العالم كله يراقب عن كثب السباق الأمريكى إلى البيت الأبيض لاختيار الرئيس الـ44 للولايات المتحدة الأمريكية، فيما توقع الخبراء مشاركة قياسية فى الانتخابات تفوق النسبة القياسية التى سجلت فى العام 1960 عندما أدلى 36% من الناخبين بأصواتهم.
فمكاتب الاقتراع تشهد 153 مليون ناخب، وبذلك تكون الانتخابات الأمريكية هذا العام تاريخية، مما يفتح الباب أمام وصول أول أمريكى أسود إلى البيت الأبيض. استطلاعات الرأى كثيرة ومتعددة على مدار ماراثون سباق الرئاسة الأمريكية، آخرها يشير إلى تقدم أوباما على ماكين بـ 11 نقطة.
والسؤال الذى يطرح نفسه اليوم : من يخدم القضايا العربية ..الديمقراطى باراك أوباما أم الجمهورى جون ماكين؟ ومن سيقف بجانب العراق وفلسطين؟ بل وأى السياسات سيتم انتهاجها فى الفترة القادمة؟ اليوم السابع أجرى استطلاعاً للرأى حول الفرصة الأكبر لنجاح أى من المرشحين والأصلح منهما لخدمة المنطقة العربية..
"أوباما هو الرئيس القادم" ، هذا ما توقعه الدكتور عصام العريان القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، الذى أرجع فوز أوباما إلى أنه على مدار شهور الحملات الانتخابية الماضية كان الأقوى والأنجح، فأوباما استطاع أن يجمع عدداً غفيراً من الشعب الأمريكى حوله، واستطاع أن يحول كل الظروف لصالحه، فبعقليته المتميزة استطاع أن يتخطى عقبة الأصل واللون وجعل لنفسه من بداية الحملة مبدأ يسير عليه، ومؤيدين له فى كل الولايات، كما أن لديه حلماً أمريكياً يريد تحقيقه بعيدا عن السلطة، وبالفعل استطاع تحقيق أشياء لم تحدث فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استطاع جمع أكبر قدر من التبرعات أثناء حملته الانتخابية. ووصف العريان المرحلة القادمة فى تاريخ الانتخابات الأمريكية والتى سيتحدد فيها الفائز بالمرحلة الدرامية التى ستشهد كثيراً من المشاهد الساخنة.
العريان لا يرى أن أوباما هو الأصلح للقضية الفلسطينية رغم ماظهر من الفلسطينيين أنفسهم الذين دعوا الأمريكين على شبكة الإنترنت إلى التصويت لأوباما، مؤكدا أنه لابد "أن نعتمد على أنفسنا فى حل قضايانا العربية". العريان فجر مفاجأة كبيرة، وهى احتمالية تعرض أوباما فى حالة فوزه إلى نفس مصير الرئيس جون كينيدى، لأن المؤسسة الأمريكية قوية تتميز بالعنصرية والأصولية.
"أوباما صاحب خطابات التغيير" كما تقول الدكتورة هالة مصطفى رئيس تحرير مجلة الديمقراطية، فأوباما صاحب اتجاه مختلف فى خطاباته التى يلقيها فى جولاته الانتخابية، والتى تنبئ بسياسة جديدة متبعة فى الفترة القادمة، وهى سياسة دبلوماسية الحوار والبعد عن العنف والصدام.ومن جانب آخر أكدت الدكتورة هاله مصطفى ، أن أوباما بانتمائه لجيل صغير السن وصاحب الأصول غير الأمريكية يعبر بحالته هذه عن توحد الثقافات فى المجتمع الأمريكى، الذى يفضل دائما الاختلاف والتنوع .
وأضافت الدكتور هالة أن كلاً من المرشحين لا يضع فى قمة أولوياته ولا آخرها القضايا العربية، وعلى الرغم من ذلك نجد تأييداً من النخبة السياسية لأوباما، حتى وإن لم يهتم بالعرب بشكل خاص، ومن الممكن أن يرجع سبب ذلك إلى كراهية العرب لبوش الذى يمثل ماكين امتداداً له. أما عن الأسلوب الأمثل الذى لا بد أن يتعامل به العرب مع المرشح الفائز فهى الدبلوماسية المطلقة، التى يعتمد عليها أوباما وماكين معا، وذكرت أن اللغة التى يستخدمها كل منهما هى لغة بعيدة عن الصدامية، وهذا الأسلوب لابد أن يتبعه العرب، وعن توقعاتها للمناخ السياسى بعد إعلان النتيجة، قالت الدكتورة هالة "الدبلوماسية والهدوء ستسودان الأيام القادمة فى حالة فوز أى من المرشحين".
الدكتور وحيد عبد المجيد، الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، يرى أن استطلاعات الرأى الأخيرة فى صالح أوباما، مما يجعل طريقه إلى البيت البيض أقرب إلى الحقيقة بعد أن كان حلما صعب المنال، إلا أن الدكتور وحيد لا يجزم أى من الديمقراطى باراك أوباما والجمهورى جون ماكين أصلح للمنطقة العربية، فلكل منهما مميزاته وعيوبه، لكنه يرى أن اختيار شاب أسود مهاجر وليس من أصل أمريكى، هو نموذج للعالم لابد أن نحتذى به.
مع أول ساعات التصويت فى الانتخابات الأمريكية ...
من يخدم قضايا العرب.. أوباما أم ماكين؟
الثلاثاء، 04 نوفمبر 2008 04:15 م
من يحسم السباق إلى البيت الأبيض ؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة