن الترشيح أو محاولة إثنائه عن مواصلة المشوار، أو شراء المدة التى تواصل فيها مع الكام صوت اللى ربنا قدره على إقناعهم بوجوب التصويت له، وفى حالة رضاه بـ«التلجين» سيطلب من هذه الأصوات التصويت للمجموعة صاحبة الوعد، مقدما لهم نفسه بصورة مختلفة، واصفا المرحلة الجديدة التى دخلها أنها ستكون لصالحهم جميعا «الملجن» ورفاقه!
أما «التخبير «فهو مصطلح يعنى الاستعانة بالمرشح المراد انسحابه كخبير محترف فى أحد فروع اللعبة، ومناطقها ومنتخابتها وقطاعاتها كل حسب خبرته تحكيما وتدريبا وإدارة، والخير كتير والحمد لله!!
المصطلحان فيهما رائحة تعود بنا إلى أيام الرجال الذين استفادوا من الثورة فعندما كانوا يريدون إنهاء أزمة إخراج أى شخصية عامة ترى فى نفسها القدرة على التواصل مع الجماهير أو تقديم برامج جديدة لتطوير البلاد والعباد، كانوا ينقلونهم فورا إلى قيادة مجلس إدارة أى شركة فيما عرف وقتها بـ«التشريك» أو إيداعهم وزارة الخارجية باعتبارها وجهة المحروسة أمام العالم فيما أطلق عليه «التخريج» ومنذ أيام الثورة أصبح هناك منطوق جديد يطرح مقترنا بأى شخصية مطلوب إبعادها مثل من وصفناهم، وكان يقال وقتها.. فلان ده كفاية عليه كده.. فيأتى الرد بس يافندم هنقوله إيه ؟! فيكون الرد العبقرى يا «تخرجوه» يا «تشركوه» وهيكون سعيد بالطبع.
يا سبحان الله الأيام فى مصر تعيد إنتاج نفس الأفكار. إنها الانتخابات التى تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المصالح الخاصة الضيقة جدا ستظل جاثمة فوق جثة المصلحة العامة.. ولك الله يا بلد.. وتحيا جمهورية مصر الكروية.
كمال درويش
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة