قال خبراء اليوم، الأربعاء، إن سياسات أوباما الداعية إلى تقليص الاعتماد على الواردات النفطية الأجنبية، لن يكون لها تأثير مهم يهدد منتجى النفط الخليجيين الذين يضخون حالياً خمس الاحتياجات النفطية العالمية تقريباً.
ووعد أوباما الذى أصبح أول أمريكى أسود يصل إلى البيت الأبيض، خلال حملته بأن تكون الولايات المتحدة خالية بنسبة 85% من السيارات التى تعمل بالمنتجات النفطية أو الغازية فى غضون عشرين عاماً. كما خفف أوباما معارضته لمشروع القانون الذى يسمح بإجراء أعمال تنقيب فى البحر لرفع الإنتاج النفطى الأمريكى وتخفيف الاعتماد على النفط المستورد بهدف مواجهة موجة أسعار الخام المرتفعة.
وقال الخبير الاقتصادى السعودى على الدقاق "لن يكون هناك مشكلة بالنسبة لدول الخليج فى المستقبل المنظور حتى ولو طبق أوباما سياسته". وأضاف فى تصريح لوكالة فرانس برس "مهما فعلت الولايات المتحدة، ستظل بحاجة إلى النفط الأجنبى لسنين كثيرة قادمة". وذكر أيضاً أن الولايات المتحدة لن تتمكن من خفض الأسعار عبر رفع إنتاجها، لأن كلفة الإنتاج ستكون عالية جداً.
وتنتج دول مجلس التعاون الخليجى التى تضم السعودية والإمارات والكويت وقطر، وهى دول أعضاء فى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، إضافة إلى سلطنة عمان والبحرين، بين 14 و15 مليون برميل من الخام يومياً، أى أكثر من خمس الاحتياجات العالمية. والدول الست التى تمتلك 45% من الاحتياطى النفطى العالمى المثبت، تنتج حوالى 13 مليون برميل من الخام يومياً، يذهب ما بين 10 و12% منها فقط للولايات المتحدة بحسب الخبير النفطى الكويتى حجاج بوخضور.
وقال بوخضور لوكالة فرانس برس إن "دول الخليج لن تتأثر بسياسات الطاقة الجديدة فى الولايات المتحدة بسبب احتياطاتها الضخمة، وأهمية هذه الاحتياطات حيوية لرفع الإنتاج العالمى فى وقت يتضاءل فيه الإنتاج فى مناطق أخرى من العالم". وذكر بوخضور أن احتياطات الخام فى دول مجلس التعاون الخليجى وإيران تمثل 65% من الاحتياطات العالمية و"على المدى المتوسط ستتحول هذه الدول إلى المنبع الأساسى للنفط، إذ أن الإنتاج يتضاءل فى أماكن أخرى من العالم".
وتواجه أوباما أكثر من مرة مع منافسه الجمهورى جون ماكين حول السياسات النفطية خلال الحملة الانتخابية التى شهدت بلوغ أسعار النفط مستويات قياسية وصلت إلى 147 دولاراً للبرميل فى يوليو.
إلا أن المرشحين كانا متفقين على ضرورة الحد من اعتماد الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للطاقة فى العالم، على النفط الأجنبى لاسيما النفط المستورد من الشرق الأوسط. وانخفضت أسعار النفط بقوة فى الأشهر القليلة الماضية بنسبة تجاوزت النصف، وذلك فى خضم الأزمة المالية العالمية. وتعهد أوباما خلال حملته الانتخابية بأن يعمل على جعل قطاع صناعة السيارات الأمريكى، ينتج مركبات صديقة للبيئة تستهلك كميات قليلة من الوقود، كما أكد أن هذا الموضوع سيكون من أبرز أوليات عهده.
وذكر أوباما أن قطاع النقل يمثل حوالى 30% من إجمالى استهلاك الطاقة، وأن تحسين الاستهلاك فى هذا القطاع أساسى. إلا أن المحللين دعوا دول الخليج إلى الاستعداد لأى تغيرات. وقال الدقاق "على دول الخليج أن تبحث عن خيارات أخرى فى حال أثرت الوعود الانتخابية بشكل جدى على مداخلها النفطية الحيوية". وتشكل العائدات النفطية أكثر من 80% من عائدات معظم دول الخليج.
من جهته، قال بوخضور، "علينا أن نتطلع إلى أسواق بديلة منذ الآن كخطوة احترازية إلا أن فرص انخفاض واردات الولايات المتحدة من النفط الخليجى تبدو ضئيلة جداً". وتشير التقديرات إلى أن الدول النفطية الخليجية سجلت خلال السنوات الست الماضية عائدات نفطية بلغت حوالى ترليونى دولار، ورفعت استثماراتها الخارجية إلى حوالى 1.5 ترليون دولار.
خبراء: تأثير سياسات أوباما فى مجال الطاقة سيكون محدوداً على نفط الخليج
الأربعاء، 05 نوفمبر 2008 05:39 م