يفتتح المهرجان الرابع لشاشات سينما المرأة فى الأراضى الفلسطينية الخميس فى قصر الثقافة فى رام الله بالضفة الغربية، كما أعلنت علياء ارصغلى مديرة مؤسسة شاشات. وقالت ارصغلى اليوم، الأربعاء، إن ما يميز مهرجان سينما المرأة هذا العام هو مجموعة الأفلام القصيرة السبعة التى سيفتتح بها كونها من فكرة وسيناريو وإخراج شابات فلسطينيات حديثات التجربة.
وتتناول هذه الأفلام قضايا وهموما اجتماعية يعيشها المجتمع الفلسطينى كانت الأحداث السياسية غطت عليها. وقالت ارصغلى لوكالة فرانس برس على هامش المؤتمر إنها لمست خلال تعاملها مع المخرجات الفلسطينيات الشابات خلال التدريب أو العروض وجود رغبة لديهن فى طرح أفكار اجتماعية أكثر من ميولهن للقضايا السياسية.
ومن ضمن هذه الأفلام القصيرة فيلم للمخرجة الشابة زبيدة طيبى بعنوان "حب على الموبايل". وقالت مخرجة الفيلم لفرانس برس "الفيلم يتناول قضية تجرى كل يوم، بين الشاب والفتاة، حيث إن الفتاة لا تستطيع بناء أى علاقة حب مع أى شاب بشكل علنى، فتلجأ إلى الهاتف المحمول". وأضافت طيبى التى تدرس الإعلام والعلوم السياسية "الفيلم يتحدث عن فتاة جامعية حاول أحد الشبان التعرف عليها دون أن تراه لكنه لم يستطع، فحصل على رقم هاتفها النقال من إحدى الفتيات".
وأوضحت "يتصل الشاب بالفتاة، وكل مرة يسمعها عزفه على الجيتار، وتعجب الفتاة بالموسيقى التى يعزفها الشاب، وفى أحد الأيام كانت تقف على جانب الطريق فى أحد الأماكن لتسمع نفس معزوفة الجيتار التى كان الشاب يعزفها لها". وتبقى المخرجة فيلمها مفتوحا فى نهايته، حينما تشاهد الفتاة وجه الشاب ولا يعجبها، وكأنها تقول إنها أحبت موسيقاه ولم تحبه هو. وقالت "أحببت أن أبقى نهاية الفيلم مفتوحة دون حسم واضح لهذه العلاقة التى قامت بين الشاب والفتاة عبر الموبايل". وأطلقت مؤسسة شاشات على مجموعة الأفلام السبعة التى سيفتتح بها المهرجان، وهى من إنتاجها وإنتاج مؤسسة جوتة الثقافية الألمانية، اسم "بوح" فى إشارة إلى أن هذه الأفلام تبوح ما لم يستطع أحد الحديث فيه فى المجتمع الفلسطينى.
ومن ضمن هذه الأفلام أيضا "علينا يا مندلينا" لمخرجة شابة تتعلم هندسة الحاسوب هى إسراء دياب، حيث يتناول الفيلم كيف يتخيل الشبان سلوكيات الفتيات بطريقة بعيدة عن الواقع. وقالت دياب خلال المؤتمر الصحافى "الفيلم مستوحى من الواقع الملىء بتفسيرات خاطئة من قبل الشبان لسلوك الفتيات، والذى أساسه يعود لانغلاق المجتمع".
ويعرض أيضا ضمن مجموعة الأفلام، فيلم "رهف" وهو فيلم يخلو من الأمل، ويعزز مكانة المرأة المستسلمة والضحية، حسب نشرة وزعتها مؤسسة شاشات عن الفيلم. وأشارت النشرة إلى أن "رهف" من إخراج فادية صلاح الدين ومحمد علوان، يركز على رؤية المجتمع للأنثى وحياتها منذ الولادة وحتى الممات، ككائن متعلق بفكرة الزواج يرتبط نجاحها فى هذه الحياة بنجاحها كزوجة وعروس، والفشل فى ذلك إنما يعنى فشلا ذريعا لحياة المرأة برمتها". ويشكل فيلم آخر من ضمن مجموعة "بوح" هو "إن قلت آه وإن قلت لا" ردا على مضمون فيلم "رهف"، حيث يتناول الفيلم كيفية قول "لا لكل محاولات الحد من قدرات المرأة والتحكم والسيطرة عليها" حسب ما قالت مخرجة الفيلم ليالى الكيالى، طالبة العلوم الجامعية.
ويستمر المهرجان السينمائى حتى السابع من الشهر المقبل، حيث يعرض خلاله 12 فيلما لمخرجات عربيات وأجنبيات فى معظم المدن الفلسطينية. كما سيتم خلاله تكريم المخرجة اللبنانية الراحلة رندا الشهال التى توفيت فى أغسطس الماضى ويعرض لها فيلم "حروبنا الطائشة" الذى يتناول دور أسرتها فى الحرب. ومن ضمن الأفلام التى سيتم عرضها هذا العام، "قمر 14" للمخرجة الفلسطينية ساندرا ماضى، و"خذنى إلى أرضى"، للميس دروزة والفيلم الروائى "بدى شوف" للمخرجين جوانا حاجى توما وخليل جريج.
كذلك يعرض فيلم "الحياة البائسة لخوانتيتا ناربونى" للمخرجة فريدة بن اليزيد. وهذه هى السنة الرابعة التى تقيم فيها مؤسسة شاشات مهرجانا لأفلام فلسطينية وعربية وأجنبية تتناول قضايا المرأة. وقالت ارصغلى "إننا نفتخر بأننا بتنا المؤسسة العربية الوحيدة التى التزمت بإقامة مثل هذا المهرجان بشكل دورى منتظم على مدار أربع سنوات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة